الدوحة – قطر
وقعت جامعة قطر وإمبريال كوليدج لندن ومركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا اتفاقية لمنع التآكل في خطوط أنابيب الغاز الحامض، حيث يعتبر تآكل الأنابيب التي تنقل الغاز والنفط الحامض من أكبر التحديات التقنية التي تواجه صناعة النفط والغاز في قطر.
وتم توقيع الاتفاقية خلال احتفال أقيم بالجامعة بحضور الدكتور حسن الدرهم نائب رئيس الجامعة للبحث في جامعة قطر، والسيد يوسف صالح المدير العام لمركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا، والدكتورة ماري ريان الأستاذة في جامعة إمبريال كوليدج لندن.
ومن المقرر أن تستعين الأبحاث المشتركة بين الجهات الثلاث بأحدث التقنيات التحليلية المتطورة التي تركز على آليات ووسائل منع تآكل خطوط الأنابيب وإطالة عمرها، لاسيما في ظل ما تشهده جامعة قطر من تطور سريع في بناء الكوادر المحلية القادرة على دراسة تآكل خطوط الأنابيب عن طريق مركز علوم المواد المتقدمة الذي تم افتتاحه مؤخرا وتم تجهيزه بمختبرات عالية وخبرات متخصصة، ويقدم المركز مساعدة ثمينة لقطاعي الغاز والنفط في قطر وكذلك مصانع المعالجة والتكرير.
وعلق الدكتور حسن الدرهم نائب الرئيس للبحث في جامعة قطر على توقيع الاتفاقية، بقوله: “نعمل في جامعة قطر بالإضافة إلى تقديم التعليم لمئات الطلاب، على تعزيز التغير الاجتماعي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستمرة في دولة قطر والعالم بأسره من خلال البحوث والشراكة مع الشركات الصناعية.. مضيفا أن هذه الاتفاقية تتماشى مع شل قطر التي تركز على فهم نطاق التمدد والتآكل في أنابيب الغاز الحامض وأولويات جامعة قطر البحثية وتعد ركيزة جوهرية لرؤية قطر الرامية لأن تصبح مجتمعا قائما على المعرفة حيث تقوم الأبحاث بدور حيوي في حل المشكلات الواعدة، خاصة قطاع النفط والغاز، المصدر الرئيسي للإيرادات المطلوبة بشدة للتنمية”.
ومن جانبه صرح السيد يوسف صالح المدير العام لمركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا، بقوله: “تلتزم شركة شل قطر انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030 بتحديد أوجه التعاون البحثي التي تتصدى للتحديات الحقيقية التي تؤثر على أعمالنا وأنشطتنا، وتساعد على تكوين تحالفات تتضمن كبرى المؤسسات البحثية في قطر، وتتيح الفرصة للتطبيق المباشر لصالح دولة قطر، وتفخر شركة شل بالاستثمارات التي تخصصها لمجالات الابتكار والبحوث، ونحن سعداء أيضا بدعم طموحات قطر لتطوير القدرات البحثية في الدولة”.
وعلقت الدكتورة ماري ريان الأستاذة في جامعة إمبريال كوليدج لندن على اتفاقية التعاون البحثي الجديدة بقولها: “إننا سعداء للغاية بشأن اتفاقية التعاون البحثي الجديدة بهدف تطوير وتعميق الفهم الأساسي للنظم المعقدة المتعددة الأحجام من أجل التصدي لتحديات تقنية فعلية، ونتطلع للتعاون مع جامعة قطر ومركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا للوصول إلى منهج جديد يتيح ابتكار وتطوير حلول مبتكرة وفعالة لمشكلات سلامة ومتانة أنابيب النقل، وهي من التحديات التي تواجه صناعة الغاز والنفط في قطر”.
والجدير بالذكر أن الأستاذة ماري ريان متخصصة في علوم المواد وتكنولوجيا النانو وتقود برنامج شركة شل للمواد والتآكل في جامعة إمبريال كوليدج لندن، وقد ابتكرت ماري تطبيق التقنيات المتقدمة بنطاق النانو من أجل دراسة علاقات التفاعل والتأثير بين المواد والبيئة المحيطة بها، وتتعاون إمبريال كوليدج لندن تعاونا وثيقا مع شركات القطاع الخاص لتقديم العلوم الأساسية التي تعزز حماية المواد وإمكانيات توقع الفشل وإدارة المخاطر.
وتعتبر شركة شل أكبر مستثمر أجنبي في دولة قطر حيث بلغ حجم استثماراتها في قطر 21 مليار دولار أمريكي خلال العقد الماضي، وقد أنجزت قطر للبترول مع شل في مدينة راس لفان الصناعية اثنين من أكبر مشاريع الطاقة في العالم، ويعتبر مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل أكبر مصنع في العالم، ويعزز هذا المصنع مكانة دولة قطر كعاصمة صناعة تحويل الغاز إلى سوائل في العالم، وباستثمار يصل إلى 19 مليار دولار أمريكي يمثل هذا المشروع أكبر استثمار منفرد في أعمال مجموعة شل العالمية.
ومن جانب آخر فإن مشروع قطر غاز 4 للغاز الطبيعي المسال (حيث تمتلك قطر للبترول نسبة 70% وشل 30% منه) يتيح لشركة شل أن تضم ريادتها في صناعة الغاز الطبيعي المسال مع مكانة قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وأقامت شل منشأة عالمية المقاييس للبحوث والتنمية ومركزاً تعليمياً هو مركز شل قطر للبحوث والتكنولوجيا في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، ولدى شل التزام مالي بأن تستثمر مبلغا يصل إلى مائة مليون دولار في برامج تسهم في دعم الطاقة والبيئة في المركز على مدى عشر سنوات.