مجلة كيو بزنس Q Business Magazine:
حذر اتحاد شركات الأعمال البريطانية اليوم الاثنين من أن إعادة فرض الإغلاق العام في بريطانيا -التي يمكن أن تغرق البلاد مرة أخرى في الركود- تمثل تهديدا “مدمرا” للاقتصاد البريطاني الذي ألحق به كوفيد-19 ضررا كبيرا.
ووجهت المديرة العامة للاتحاد كارولين فيربيرن -التي تستعد لترك منصبها- كلمة مثيرة للقلق في افتتاح المؤتمر السنوي لكونفدرالية الأعمال المنعقد عبر الإنترنت هذا العام قبل أيام قليلة من بدء تنفيذ إغلاق جديد في البلاد الخميس، بهدف وقف الانتشار السريع للفيروس.
وأعربت فيربيرن عن أسفها لغياب رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون -الذي تشهد علاقاته توترا مع عالم الأعمال- عن المؤتمر بعد أن اعتذر عن الحضور في اللحظة الأخيرة، نظرا لأنه من المقرر أن يتحدث خلال اليوم أمام البرلمان، ومثّل جونسون الوزير المكلف بالاتصال مع الشركات ألوك شارما.
وقالت فيربيرن إن “من المؤسف أن رئيس الوزراء لم ينضم إلينا، نأمل أن نتمكن من سماعه” قبل نهاية المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام. ويتعين على خليفتها توني دانكر أن يجعل إعادة بناء أواصر الثقة مع الحكومة من أولوياته، بعد سنوات من التوتر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
انتقادات
وخلال المؤتمر، وجّه زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر انتقادات حادة لأسلوب تعامل الحكومة مع الأزمة الصحية، وأكد أنه يقف إلى جانب الشركات. وقال ستارمر “لم يتعلموا، ولم يصغوا، ولم يقودوا، النتيجة مأساوية لكنها متوقعة للغاية”، متهما الحكومة بأنها تأخرت كثيرا في اتخاذ إجراءات لاحتواء الفيروس.
وقالت الكونفدرالية إن الشركات كانت “أفضل استعدادا” للإغلاق الجديد. وشددت فيربيرن على أن “من الضروري إبقاء الاقتصاد مفتوحا قدر الإمكان”.
وفي السياق، غرد حزب العمال على تويتر: إن البرلمان سيناقش غدا الثلاثاء دعما اقتصاديا من الحكومة للشركات والأفراد.وقال الفريق المكلف بالشؤون البرلمانية في الحزب إن رئيس السياسة المالية بالحزب سيستغل نقاشا بخصوص “مسألة عاجلة” ليطلب من وزير المالية ريشي سوناك الإدلاء ببيان بشأن “الدعم الاقتصادي المتاح للأفراد والشركات أثناء وبعد الإغلاق الذي أُعلن في الآونة الأخيرة”.
العلاقة مع أوروبا
وتتجه الأنظار حاليًا إلى بنك إنجلترا، الذي من المقرر أن يكشف النقاب عن نتائج اجتماع السياسة النقدية الخميس. ويمكن أن تعزز المؤسسة النقدية برنامج إعادة شراء الأصول من أجل دعم الاقتصاد وطمأنة الأسواق، مع الاستمرار في التفكير في تنفيذ معدلات الفائدة السلبية.
ولن يكون الوباء الموضوع الوحيد على قائمة مناقشات مؤتمر أصحاب الشركات، الذين يشعرون بالقلق من تباطؤ المناقشات بين لندن وبروكسل بشأن العلاقة بعد “بريكست”. فقد دعت فيربيرن مجددًا إلى الإسراع في إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وقالت “نحن في أمس الحاجة إليه” من أجل تجنب حدوث صدمة مزدوجة للاقتصاد.
ومن المرجح أن يشهد الاقتصاد البريطاني نهاية صعبة للغاية هذا العام، مع انخفاض النشاط الاقتصادي الشهر الجاري بسبب تدابير الاحتواء، مما يؤدي إلى انتكاسة في الربع الأخير بعد انتعاش سُجل في الصيف.ويشير اقتصاديو “دويتشه بنك” إلى أن “العواقب على النمو ستكون كبيرة”. متوقعين انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي بما بين 6 و10% الشهر الحالي، وانكماشًا “مرجحًا” خلال الربع الأخير.