مجلة كيو بزنس Q Business Magazine:
نشرت نيويورك تايمز تقريراً صحفياً عن الوضع الاقتصادي الذي ينتظره بايدن بعنوان: المطالب الاقتصادية تختبر بايدن حتى قبل التنصيب، فحسب تقرير نيويورك تايمز بايدن سيقترح خطة إنعاش اقتصادي واسعة النطاق.
يواجه الديمقراطيون في الولايات المتحدة حتمية الاختيار بين اتخاذ إجراءات سريعة بشأن دعم العائلات والشركات المتضررة من تداعيات فيروس كورونا، أو الانتظار حتى موعد تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهامه الرئاسية. فهل سيكون هناك حزمة إنقاذ صغيرة أم خطة إنعاش موسعة؟
يقول الكاتبان بين كاسلمان وجيم تانكرسلي، في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، إن أول اختبار للرئيس المنتخب جو بايدن سيكون الآن، قبل بضعة أشهر من التنصيب الرسمي، حيث إن التعافي الاقتصادي يشهد تباطؤا كبيرا، مع ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، وهو ما يجعل المحادثات حول الدعم الحكومي للعائلات والشركات المتضررة يكتسي صبغة طارئة.
تسوية سريعة
يقول التقرير إن على بايدن أن يقرر ما إذا كان سيدفع بقيادات الحزب الديمقراطي لقبول تسوية سريعة حول الدعم المالي، حتى إن كانت دون المطلوب، أو التمسك برغبته في اتخاذ إجراءات أكبر حجما عندما يتسلم الرئاسة.
وينبه الكاتبان إلى أن تواصل الخلافات بين الحزبين حول هذا الدعم يمكن أن يزيد من تباطؤ النمو الاقتصادي، ويجعل آثاره تمتد لفترة طويلة خلال عهدة بايدن الرئاسية.
وما تزال وجهات النظر بين قادة الحزبين متباينة جدا حول حجم ومحتوى حزمة الإنقاذ، التي يجب تفعيلها، على الرغم من أن كلا الطرفين يتفقان على ضرورة التحرك بشكل سريع، يقول التقرير.
ويشير الكاتبان إلى أن التطورات السريعة في حالة الاقتصاد، والأوضاع الصحية في البلاد تزيد من تعقيد الحوار بين الديمقراطيين والجمهوريين. وقالا إن تقارير أداء الاقتصاد أثبتت أنه أكثر صلابة مما توقع الخبراء في بداية تفشي الوباء، وهذه المؤشرات الإيجابية جعلت نواب الحزب الجمهوري بشكل خاص يرفضون حزمة كبيرة من الدعم الفدرالي؛ لكن الارتفاع الأخير في عدد المصابين بالفيروس زاد من المخاطر، التي تحيط بالاقتصاد.
حزمة أصغر
بينما تعالت الأصوات التي تطالب الكونغرس بضخ الأموال بكميات ضخمة وفي أسرع وقت ممكن، يرى العديد من الاقتصاديين المحافظين أن حزمة أصغر من المساعدات ستكون كافية الآن.
في المقابل، ينبه آخرون إلى تباطؤ خلق الوظائف الجديدة وتزايد أعداد العاطلين عن العمل، وهو ما يستوجب ضخ تريليونات الدولارات لإنعاش الاقتصاد، كما يدعو هؤلاء الحزب الديمقراطي إلى قبول تسوية سريعة مع الحزب الجمهوري، والموافقة على حزمة أصغر، وذلك في سبيل تسريع هذه العملية. ويذكر الكاتبان أن بعض المصادر المرتبطة بفريق جو بايدن ترى هذه الحسابات الاقتصادية والسياسية من منظور مختلف.
ويتفق هؤلاء على ضرورة تحرك الكونغرس بشكل سريع؛ ولكنهم يدعون في الوقت نفسه إلى عدم القبول بحزمة صغيرة جدا من الدعم؛ لأن هذا قد يكون غير كاف، ويجعل الموافقة على حزمة أخرى أكبر حجما في المستقبل صعبا جدا.
خطة إنعاش اقتصادي واسع
تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى وجود دعم قوي من كلا الحزبين لفكرة زيادة الإنفاق الحكومي، وتقديم مساعدات مباشرة للعائلات الأميركية.
ولكن بات من الواضح أن الكونغرس إذا توصل إلى اتفاق بهذا الشأن بحلول نهاية العام الحالي، فإنه سوف يتضمن حزمة أصغر بكثير من تلك التي ناقشها البيت الأبيض والحزب الديمقراطي، والتي تضمنت إنفاق أكثر من 1.5 تريليون دولار، يقول تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويتوقع الكاتبان أن بايدن سيقترح بالتأكيد خطة إنعاش اقتصادي واسعة النطاقح ولكن ما لم يتمكن الديمقراطيون من كسب الأغلبية في مجلس الشيوخ، وذلك عبر الفوز بمقعدين في جولة الإعادة في جورجيا في يناير/كانون الثاني المقبل، فإن قدرة الرئيس المنتخب على الدفع نحو هذا الخيار سوف تكون محدودة، في وقت يحذر فيه الجمهوريون من عجز قياسي في الموازنة الأميركية، الأمر الذي قد تتسبب به خطة الإنعاش التي يقترحها الديمقراطيون.
مساعدة الفئات المهمشة
يشير الكاتبان إلى أن هناك حاجة ماسة لمساعدة الفئات المهمشة تاريخيا في الولايات المتحدة، والتي تعرضت لأكبر ضرر إثر الانكماش الاقتصادي الذي خلفه الوباء.
وما تزال معدلات البطالة في صفوف السود مرتفعة جدا، في وقت فقدت مئات الآلاف من النساء وظائفهن؛ بسبب ضرورة الاعتناء بالأطفال بعد إغلاق المدارس.
وحيال هذا الشأن، يقول أولوبينغا أجيلور، الخبير الاقتصادي في المركز التقدمي الأميركي “إنه من المثير للسخرية القول إن البلاد لا تحتاج حاليا إلى حزمة كبيرة من المساعدات الاقتصادية، هذا الرأي يعني أن السياسيين يهتمون فقط بالبيض، ولا يهتمون ببقية الشرائح الاجتماعية”.
تأثير كورونا
تضاف إلى ذلك مشكلة فيروس كورونا، حيث يحذر العديد من خبراء الأوبئة من أن معدلات الإصابة سوف تواصل الارتفاع؛ بسبب التجمعات في الأماكن المغلقة، وإصرار الكثيرين على السفر لقضاء العطلات، وهذه الموجة من تفشي الفيروس سوف تفاقم البطالة مرة أخرى، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”
وفي الوقت الحالي، يجمع خبراء الاقتصاد على أن السرعة هي العامل الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بموضوع إنقاذ الوظائف وإنعاش الاقتصاد الأميركي.
المصدر : نيويورك تايمز