قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات في كلمته خلال الحفل: «أحييكم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتحية الحمد والشكر لله الذي ألهمنا كيف نستخرج الفرح المخبأ بين ثنايا الحمد ونيسر بفضله العسير من الأمور، وأحييكم بتحية الصمود ودولتنا بقيادتكم تضرب المثل في الصمود المطيب بعبق الحكمة، وأحييكم بتحية الوفاء لهذا الوطن ونحن نتحدث كما أكدتم يا سيدي بعقلانية ونخطط للمستقبل». وأضاف: «أحييكم يا سيدي سمو الأمير بتحية الحمد والشكر لله الذي ألهمنا كيف نستخرج الفرح المخبأ بين ثنايا الحمد ونيسر بفضله العسير من الأمور، وأحييكم بتحية الصمود ودولتنا بقيادتكم تضرب المثل في الصمود المطيب بعبق الحكمة، وأحييكم بتحية الوفاء لهذا الوطن ونحن نتحدث كما أكدتم يا سيدي بعقلانية ونخطط للمستقبل». وتابع: «كما يسرني ونحن نلتقي هنا اليوم في ميناء حمد، وأنتم يا صاحب السمو تدشنون بعضاً من إنجازات قطر المستقبل، أن أرحب بالجميع ترحيبا حارا، يليق بهم وبعظمة هذا الحدث المهم، والذي هو يوما عظيماً، في تاريخ وطننا الحبيب، سيدي صاحب السمو، هذا الصرح، الذي تم انجازه قبل الموعد المحدد، وبكلفةٍ أقلّ من الميزانيةِ التي رُصدت له مسبقا، سيسجله التاريخ، امتناناً لسموكم من قبل شعبكم الوفي، وامتناناً لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حفظه الله)، الذي تحمل هذه البوابة العملاقة، اسمه المرتبط في ذاكرة شعبنا، وذاكرة العالم، بصانع المعجزة الحقيقية، في هذه الأرض الطيبة».
واستطرد: «لم يكن لذلك أن يتحقق على الأرض لولا التوجيهات السديدة والتشجيع اللامحدود من قبل سموكم، والمتابعة الحثيثة من قبل معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، مما كان له عظيم الأثر في شحذ الهمم، للمزيد من التفاني والإخلاص، وكسب الوقت، والذي هو قيمة اقتصادية، بكل المقاييس».
دور مهم وعائدات
قال: «سيدي حضرة صاحب السمو، إن وُجُودَنَا هنا اليوم في قلب هذا المشروع العظيم، لهو تأكيد جديد على أن دولتنا الفتية ماضية في الطريق الذي رسمتم معالمه، وحددتم خطوطه وتوجهاته، ووضعتم لبناته الواثقة نحو نهضتها الحديثة، وهو إشارة بأن لن يكون هناك شيءٌ ينال من طموحاتنا وآمالنا العريضة، في ظل تكاتف قل نظيره بينكم وبين شعبكم الوفي، الذي بادلكم حباً بحب وعطاءً بعطاء، حتى نرتقي بإذن الله من تنمية إلى تنمية وبناء قطر كأفضل ما يكون البناء، وتجسيد لما تحدثتم عنه بالأفعال الواضحة، التي يجني خيرها كل من أراد بهذه البلاد وأهلها خيراً، على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».
وأضاف: «إن رؤيتكم يا صاحب السمو، لم تكن استشرافاً حقيقياً لكل الاحتمالات الصعبة في المستقبل فحسب، بل كانت في الوقت ذاته محفزاً، لمواجهة كافة التحديات، نقول ذلك، ونحن نقدم بين يديْكم بعض ما لدينا من ركائز رؤية دولة قطر الوطنية 2030، والتي نرى فيها منذ الآن قطر وقد تحولت إلى قطب اقتصادي جاذب بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، وميناء حمد بإمكاناته الضخمة، خير شاهد على ذلك».
وأوضح سعادته، أن الميناء لعب دورا مهما في الآونة الأخيرة، من خلال تسيير خطوط نقل بحرية مباشرة مع أهم الموانئ الإقليمية والعالمية، في وقت وجيز جدا، مما ساهم في تأمين البضائع والمؤن وكافة مستلزمات المشاريع الحيوية.
وأكد أن هذا المرفق الهام بمساحتهِ التي تقترب من 30 كيلو مترا مربعا وقدرةِ استيعابٍ تتجاوز 7.5 مليون حاوية في السنة بعد اكتمال كافة مراحله، وعائدات استثمارية مباشرة وغير مباشرة تربو إلى 2.5 مليار ريال سنويا وزمن تشييد فاق 150 مليون ساعة عمل دون حوادث، وأكثر من 22 ألف عامل في أوقات ذروة البناء، سيساهم بزيادة حجم التجارة الدولية بين قطر والعالم، وخلق فرص عمل للشباب، ورفع مُستوى المعيشة، فضلا عن تحسين القدرة التنافسية للدولة عن طريق تحويلها إلى مركز تجاري إقليمي، بما يخلق تنمية مُستدامة للأجيال المُقبلة.
دعم القطاع الخاص
أشار إلى أن ميناء حمد قدم نموذجاً مثالياً في تنفيذ توجيهات حضرة سمو الأمير في دعم القطاع الخاص وإشراكه في النهضة التنموية، إذ استحوذ على نسبة 60 % من قيمة المناقصات التي تم طرحها لتنفيذ هذا المشروع التنموي الكبير، أي ما يفوق 10 مليارات ريال. وكشف سعادته، عن أنه سيكون لهذا القطاع نصيبٌ كبير، في أعمال إنشاء المرحلة الثانية للميناء، البالغ قيمة مشاريعها نحو 5 مليارات ريال والتي سيتم إنجازها بين عامي «2020 -2021».
وقال: «لم يقف دعم القطاع الخاص عند ذلك الحد، حيث تخطى القطاع المشاركة المعتادة في البناء والإنشاء إلى المشاركة في عمليات التشغيل الحقيقية من خلال ادارة شركة (كيو تيرمينلز) الوطنية لميناء حمد، مما يثري الفكر الاستثماري لدى القطاع، ويعزز من توطين الخبرة والتكنولوجيا المستخدمة، وبالتالي تشكيل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني». ولفت الوزير إلى أن هذا الصرح لم يغفل مراعاة الآثار البيئية للمشروع، من خلال توطين النباتات والطيور وإعادة الأحياء المائية مما مكنه من حصد جائزة أكبر مشروع ذكي وصديق للبيئة في الشرق الأوسط.
وأضاف سعادته: «أثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك، مدى المرونة والتماسك الذين نتحلى بهما في مواجهة المحن، دون التنازل عن قيمنا وتقاليدنا وطموحاتنا، ويحق لنا اليوم أن نرفع رؤوسنا عالية، كوننا ندرك قدر الصعوبات التي اجتزناها وجسامة التحديات التي تخطيناها وانتصرنا عليها، بما يشكل زاداً ثرياً لنا في المستقبل، إننا اليوم أكثر قوة ًوإصراراً وخيارات، لا ننتظر هدوء البحر بل نتعلم الإبحار في العواصف العاتية، وسنخوض الحياة كما العُباب قلبُهُ خيرٌ وزَبَدُه زائل». وتابع: «لن نعيش على هامشِ الحياة قلتها سُمُوُكم يا سيدي مرة ونحن نلبي بل سنعيش في قلبها، نصنعها ونكتبُ اسمَنا على وجهها، قاصدين دوماً توفيق ربّنا عزّ وجلَّ ومستنيرين بهَديِه (وقل اعملوا فسيرى اللهُ عمَلَكُم ورسولُهُ والمؤمنون)، ختاما، إنه لمن دواعي الشرف أن نتقدم لسموكم الكريم بهذا المشروع، الذي يمثل قصة نجاح أخرى لبلادنا الحبيبة وكل الشكر والتقدير للجهات والأفراد الذين ساهموا بتحقيق هذا الإنجاز الضخم وتحويله إلى واقع ملموس».