الدوحة – قطر
أكدت هيئة الأشغال العامة “أشغال” على أهمية برنامج السلامة المرورية في المناطق المحيطة بالمدارس في مختلف أنحاء الدولة والذي بدأت في تنفيذه العام الماضي.
وقال المهندس يوسف العمادي، مدير إدارة صيانة الطرق بالهيئة، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر الهيئة، إن “أشغال” تواصل تنفيذ خطة متكاملة لتعزيز السلامة المرورية في الطرق المحيطة بالمدارس لأكثر من 200 مدرسة في مناطق متفرقة، وذلك من ضمن أهم خطط العمل لهيئة الأشغال العامة في الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية.
وأوضح العمادي أنه تم حتى الآن الانتهاء من تطوير الطرق المحيطة بـ 19 مدرسة في مناطق متفرقة، كما تم تنفيذ بعض حلول السلامة المرورية المؤقتة في 11 مدرسة ريثما يتم تنفيذ الحلول الدائمة وتطويرها بالكامل، لافتا إلى أنه يجري حاليا استكمال أعمال تطوير الطرق المحيطة بـ 10 مدارس أخرى بين حلول متكاملة وأخرى مؤقتة.
ونوه في هذا السياق بأنه تم إعطاء الأولوية للمائتي مدرسة المشمولة في البرنامج حاليا بعد التنسيق مع وزارة الداخلية واللجنة الوطنية للسلامة المرورية وتحديد المدارس التي تتطلب إجراءات سلامة عاجلة، وكذلك بناء على دراسة أجراها المجلس الأعلى للتعليم لاختيار المدارس التي يتوجب إعطاءها الأولوية قبل غيرها.
كما يتم من خلال هذا البرنامج إضافة مدارس أخرى ليتم تطوير المناطق المحيطة بها وذلك بناء على طلب المجلس الأعلى للتعليم أو المدرسة أو المدرسين وأولياء الأمور ليشمل البرنامج جميع مدارس قطر.
وقال العمادي إن من أهداف البرنامج تأمين سلامة الطلاب وأولياء الأمور أثناء الدخول أو الخروج من المدارس والتخفيف من حدة الازدحام المروري الذي يلاحظ بجوار المدارس والذي يزيد من حدته غياب مواقف خاصة بمركبات أولياء أمور الطلبة أو مرافقيهم، بالإضافة إلى افتقار بعض المناطق للممرات الخاصة بالمشاة والأرصفة.
وأضاف أن الأعمال التي تقوم إدارة صيانة الطرق في “أشغال” بتنفيذها ضمن هذا البرنامج تشمل إنشاء طرق آمنة حول المدارس وتوفير مواقف للمركبات وإنشاء جزر وسطية ودوارات صغيرة من شأنها تنظيم حركة السير في تلك المناطق، فضلا عن وضع عدد كاف من اللوحات الإرشادية واللافتات وعلامات الطرق بالقرب من المدارس وتحديد السرعة القصوى في المناطق المحيطة بالمدارس بـ30 كيلومترا في الساعة وإنشاء المطبات الصناعية لتخفيف السرعة.
ولتأمين سلامة المشاة، قال المهندس يوسف العمادي مدير إدارة صيانة الطرق بهيئة الأشغال العامة، في المؤتمر الصحفي، إنه يتم إنشاء ممرات آمنة خاصة بهم وبذوي الاحتياجات الخاصة وتأمين استمراريتها وتحديثها وصيانتها، بجانب مداخل آمنة للمدارس التي تطل على الشوارع الرئيسية وإنشاء شريط أسفلتي بلون واضح وغير أملس لتنبيه السائقين عند الدخول أو الخروج من منطقة المدرسة، بالإضافة إلى إشارات تحذيرية واضحة في مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى المدارس.
وأضاف “أنه في إطار تنفيذ البرنامج تقوم “أشغال” بالتنسيق مع كافة إدارات المدارس المعنية بهدف تحديد متطلبات السلامة في المناطق التي تحيط بها قبل أن يتم الانتهاء من وضع التصاميم والبدء بمرحلة التنفيذ”.
وأوضح أن مرحلة التصميم تشمل دراسة وتقييم عناصر السلامة المرورية التي تضم تحديد مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى المدرسة بهدف وضع العلامات الإرشادية الواضحة على مسافة قريبة منها، إضافة إلى تحديد المعايير والأسس الفنية والمتطلبات العامة لإنشاء مواقف السيارات ونقاط التوقف المختلفة التي من شأنها تسهيل نزول وصعود ركاب المركبات وتحديد مواقع عبور المشاة.
ونوه بأنه وفقا لنتائج الدراسة، يتم وضع التصاميم التي من شأنها تطوير معايير السلامة المرورية حول مناطق المدارس وتعديلها حسب توصيات إدارة المدرسة، علما بأن الانتهاء من أعمال التطوير المتكاملة لكل مدرسة يحتاج حوالي ثلاثة أشهر.
وبالنسبة للمدارس التي يتم بناؤها حاليا أو التي سيتم إنشاؤها في المستقبل، قال العمادي إن جميع عناصر السلامة ستكون مشمولة فيها، مبينا أنه كان للتطويرات التي نفذها البرنامج إلى الآن وقع إيجابي لدى المدارس وأولياء الأمور، حيث بعثت عدة مدارس رسائل رسمية للمسؤولين عن البرنامج تشكرهم فيها على التطوير الذي تم في منطقة مدرستهم.
وأوضح المهندس العمادي في سياق ذي صلة أن إدارة صيانة الطرق التي تنفذ هذا البرنامج فازت بجائزة الشراكة المتميزة لتحسين السلامة المرورية عن برنامجها “مدارس أكثر أمانا عبر مشروع الشراكة”، وذلك خلال منتدى أنظمة النقل الذكية والسلامة المرورية الذي عقد بالدوحة في سبتمبر الماضي.
واعتبر السلامة حول المدارس من أهم النقاط في الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية ” 2013-2022″ حيث إنها تهدف لحماية الأطفال، باعتبارهم الأكثر عرضة للمخاطر المرورية، موضحا في هذا الصدد أن هذا البرنامج والخطة المتكاملة يأتيان في إطار تحقيق هذه الاستراتيجية التي شاركت “أشغال” في تدشينها عام 2013 بالتعاون مع وزارة الداخلية واللجنة الوطنية للسلامة المرورية.. كما أنه جزء من المبادرات والبرامج الفعالة التي تنفذها “أشغال” على المستوى الوطني بهدف تعزيز انسيابية الحركة المرورية وتأمين سلامة مستخدمي الطريق.
وأضاف “أن الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية تتبنى مفهوم التصميم الآمن لمشاريع البنية التحتية والطرق الآمنة والسرعة المنخفضة والحرص على سلامة المشاة والمناطق المجاورة للمدارس”، داعيا إلى تشجيع وحث أولياء الأمور وإطلاق حملات توعية بأهمية توصيل الأبناء الطلبة إلى المدارس عن طريق الباصات لتخفيف الزحام حول المدارس وعلى الطرقات.
وقال العمادي “إن العمل سيستمر حتى لو تعدى المائتي مدرسة المستهدفة الآن والتي تشمل مدارس مستقلة وخاصة ورياض أطفال حيث يتم التنفيذ عن طريق شركات مقاولات محلية”، مشيرا إلى أن مدة تطوير الطرق حول المدرسة الواحدة تستغرق نحو ثلاثة شهور وأن كلفة التطوير للمدرسة الواحدة تتراوح بين مليون ومليوني ريال.