لقد استثمرت قطر في علامتها التجارية الدولية عبر استضافتها للأحداث الرياضية الكبرى ووضع برامج النخبة والمشاركة في “الدبلوماسية الرياضية”، وكانت النتيجة مزيجا من النجاحات والتحديات.
لا يخفى على أحد أن قطر تستضيف كأس العالم 2022 – الكأس الأول من نوعه في العالم العربي- للمساعدة في تغيير المفاهيم ودفع عجلة التنمية في جميع أنحاء المنطقة. و نجحت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة باستيعاب 1.2 مليون سائح خلال البطولة، كما أنها تسعى جاهدة لتقديم أكبر عرض ثقافي ممكن لهؤلاء السائحين.
وفي هذا السياق، تبذل حكومة قطر جهودا حثيثة لتوسيع دور الرياضة ودور الثقافة القطرية في نفس الوقت، ومن المنطقي أن تحمل الشركات المسؤولة عن تحقيق هذه الأهداف نفس مبادئ ورؤية الحكومة القطرية.
لقد نلنا في أبريل شرف تسليم متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1 في قطر – جنبا إلى جنب مع شريكنا المحلي أورباكون للتجارة والمقاولات UCC- وهو أكبر متحف في العالم مخصص للألعاب الأولمبية والرياضة ويعد مركزًا دوليًا للتاريخ الرياضي والتراث والمعرفة. وقد شاركت 95 شركة وأكثر من 700 شخص من 23 جنسية في تسليم المتحف. يشغل متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1 مساحة 19000 م2 ويضم مقهى ومتجر هدايا وصالة للأعضاء ومطعم ومنطقة مؤتمرات ومكتبة وقاعة اجتماعات وثماني صالات عرض تغطي مساحة 9000 م2 تقريبا من مساحة المعرض. ويقع المتحف بجوار استاد خليفة الدولي في الدوحة بدولة قطر وهو أحد الملاعب الرئيسية التي ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في نوفمبر من هذا العام. إن هذه المساحة الضخمة التي قرروا تخصيصها للمتحف تعطي انطباعا عما توليه قطر للثقافة الرياضية من عظيم التقدير والاهتمام.
يتتبع المتحف أصول الرياضة وتطورها وأهميتها في قطر وبقية دول العالم، كما يسعى إلى تعزيز القيم الإيجابية للثقافة الرياضية.
وعلاوة على ذلك تولينا مسؤولية تقديم التطوير التقني والتنفيذ المتحفي لمعرض متحف لوسيل بعنوان: (حكايات من عالم متصل) لحساب مؤسسة (متاحف قطر)، وهو الآن مفتوح للجمهور. يقع معرض لوسيل في قلب الدوحة في جاليري متاحف قطر – الرواق ويعرض مجموعة عالمية المستوى من الفن الاستشراقي والتحف الأثرية ووسائل الإعلام من العصور القديمة إلى القرن الحادي والعشرين.
وأفخر بأن أقول أن لنا حضورًا قويًا في قطاع المتاحف والمعارض والفعاليات في هذا البلد بأعمالنا المتميزة التي تشمل تصميم وتطوير 150 إنتاجا إعلاميا لمتحف قطر الوطني؛ وإعداد وتنفيذ متاحف مشيرب، وأيضا تنظيم العديد من المعارض المؤقتة لمتحف الفن الإسلامي في الدوحة ومتحف المستشرقين.
إن اثنين وثلاثين عامًا من الخبرة تجعلنا نتميز بتخصصنا في المشاريع الثقافية، وهذا معناه أننا نسلط الضوء على الثقافة والتاريخ ونروج لهما باستخدام أكثر التقنيات ابتكارا بالإضافة إلى الابتكار الاجتماعي والتنمية المستدامة.
يجب أن تكون الثقافة هي أساس التقدم، ولهذا السبب يجب على أصحاب المصلحة مراعاة التأثير الاجتماعي والاقتصادي للمشروعات التي ننفذها وتطبيق معايير مختلفة مثل إمكانية الوصول والتنوع ودعم العمالة المحلية والأفراد المعرضين لخطر التهميش الاجتماعي وإضافة قيمة في البيئات التي نعمل فيها وضمان أن يستمتع الجميع بالفعالية أو المعرض أو المؤتمر في أفضل ظروف ممكنة.
كل هذا المحتوى يعطينا مزيجا رائعا للجمع بين المعرفة الرياضية والخبرة المتحفية للجمع بين أفضل ما في العالمَيْن. وإننا لنشرف بلا شك أن نكون جزءا من عملية تنمية الثقافة القطرية.