دبي – الإمارات
أعلن وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، أمس، أن الوزارة تعكف على درس نظام دعم الوقود المعمول به، وأن تقريراً في هذا الشأن سيقدم إلى الحكومة قريباً. وأوضح خلال مؤتمر للقطاع، أن الحكومة طلبت إعداد التقرير إثر تساؤلات عن سبب عدم انخفاض أسعار الوقود المحلية، بعد تراجع أسعار النفط العالمية أخيراً، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
ويُذكر أن أسعار أنواع الوقود مثل البنزين في الإمارات، من الأرخص في العالم، لكنّ مسؤولين لمحوا إلى إمكان تقليص الدعم لتخفيف الضغوط عن الموازنة العامة للدولة. وتنوي الإمارات والسعودية خفض وارداتهما الباهظة الكلفة من البنزين بشدة أو وقفها تماماً العام المقبل، بفضل رفع طاقة التكرير لتقترب الدولتان أكثر من تصدير وقود السيارات.
ويُتوقع أن يقلّص الطلب العالمي القوي التأثير الناجم عن خسارة شحنات تقدّر بما لا يقل عن 60 ألف برميل يومياً إلى السعودية والإمارات، ما سيساهم في تعويض شركات تجارة مثل «جونفور» و «توتال» الفرنسيتين و «ريلاينس إندستريز» الهندية، عن الإيرادات المفقودة.
وقد يشير تراجع الواردات إلى تغيّر في مسار التجارة في المستقبل مع بدء تشغيل مشاريع تكرير أخرى في الشرق الأوسط، إلا أن السوق تبدو قوية حالياً بما يكفي لتحمّل الخسارة المحدودة نسبياً للشحنات اليومية المنقولة بحراً.
وقال العضو المنتدب من «جيه بي سي إنرجي» للاستشارات، ديفيد ويش: «سيساهم انخفاض صادرات الدول التي لديها فائض في تحقيق معظم التوازن، وسيرجع ذلك إما إلى نموّ الاستهلاك المحلي أو انكماش قطاع التكرير أو العائدات».
وقال تجار إن «توتال» و «جونفور» ربما تبيعان كميات أكبر في دول أخرى في الشرق الأوسط، من بينها مصر، أو في باكستان حيث يوجد طلب قوي على البنزين. وأفادت «إي إس إيه آي إنرجي للبحوث» في مذكرة في حزيران (يونيو)، بأنها تتوقع نمو الطلب العالمي على البنزين بواقع 50 ألف برميل يومياً، إلى 420 ألف برميل يومياً هذه السنة.
وقال تاجر منتجات نفطية في سنغافورة: «الزيادة غير العادية للبنزين خالفت بعض تقارير المحللين في 2014، التي توقعت هبوطاً في العام الحالي بسبب طاقة الإنتاج الفائضة (…) عموماً، سينهي هامش ربح إنتاج البنزين العام الحالي عند المستويات ذاتها التي سجّلها في 2014 إن لم يتجاوزها».
وقال المحلّل لدى «إف جي إي» للاستشارات، نجاي سي مين: «يتّجه الشرق الأوسط نحو تحقيق اكتفاء ذاتي. قد يكون هامش ربح إنتاج البنزين معرّضاً لضغوط، ولكن سيقابل ذلك تباطؤ في زيادة طاقة التكرير ونموّ قوي للطلب داخل آسيا». وتتوقع «إف جي إي» أن تستورد السعودية كمية من البنزين هذه السنة، ولكن صافي الواردات سينخفض إلى نحو 25 ألف برميل يومياً، من 80 ألفاً في 2014.
إلى ذلك، أعلنت «دراغون أويل» موافقتها على شروط محسّنة لاستحواذ «شركة بترول الإمارات الوطنية» (إينوك) على الحصة المتبّقية في الشركة، بعدما رفعت المجموعة عرضها لشراء حصة الأقلية.
ولفتت الشركة إلى أن «إينوك» رفعت عرضها إلى 750 بنساً للسهم، لتصل قيمة الشركة إلى نحو 3.7 بليون جنيه استرليني (5.75 بليون دولار). وبناء على ذلك، تقدّر قيمة الأسهم غير المملوكة لـ «إينوك» فعلاً بنحو 1.7 بليون استرليني. ويمثّل العرض علاوة 12 في المئة على سعر إغلاق السهم يوم الجمعة الماضي البالغ 670 بنساً.
ومن أنقرة، قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز، إن بلاده لا تتوقّع مد خط أنابيب جديد لنقل النفط الكردي من العراق، وذلك إلى أن يعمل الخط الحالي بين كركوك وميناء جيهان على البحر المتوسط بطاقته الكاملة. وأبلغ الصحافيين أن «غازبروم» الروسية أعطت تركيا الأسبوع الماضي، الإحداثيات اللازمة لخطّ أنابيب نقل الغاز الطبيعي المزمع «تركيش ستريم». ولفت إلى أن بناء الخط يستلزم ترخيصاً أولياً، وأن الأمر ربما يشهد تقدّماً خلال الأسبوع الحالي.
في الأسواق، واصل النفط هبوطه بعد أن مُني بخسائر في آخر جلستي تداول الأسبوع الماضي، بفعل مستويات الإنتاج المرتفعة التي أضعفت تأثير زيادة معدلات إنتاج المصافي، لكن عاصفة قد تؤثر في العمليات في خليج المكسيك، دعمت الخام الأميركي.
ونزل الخام الأميركي (عقد أقرب استحقاق) 22 سنتاً إلى 59.74 دولار للبرميل، وهبط خام «برنت» 21 سنتاً إلى 63.66 دولار للبرميل.