مسقط – سلطنة عمان
لا شك أن الاقتصاد هو المرآة الحقيقية التي تنعكس من خلالها آثار النهضة المباركة .. لسلطنة عمان اذ تحتفل بالعيد الوطني الـ45 المجيد تكون قد حققت قفزات كبيرة في التنمية الاقتصادية وفق ما تشير إليه المؤشرات المدعومة بالأرقام والإحصائيات.
فقد تمكنت السلطنة من مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 170 مرة عما كان عليه عام 1970 ليصل بنهاية عام 2014 إلى 31 مليارا و450 مليونا و800 ألف ريال عماني .. كما تضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 35 ضعفاً خلال هذه الفترة نفسها حيث بلغ في عام 2014 نحو 7 آلاف و327 ريالا عمانيا.
كذلك تضاعف حجم التبادل التجاري للسلطنة بأكثر من 23 ضعفاً عما كان عليه عام 1975م حيث ارتفع حجم إجمالي صادرات السلطنة السلعية العام الماضي إلى 20 مليارا و463 مليونا و400 ألف ريال عماني كما بلغ حجم الواردات 11 مليارا و267 مليونا و700 ألف ريال عماني مقارنة بالعام 1975 حيث كانت الصادرات تقدر بـ 753 مليونا و 500 ألف ريال عماني وحجم الواردات الذي بلغ في ذلك العام نحو 488 مليون ريال عماني.
كذلك ارتفع انتاج السلطنة من النفط ليصل الى 944 ألف برميل يوميا في العام 2014 بعد ان كان 332 ألف برميل فقط عام 1970.
ولم يقتصر اعتماد السلطنة خلال سنوات النهضة المباركة على ثرواتها النفطية فقط بل سعت السلطنة بجهود حثيثة إلى تنويع مواردها الاقتصادية والتقليل من الاعتماد على النفط لتنخفض نسبة ما تشكله الإيرادات النفطية من إجمالي الإيرادات الحكومية إلى 84.3% في نهاية العام 2014م بعد أن شكلت الإيرادات النفطية 100% من الإيرادات عام 1970.
ولأن مسيرة النهضة المباركة تشهد المزيد من المشاريع التنموية وجهود إيصال المنجزات الى كافة ربوع البلاد كان من الطبيعي أن يرتفع إجمالي الإنفاق الحكومي ليصل بنهاية العام الماضي الى 15 مليارا و171 مليونا و800 ألف ريال عماني لتتمكن السلطنة على مدى الأعوام الـ45 الماضية من نشر قاعدة التعليم والرعاية الصحية في كافة ربوع البلاد.وليصل عدد المدارس بالسلطنة بنهاية العام الماضي إلى الف و580 مدرسة تضم 679 ألفا و469 طالبا وطالبة كما يعمل فيها 66 ألفا و660 معلما فيما بلغ عدد الفصول 26 الفا و392 فصلا دراسيا.
وفيما يخص الرعاية الصحية ارتفع العمر المتوقع عند الولادة للعمانيين الى 76.6 سنة، كما بلغ عدد المستشفيات بنهاية العام الماضي 67 مستشفى وارتفع عدد الأسرة إلى 6 آلاف و561 سريرا.
كما بلغ عدد المراكز الصحية بأسرة 72 مركزا والمراكز الصحية بدون أسرة 108 مراكز وبلغ عدد المجمعات الصحية 23 مجمعا.
ويلمس كل من زار السلطنة منجزات النهضة المباركة على مختلف الأصعدة .. فعلى سبيل المثال بلغ إجمالي أطوال الطرق المعبدة بنهاية عام 2014 نحو 34 ألفا و557 كيلو مترا في حين لم تتجاوز أطوالها 15 كيلو مترا في 1970 كما ارتفع إنتاج الكهرباء في السلطنة ليصل إلى 29 ألفا و128 جيجاوات في الساعة .. وارتفع معدل إنتاج المياه الصالحة للشرب في السلطنة ليصل إلى 323 مليونا و149 ألف متر مكعب.
كذلك بلغ عدد خطوط الهاتف بالسلطنة 375 الفا و196 خطا بنهاية العام 2014 فيما بلغ اجمالي خطوط الهاتف المتنقل العالمي آجل الدفع 528 الفا و698 خطا والهاتف المتنقل مدفوع القيمة 5 ملايين و665 ألفا و471 خطا في حين بلغ اجمالي منتفعي الانترنت 180 ألفا و144.
وانطلاقا من الموقع الاستراتيجي للسلطنة ومقومات الجذب السياحي التي حبا الله بها البلاد كان من الطبيعي أن تولي السلطنة أهمية كبرى للسياحة كمصدر من مصادر الدخل غير النفطية لتشرع في تأسيس البنية الأساسية للقطاع السياحي.
وفي هذا الصدد ارتفعت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 2.2% بنهاية العام 2014 كما بلغ اجمالي الانفاق في السياحة الوافدة 250 مليونا و913 ألف ريال عماني.
وبلغ إجمالي إنفاق السياحة المحلية 971 مليونا و109 آلاف ريال عماني فيما بلغ اجمالي الإنفاق في السياحة الخارجية 414 مليونا و406 آلاف ريال عماني.
وبلغ إجمالي الاستهلاك السياحي الوسيط 497 مليونا و562 الف ريال عماني في حين بلغ اجمالي القيمة المضافة للسياحة 724 مليونا و461 ألف ريال عماني.
وبنهاية العام 2014 ارتفع عدد الزار القادمين للسلطنة الى مليونين و98 الف زائر ،فيما سجل اجمالي السياح المغادرين 4 ملايين و727 ألف سائح.
من جانبها ارتفعت مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الاجمالي، حيث بلغت المساهمة في العام 2013 5.497 مليار ريال عماني.
وبلغت مساهمة الصناعات التحويلية وحدها في الناتج المحلي الإجمالي في 2013 3.267 مليار ريال عماني وهي
لاتشمل صناعة المواد الكيميائية الأساسية والصناعات التحويلية الأخرى مثل المنتجات النفطية المكررة والتعدين ـ أي أن الصناعات التحويلية ساهمت بما يعادل نسبة 11.6% من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي والمقدر بحوالي 30.061 مليار ريال عماني.
كما تقوم المناطق الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية بدور أساسي في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء خلال الأعوام الماضية وقد زاد عدد المصانع بمقدار 4.2% في النصف الأول من عام 2014 عنه في 2013 (ليصل الى 1468 مصنعا) بينما زاد حجم الاستثمارات بمقدار 657 مليون ريال عماني عنه في عام 2013 ليصل اجمالي الاستثمارات الصناعية في هذه المناطق الى قرابة 5 بلايين ريال عماني منها حوالى 57.5% استثمارات محلية.
كذلك فان إجمالي مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2014 بلغ 18.69 مليار ريال عماني مقارنة بـ 17.2 مليار ريال خلال عام 2013 و16.3 مليار ريال خلال عام 2012م.
وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي للسلطنة خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفع بنسبة 4.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي مسجلة 4.45 مليار ريال عماني، مقارنة بـ 4.27 مليار ريال عماني خلال الربع الأول من العام الماضي.
وبالمجمل استطاعت خطط التنمية الخمسية منذ الخطة الخمسية الأولى ( 1976 ـ 1980 ) وحتى الخطة الخمسية الثامنة
( 2011 ـ 2015 ) انجاز البنية الأساسية في مختلف المجالات وعلى امتداد السلطنة من طرق مرصوفة وخدمات المياه والكهرباء والاتصالات والخدمات الصحية المجانية ممثلة في مستشفيات ومراكز ومجمعات صحية وخدمات تعليمية.
ومع الاستعداد لتنفيذ الخطة الخمسية التاسعة (2016 ـ 2020 ) والتي تعد الأخيرة ضمن إستراتيجية عمان 2020 التي يتم تنفيذها منذ عام 1996م فإن حكومة السلطنة بدأت بالفعل الإعداد لاستراتيجية التنمية العمانية 2040.