مجلة كيوبزنس Q Business magazine
تشهد وول ستريت حالة من القلق التي تسيطر على المستثمرين، حيث تعاني السوق من وفرة الاستثمار وضيق القنوات المتاحة في نفس الوقت، فقد أدى تقرير كان يمكن أن يكون تأثيره طفيفا في الأوقات العادية يتعلق بأرباح بعض شركات التجزئة إلى انخفاض عام في السوق ليرسم السوق صورة لمستثمريه تشبه الطيور التي تفر عند أول جلبة.
وجاءت الجلبة هذه المرة من شركتي “نوردستروم” و”جيه.سي.بيني” المعروفتين حين أعلنتا عن أرقام مخيبة للآمال لأدائهما في الربع الأول من العام الجاري، وعلى الرغم من أن شركات أخرى مثل آمازون المتخصصة في بيع كل شيء عبر الانترنت قد أبلت بلاء حسنا في الربع الأول مثلها مثل قطاع التجزئة بصفة عامة إلا أن القلق وهو السمة العامة في وول ستريت الآن أدى إلى تراجع الأداء بصفة عامة وشاملة في السوق المالية على وجه الإجمال.
فقد تراجع مؤشر داو جونز بمقدار 1.2 نقطة مئوية على مدار الأسبوع الماضي كما سجل مؤشر “ستاندارد آند بورز 500” تعادلا في الأداء، حيث أغلق الأسبوع عند نفس النقطة التي بدأها به.
أما مؤشر ناسداك فقد انخفض بمقدار 0.4 نقطة مئوية.
على الرغم من ذلك فان الأرقام تشير إلى حدوث قدر متماسك من التعافي في قطاع التجزئة بارتفاع إنفاق المستهلكين الأمريكيين الفرادى بصورة ملموسة خلال الشهر الماضي، فقد سجلت مبيعات القطاعي ارتفاعا بنسبة 1.3% خلال أبريل وهو الارتفاع الأكبر منذ مارس 2015.
ويعني ذلك أن دخل الأسرة الأمريكية يبدو الآن مستقرا من حيث شعور المستهلكين إلى حد يشجعهم على الإنفاق، وكانت توقعات الخبراء تشير إلى أن الإنفاق على مشتروات التجزئة في أبريل لن يزيد بما يتجاوز 0.8% وهو أمر ثبت أنه أكثر تشاؤما من الواقع.
ويبدو أن الخبراء يشاركون المستثمرين في حالة التشاؤم غير المبررة التي تميز مواقف الفريقين، فيما تأثر السوق بأسعار النفط الذي أغلقت الأسبوع الماضي منخفضة رغم أنها حققت مكاسب أسبوعية، حيث تراجع «نايمكس» الأمريكي بنسبة 1.1% أو بمقدار 49 سنتاً وأغلق عند 46.21 دولار للبرميل وحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 3.5%، كما تراجع «برنت» القياسي بنسبة 0.5% أو بمقدار 25 سنتاً وأغلق عند 47.83 دولار للبرميل وحقق مكاسب هذا الأسبوع بحوالي 5.3%.