الدوحة – قطر
قال الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) إن سوق صناعة الأسمدة في دولة قطر سجل نمواً بنسبة 143 بالمائة، وذلك بواقع 3 أضعاف تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، لتصبح قطر بذلك ثاني أكبر منتج للأسمدة على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي بيان صحفي صدر عن (جيبكا) اليوم، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، إن الحكومة القطرية نجحت على مدى 10 سنوات في بناء ركائز متينة لتعزيز نمو قطاع الأسمدة الموجه للتصدير، وذلك بالتزامن مع تطلّع حكومات المنطقة إلى تنويع اقتصاداتها وتعزيز مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد الكامل على عائدات النفط والغاز، حيث أثمرت الرؤية المتبصرة للحكومة القطرية وتنامي ثقة المستثمرين، عن تحقيق نجاح منقطع النظير، إذ سجل قطاع الأسمدة القطري نمواً بنسبة 9,4 بالمائة خلال الفترة المذكورة متخطياً بذلك معدلات نمو طاقة إنتاج الأسمدة في المنطقة، كما أصبحت دولة قطر تستأثر بمكانة متميزة في المنطقة على صعيد إنتاج سماد اليوريا.
وأضاف الدكتور السعدون في هذا السياق، أن قطر تعد أكبر منتج لليوريا في المنطقة، حيث تصنّع 37 بالمائة من إنتاج منطقة الخليج العربي من هذه المادة، كما تدير شركة قطر للأسمدة الكيماوية (قافكو) مصنعاً لإنتاج مادتي (الأمونيا) و(اليوريا) في موقع واحد، مما يبرهن على إمكانية إطلاق مشاريع ضخمة بهذا الحجم.
وبحسب تقرير “مؤشرات قطاع الأسمدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي”، فإن قطر تنتج 10,7 مليون طن من الأسمدة مما يجعلها ثاني أكبر منتج في منطقة الخليج العربي، كما شهدت الشركات القطرية المنتجة للأسمدة نمواً بنسبة 9,4 بالمائة بين عامي 2004 2014، بما يتجاوز المعدل المتوسط المسجل في المنطقة والذي بلغ 7,1 بالمائة خلال نفس الفترة.
وأشار التقرير إلى نمو الطاقة الإنتاجية للأسمدة في منطقة الخليج العربي بواقع 40,8 مليون طن خلال عام 2014، أي بزيادة قدرها 3,8 بالمائة قياساً بالعام الذي سبقه، مع تحقيق إيرادات بقيمة 6.5 مليار دولار.
وخلال المرحلة المقبلة، نصحت (جيبكا) مصنّعي الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي بالسعي إلى تنويع منتجاتهم وإضافة الأسمدة المتخصصة، إذ لا يتجاوز إنتاج هذا النوع من الأسمدة 396 ألف طن حتى اليوم في المنطقة.
وأردف الدكتور السعدون قائلا: “تحظى الأسمدة المتخصصة بمزايا تميزها عن أسمدة اليوريا، مما يساهم بتحقيق عائدات أكبر في الأسواق العالمية، وبالتالي ضمان عوائد أكبر لصالح المنتجين”.
وسيشكل الابتكار أحد المواضيع الرئيسية خلال الدورة المقبلة من “مؤتمر جيبكا السنوي للأسمدة” الذي يقام تحت عنوان “الابتكار من أجل النمو: الحرص على الكفاءة وبناء مستقبل مستدام”. ويسلط المؤتمر الضوء على دور قطاع الأسمدة الخليجي في تحقيق الأمن الغذائي حول العالم وبناء مستقبل مستدام بيئياً في نفس الوقت.
وسيقوم الاتحاد بنشر تقرير مؤشرات قطاع الأسمدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمره السنوي السادس للأسمدة الذي تستضيفه مدينة دبي خلال الفترة بين 14-16 سبتمبر الجاري.
يشار إلى أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات ومقره دبي، تم إطلاقه في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي لتتبنى الاهتمامات المشتركة لأكثر من 240 شركة من أعضاء الاتحاد، بالإضافة إلى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها، وتساهم الشركات الأعضاء مجتمعةً بأكثر من 95 بالمائة من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي، حيث يعدُّ هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنوياً إلى 102,6 مليار دولار.