الدوحة – قطر
أعلنت شركة سكك الحديد القطرية “الريل”، الشركة المشرفة على بناء شبكة سكك حديدية متكاملة في قطر، عن إنجاز ما يقرب من 20 كيلومترا من الأنفاق في إطار أعمال مشروع مترو الدوحة، وسط توقعات بإنجاز مرحلة حفر الأنفاق بنجاح بحلول الربع الثاني من عام 2017.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته شركة ـ”الريل” أمس وأعلنت خلاله عن معالم أحدث التطورات على مستوى مشاريعها تلبية لتعهداتها المستقبلية، والتي من شأنها أن تشكل نقلة نوعية في البنية التحتية في الدوحة، والدفع بدور قطر العالمي في مجال النقل والشحن والخدمات اللوجستية.
وأكدت “الريل” استلام الآلات المخصصة لحفر الأنفاق والبالغ عددها 21 آلة بعد استيرادها لتنفيذ مشروع مترو الدوحة من “هيرنكنيخت”، الشركة الألمانية الرائدة عالميا في مجال تكنولوجيا وتوريد معدات حفر الأنفاق، ويتم حاليا تشغيل معظم هذه الآلات، مع توقعات بإنجاز هذه المرحلة بنجاح بحلول الربع الثاني من العام 2017.
وفي كلمة خلال المؤتمر، وقال المهندس عبدالله عبدالعزيز السبيعي العضو المنتدب لـ”الريل”، إن المؤتمر الصحفي تهدف الشركة من خلاله إلى مشاركة ما تم تحقيقه من تقدم على مستوى مشاريعها وتحديدا في ما يتعلق بأعمال حفر الأنفاق السارية في إطار مشروع مترو الدوحة.
وأضاف : “تتواصل مشاريع سكك الحديد في شركة “الريل” على قدم وساق لتنفيذ رؤية قطر الوطنية (2030) وفقا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والتي أدت للنهضة التي تشهدها الدولة والمشاريع العملاقة المنفذة حاليا في مجالات البنية التحتية والنقل والمواصلات، وتعمل “الريل” على مواكبة هذه الرؤية الطموحة عبر توجهها نحو تحقيق نظام متكامل ومتعدد الوسائل للنقل، يسهم في تحفيز الاقتصاد الواعد وتلبية الأحداث الضخمة التي تستضيفها قطر يوما بعد يوم”.
وأوضح أن “الريل” تعكف حاليا على تنفيذ ثلاثة مشاريع أساسية هي مترو الدوحة، وقطار النقل الخفيف لمدينة لوسيل، وقطار المسافات الطويلة لنقل الركاب والبضائع، والتي يسري العمل بها كما هو مخطط له وفقا للميزانية الموضوعة مسبقا، وخصوصا مع انطلاقنا بثبات في تنفيذ مرحلة حفر الأنفاق على خطوط مترو الدوحة والتي تم خلالها حتى الآن ، إنجاز حفر ما يقارب 20 كلم من الأنفاق على طول المشروع.
وأوضح أن “الريل” تتقدم في أعمال هذه المرحلة المهمة والمثيرة بتحدياتها لحفر أنفاق المترو بخطى واضحة ، ملتزمة بأعلى المعايير العالمية، حيث حرصت الشركة على أخذ مصلحة الناس وراحة المواطنين والمقيمين في الاعتبار من خلال تنفيذ معظم أعمال مشروع مترو الدوحة، تحت الأرض ، بحيث تتجنب تداخل مسار المشروع مع الحياة النابضة بالحركة في الدوحة، خصوصا أن آلات حفر الأنفاق تعمل بتأثير محدود جدا على محيطها ، وذلك بفضل التكنولوجيا المتقدمة لهذه الآلات الصديقة للبيئة.
وأشار المهندس عبدالله عبدالعزيز السبيعي العضو المنتدب لـ”الريل”، إلى أن الشركة تسلمت لمشروع مترو الدوحة كافة آلات حفر الأنفاق والبالغ عددها 21 آلة، مع تشغيل معظمها حاليا على طول مواقع المحطات، وتهدف “الريل” من خلال استقدام هذا العدد من الحفارات إلى إنجاز مشروع السكك الحديدية وفقا للجدول الزمني المقترح، بالإضافة إلى كونها آلات مثالية لحفر الأنفاق الممتدة بخطوط طويلة ودون انقطاع، تماما كما تتطلب مواصفات الأرض في الدوحة.
ونوه بسير أعمال حفر الأنفاق بشكل جيد، خصوصا أن الآلات لا تحتاج سوى لمدخل واحد حتى تتمكن من عملية الحفر تحت شوارع المدينة، وتحت الجموع التي تتحرك فوقها ولا تشعر بها، أما التلوث الترابي الذي يرافق مواقع الإنشاءات فشبه معدوم كما هو الحال في جميع الأعمال التي تتم على عمق 20 مترا تحت سطح الأرض وتتقدم أعمال الحفر بشكل ملحوظ بالرغم من التحديات التي ترافق عملية التنفيذ.
وأكد أن مرحلة حفر الأنفاق هي من المراحل المهمة جدا لمشروع مترو الدوحة فهي البداية الحقيقية للأعمال ليرى المشروع النور، حيث سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع المترو في الربع الأخير من العام 2019 وستربط خطوطه المناطق الرئيسية والمرافق الخدمية والحيوية والملاعب والمطار بعضها ببعض، مما سيسهل التنقل للوافدين خلال الأحداث التي ستستضيفها دولتنا.
ومضى قائلا :”إن انجاز حفر ما يقارب 20 كلم من أصل 113 كلم من الأنفاق على طول المشروع أمر نفخر به ومشاركة الجمهور اليوم بإنجاز جزء ملحوظ من هذه المهمة تحت الأرض، يأتي انطلاقا من فلسفة “الريل” في إعلام الناس بما تم تحقيقه على الأرض والرد على كافة تساؤلات المهتمين”.
وأضاف: “حرصنا في “الريل” على أخذ مصلحة الناس وراحة المواطنين والمقيمين في الاعتبار من خلال تنفيذ معظم أعمال مشروع مترو الدوحة، تحت الأرض ، بحيث نتجنب تداخل مسار المشروع مع الحياة النابضة بالحركة في الدوحة، خصوصا أن آلات حفر الأنفاق تعمل بتأثير محدود جدا على محيطها ، وذلك بفضل التكنولوجيا المتقدمة لهذه الآلات الصديقة للبيئة”.
وتعتبر آلات حفر الأنفاق من أهم العناصر في تنفيذ مشروع مترو الدوحة، وهي بدائل ميكانيكية عالية التقنية للوسائل التقليدية التي تعتمد في تصميم وبناء الأنفاق على حفرها وتفجيرها، وتعمل هذه الآليات في مختلف أنواع الأراضي سواء كانت أرضا ناعمة أو صخورا صلبة. تشكّل أنفاقاً دائرية في الصخر وتثبت بطانة اسمنتية على طول قسم الحفر لتدعيم جدران النفق وتثبيتها في الأرض.
بدوره، قال المهندس سعد المهندي، الرئيس التنفيذي لـ”الريل” في معرض حديثه عن مستجدات المشاريع:” إن بناء شبكة سكك حديدية متطورة في قطر يتطلب العمل مع الشركات العالمية في قطاع السكك الحديدية وأبرز المقاولين المحليين، وذلك للاستفادة من خبراتهم الواسعة في الجوانب التشغيلية والفنية في مشاريع الريل، فضلا عن قدراتهم التقنية والتكنولوجية التي تمكننا من تلافي العوائق التي قد نواجهها والتأكد من سير العمل وفق السقف الزمني المحدد وفي إطار الميزانية المقررة، ولقد حققنا تقدما ملموسا خلال السنة الماضية في مشروع مترو الدوحة وقطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل، وذلك بفضل جهود الريل ومقاوليها على طريق تنفيذ هذه الرؤية”.
وأضاف أنه تم منح كافة عقود التصميم والبناء للمرحلة الأولى من مترو الدوحة فيما تشهد مرحلة الحفر تطورا كبيرا بفضل آلات الحفر العملاقة والعالية التقنية، أما مشروع قطار النقل الخفيف في لوسيل فيسير كما هو مخطط له حيث اكتملت عمليات الحفر في المرحلة الأولى بنسبة 100 في المائة، معربا عن تطلع الشركة لمواصلة عمليات الحفر في النصف الثاني من 2015 بالوتيرة نفسها وسط التفاؤل بتحقيق النجاح الذي يلبي التوقعات في الشهور المقبلة بفضل الكفاءة العالية لفرق المهندسين والفنيين والعاملين.
وأكد أنه قبل البدء في أي من عمليات الحفر، أنجزت “الريل” إجراءات التقييم المسبقة حول الأبنية على طول مسارات المترو، حيث تم تركيب نقاط مراقبة رئيسية واتخاذ تدابير محددة لضمان أن العمل يسير على ما يرام وفقا لأعلى معايير الأمن والسلامة ، ونحن سعداء بما تحقق من إنجاز في هذه المرحلة دون مضاعفات تذكر.
وأوضح أنه في الخط الأحمر، تعمل آلات الحفر كما هو مخطط لها وهي “لبرثه والمايدة والخور والبدع ولحويله والوكرة ومشيرب والدوحة بالاضافة إلى الزبارة التي أطلقت هذا الشهر”، وسجل الحفر الإجمالي في هذا الخط حتى الآن 11880 مترا بالتوازي، وتم اطلاق 6 آلات حفر عملاقة بالخط الأخضر وهي “الريان والغرافة والمسيلة والشيحانية ولعطورية ولجميلية”، وبلغ إجمالي الحفر حتى الآن 6653 مترا، أما في الخط الذهبي فاستلمت الريل 6 آلات لحفر أنفاق هذا الخط وهي “لوسيل والشرق والسد والوعب والسيلية ورأس أبو عبود ( شمال مدينة المطار)”، وسجل الحفر حتى اللحظة 150 مترا.
ولفت إلى أن مواجهة التحديات قاعدة أساسية في أي مشروع كما هو الحال مع مشاريع الريل، وقد تشمل هذه التحديات البعد الجيولوجي-التقني على سبيل المثال – فمهما كانت الدراسات الاستقصائية والمسحية المسبقة دقيقة لا بد وأن يبقى ما نكتشفه في عالم ما تحت الأرض، خصوصا مع ضرورة السيطرة على المياه الجوفية والفراغات في الأنفاق وغيرها من التفاصيل، وهناك تحديات أخرى تتعلق أيضا باستراتيجيات السلامة في مواقع العمل وأخرى أكثر ارتباطا بتأثير أعمال البناء على محيطها فضلا عن السعي الدائم للحفاظ على تنسيق متكامل مع المعنيين بالمشروع، بالإضافة إلى التحديات اللوجستية التي تطرأ خلال التنفيذ، كتأمين إدارة صحيحة لمخلفات الحفر في المواقع ونقل آمن لها من موقع إلى آخر.
وشدد على أنه منذ تأسيس الشركة، تم وضع خطط دقيقة قبل كل مرحلة تنفيذية مع مراعاة الظروف العارضة والطارئة، فالعقبات الفنية لا يمكن تجنبها في تنفيذ مشروع معقد وضخم كما هو الحال في مرحلة حفر الأنفاق لمترو الدوحة، إلا أننا نحرص دوما على التعامل معها بدقة وفعالية وبالتوقيت الصحيح، ولفت إلى أنه في موقف مشابه لمثل هذه العقبات، نجح فريق عمل الخط الأحمر شمال تحت الأرض بمعالجة حادث اعتراضي في محطة البدع في وقت سابق من العام الجاري مما منع تأثير الحادث على سير العمل في إطار مترو الدوحة، ونحن فخورون بهذا الأداء وبالقدرة على مواجهة التحديات المماثلة.. ففيما شهد النفق تسربات مياه أثرت على عمل آلة الحفر ، سارع الجهاز التقني لإصلاح العطل لتعاود الآلة الحفر من جديد مطلع الشهر المقبل علما بأنه لم تسجل أية أضرار صحية أو بيئية لحقت بالعاملين في المشروع أو بعموم أفراد المجتمع.
وقدم المهندس حمد البشري نائب الرئيس التنفيذي لشركة “الريل” عرضا حول تطور مشاريع “الريل” وآلية حفر الأنفاق الجارية حاليا، حيث قدم فكرة شاملة عن طبيعة العمل الذي يتم تحت الأرض مع تبيان مسار كل آلة من آلات حفر الأنفاق وتفاصيلها التقنية والمرحلة المقبلة من عملها.
وردا على تساؤلات خلال المؤتمر الصحفي أوضح المهندس عبدالله عبدالعزيز السبيعي العضو المنتدب لـ”الريل” أن قيمة العقود التي تم إرساؤها حاليا تبلغ حوالي 65 مليار ريال، ووصلت نسبة الجانب المحلي في بعض العقود 70 بالمائة تتنوع ما بين أعمال الحفر والبناء والأعمال اللوجستية والخرسانة والنقل والتخزين وتوريد مواد البناء وغيرها، وبنهاية العام الجاري سيكون قد تم الانتهاء من 30 بالمائة من الأعمال المدنية، وتبلغ قيمة آلة الحفر الواحدة 100 مليون ريال، وهناك عشرة عقود رئيسية 8 منها عقود متعلقة بالأعمال المدنية منها حفر الأنفاق وبناء المحطات.
وحول طرح الفرص التجارية المتعلقة بالمشروع، فقد تم تحديد موعد خلال الشهر المقبل لطرح هذه الفرص، وشركة “الريل” قبل طرح أي مناقصة أو فرصة تقوم بعمل ورشة تعريفية لجميع المستثمرين والقطاعات حتى تضمن الشركة استعداد المقاولين للدخول في العقود والقيام بها على أفضل صورة، وجميع العقود المقامة يدخل بها شريك قطري.
وعقب المؤتمر الصحفي لـ”الريل” تم القيام بزيارة ميدانية إلى موقع محطة السودان التابعة للخط الذهبي تحت الأرض حيث تم تفقد التقدم الملموس على مستوى المشروع والتعرف على آلية عمل إحدى آلات حفر الأنفاق، حيث تحتاج آلة حفر الأنفاق لمدخل واحد ويمكنها أن تقوم بعملية الحفر تحت شوارع المدينة، وبشكل فعلي إذ يتم تشغيلها تحت الجموع التي تتحرك فوقها ولا تشعر بها، وهي مثالية أيضاً لحفر الأنفاق الممتدة بخطوط طويلة ودون انقطاع، تماماً كما تتطلب مواصفات مشروع مترو الدوحة، وكذلك، لا تتسب آليات تجويف الأنفاق بتأثير بيئي يذكر، كما يعتبر أثرها محدودا على مستويات المياه المرتفعة وغير المعروفة والقابعة تحت سطح العاصمة. أما التلوث الترابي الذي يرافق مواقع الإنشاءات فهو شبه معدوم كما هو الحال في جميع الأعمال التي تتم على عمق 20 متر تحت السطح.
وقبل البدء بأعمال تجويف الأنفاق، عملت “الريل” على استبيانات التحقق والتي تشمل المباني السكنية على طول الخط، حيث تم وضع نقاط مراقبة أساسية مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ جميع الأعمال ضمن أعلى شروط للسلامة، بحيث تكون السلامة أولوية في جميع عمليات تجويف الأنفاق، ومن بين 3 انواع لآلات الحفر – موازِنة ضغط الأرض (EPB)، درع الروبة الطينية (Slurry Shield) و تقنية الوجه المفتوح (Open Face) – اختارت الريل النوع الأول الذي يعتبر مثاليا للأرض الناعمة المتماسكة والصخرية، سُميت آلات حفر الأنفاق بهذا الاسم نسبة إلى طريقة عملها، حيث الضغط الذي تبذله الآلة نفسها يوزع بشكل متوازن مع وزن الأرض الموجود فوقها. بينما تقوم الآلة بحفر الأرض، يتم حقن الاسمنت في الأرض لملء التجاويف والثغور ولتثبيت الأرض.