كيو بزنس QBusiness :
أبدى خبراء سوق المال تفاؤلهم بالأداء المتوقع للبورصة خلال 2018، وذلك بناء على المكاسب القوية التي سجلتها الأسهم على مدى الجلسات الماضية، وارتفاع السيولة التي جاوزت مؤخرًا النصف مليار ريال في بعض الجلسات، وأكدوا أن البورصة مؤهلة لتحقيق مكاسب قياسية خلال العام الحالي، مشيرين إلى أنه على الرغم من الانخفاض الذي هيمن على مؤشرات السوق العام الماضي بسبب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، إلا أنها قادرة على تحقيق أعلى معدلات نمو على المدى المتوسط. وذكر الخبراء أن هناك عدداً من العوامل تؤدي إلى تنشيط سوق المال خلال العام الجديد من بينها الإعلان عن موازنة الخير للعام 2018، والتي تضمنت أرقاماً تبعث الطمأنينة والتفاؤل للمواطنين والمقيمين، واستمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد، وارتفاع أسعار النفط، بالإضافة إلى عودة ثقة المستمرين بسوقهم المالي.
وقال الخبراء: إن بورصة قطر قد تجاوزت الأزمة الخليجية، محصنة باقتصاد قوي، بالإضافة إلى السياسة المالية الحكيمة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الحصار الجائر، لذلك كان من الطبيعي أن يعود السوق بتحركات إيجابية نتيجة المشروعات الكبيرة التي تشهدها قطر خلال الفترة الحالية سواء في القطاع العقاري أو غيره من القطاعات، والتي ستستقطب الكثير من الأموال والأيدي العاملة، والتي من شأنها تحريك الاقتصاد نحو الأفضل. وتوقعوا أن تشهد البورصة العام الحالي مزيدًا من النشاط،، وعزوا ذلك إلى العديد من المحفزات التي تتوفر في السوق القطري، وطرح آليات جديدة تساعد على زيادة السيولة بالسوق العام الحالي، بالإضافة إلى توقع إدراج عدد من الشركات للسوق وهو ما يعزز من فرص جذب استثمارات إضافية للسوق. مشيرين إلى أن البورصة تضع على رأس أولوياتها خلال العام الجديد زيادة أحجام التداول من خلال تفعيل أدوات جديدة وتطوير وتحديث آليات التداول، بالإضافة إلى تفعيل سوق الشركات المتوسطة والصغيرة، وغيرها من المحفزات التي تعمل على جذب مزيد من الاستثمارات سواء الداخلية أو الخارجية. ويرى الخبراء أن السوق بدأت تعطي إشارات إيجابية قوية خلال الجلسات الماضية؛ أهمها نمو التداولات بشكل ملحوظ وارتفاع المؤشر بنهاية تعاملات الشهر الماضي، وتوقعوا أن يستهدف المؤشر منطقة 10 آلاف نقطة بنهاية الربع الأول من العام المقبل، وأشاروا إلى أنه على الرغم من هبوط غالبية الأسهم المتداولة بالسوق عن مناطق دعم على الأجل القصير، لكنها اقتربت بقوة من مناطق دعم مهمة على الأجل المتوسط.
وأوضح الخبراء أن العامل النفسي للمستثمرين ما زال يتحكم في اتجاهات السوق، ويغلب في الكثير من الأحيان على المعطيات الداخلية وأساسيات التحليل المالي والفني للشركات، ودللوا على ذلك بالفجوة الكبيرة بين أداء الشركات المساهمة خلال هذا العام وأداء أسهمها في السوق نتيجة عدم الالتفات إلى الأساسيات الاقتصادية والمالية والاستثمارية سواء أداء الاقتصاديات الوطنية أو أداء الشركات المساهمة.
وحملت تعاملات البورصة الفترة الماضية إشارات جديدة حيال المسار المرتقب للبورصة الفترة المقبلة، بعد أن خيمت أجواء متفائلة على تعاملات بورصة قطر، مع اقتراب إعلان نتائج أعمال الشركات السنوية، وساهم تمركز المؤشر فوق مستوى 8500 نقطة في إضفاء نوع من التفاؤل لدى الكثير من المستثمرين وهو ما ترجم على أرض الواقع من خلال مواصلة السوق رحلة الارتفاعات ولم تعقه عن السير في هذا الدرب عمليات جني الأرباح التي لاحت في الأفق في جلسات التداول الماضية، إلا أن الإيجابية التي تسود أجواء السوق تغلب على عمليات جني الأرباح.