تحتل بورصة قطر المرتبة الأولى كأكبر سوق ناشئة في المنطقة والمرتبة الثانية في قائمة أكبر البورصات في المنطقة من حيث الرسملة السوقية وهي أفضل البورصات الموجودة في المنطقة من حيث العائد وهذه النسب غير موجودة حتى في أكبر البورصات العالمية. ولم تتغير مكانة بورصة قطر أثناء الحصار بل أصبحت محط اهتمام محافظ استثمارية أجنبية جديدة منها محافظ أمريكية وأوروبية وآسيوية هذا علاوة على المستثمرين المحليين سواء القطريين أو المقيمين اللذين زادت وتيرة استثماراتهم وتداولاتهم في البورصة مستفيدين من جاذبيتها الاستثمارية وعوائدها العالية. بورصة قطر هي منصة وطنية للتمويل وللاستثمار ولتنويع الاقتصادي Multi-Purpose Platform وانطلاقا من دورها المحوري الهام وكما وجه سمو الأمير في خطاب الثبات فإن الحصار يدعونا إلى التخطيط للمستقبل بوعي وحكمة وبصيرة انطلاقا من منطلقات الأزمة الراهنة وحجم المسؤولية المناطة على عاتق كل فرد منا من أجل الحفاظ على سيادتنا الوطنية والحفاظ على انجازاتنا ومكتسباتنا. ومن هنا يبرز دور بورصة قطر في تحقيق ذلك من خلال الوصول إلى اقتصاد متنوع وقائم على مشاركة القطاع الخاص القطاع العام في مختلف أوجه التنمية وذلك في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 التي تمثل خارطة الطريق التي ندرك أهمية تحقيقها أكثر من أي وقت مضى. وبالحديث عن أداء بورصة قطر خلال الأزمة نجدها أنها قد أنها واجهت الأزمة باقتدار وهذا يرجع إلى الأسس الاقتصادية القوية لدولة قطر والنتائج الايجابية للشركات المدرجة والتزام بورصة قطر بالشفافية والكفاءة وهذا أدى إلى تحسن السيولة وارتفاع أحجام التداول وزاد اقبال المحافظ الأجنبية على الاستثمار في بورصة قطر كما زاد اقبال المواطنين والمقيمين على التداول في بورصة قطر. شهد اليوم الأول من الحصار تراجعا في المؤشر العام لبورصة قطر وصل إلى حوالي 700 نقطة، وهو المستوى الأعلى له منذ عام 2014، توقعت معه دول الحصار أن تتحقق أمانيها في كسر عظم قطر من خلال ضرب الاقتصاد القطري والمالي في مقدمة قطاعاته الرئيسية المستهدفة بورصة قطر السوق المالي الأكثر قوة ومتانة وأمانا، والمعروفة بوضعها المتميز على صعيد المنطقة بل والعالم، حيث قامت المحافظ الاستثمارية لتلك الدول في خطوة ممنهجة بعمليات بيع واسعة بقصد تكبيد مقصورة التداولات خسائر قوية لا تستطيع أن تتماسك بعدها بورصة قطر أبدا. من هنا نرى أن بورصة قطر شهدت خلال بداية الحصار حدوث انخفاض في مؤشرها بسبب بيع بعض المحافظ وهو أمر طبيعي في مثل هذه الظروف، إلا أن هذه الأزمة سهلت أيضاً دخول العديد من المستثمرين الأجانب في استثمارات مباشرة بالبورصة وذلك نتيجة الاهتمام العالمي بالدخول في استثمارات ببورصة قطر خلال هذه الفترة نظراً لمتانة وقوة وتنوع الاقتصاد القطري ولوجود الفرص والأسعار المغرية كما أن الشركات القطرية سخية في توزيعات أرباحها وهذا يمثل عنصر جذب مثالي في مثل هذه المواقف
زيادة التداولات خلال فترة الحصار وزيادة السيولة في بورصة قطر تعكس النظرة الإيجابية لها من قبل جميع المستثمرين الأجانب بما فيهم مستثمرون من دول الحصار الذين لم يتم فرض أي قيود على أي منهم كما أنه لم يتم فرض أي قيود على أي مواطن خليجي يستثمر في بورصة قطر فالجميع يعامل معاملة المواطن القطري في البورصة القطرية وهم دائما محل ترحيب.
وتعد توزيعات الأرباح لأسهم الشركات القطرية مختلفة عن بقية الأسواق وهي الأفضل وتعطي أرباحا جيدة وتوزيعات سخية للمستثمرين.
إن كان هنالك من سحب استثماراته في السوق في محاولة للتأثير على البورصة القطرية ، فقد وجدت الأسهم التي باعتها بعض الصناديق الخليجية منذ بدء الأزمة من يشتريها ويتلهف لشراءها سواء من المستثمرين المحليين أو الدوليين.
إن الشركات والمؤسسات الخليجية التي تعمدت بيع أسهم في سوق قطر بعد الأزمة لا تشكل ثقلا كبيرًا في السوق بحيث يؤدي انسحابها إلى انهيار السوق، وحتى حجم ما تم سحبه من السوق لا يعد كافيا للتسبب بأزمة كبيرة بسبب ضآلته مقارنة بالقيمة السوقية للبورصة، وذلك نظرا إلى أن مستثمري دول مجلس التعاون الخليجي غير القطريين لا يشكلون سوى نسبة بسيطة من المستثمرين في السوق.
من الطبيعي أن يسجل أي سوق رد فعل قصيرالأمد تجاه الأحداث الخارجية، وعلى الرغم من أن بورصة قطرتأثرت في بداية الأزمة وهي ردة فعل طبيعية ،إلا أن الأسس المتينة التي يرتكز عليها سوق بورصة قطر وشركاتنا المدرجة لم تتأثر سلبياً بأي حدث خارجي.
صمود بورصة قطر بعد الأزمة نابع من قوة الاقتصاد ذي الحجم الكبير والبذي يتمتع بملاءة مالية عالية واستثمارات أجنبية متنوعة في الخارج وهذا شكل حافزًا مهمًا لإبعاد الصدمة عن الأسواق، فضلا عن الأوضاع الجيدة للشركات المدرجة والتي ظهرت مؤشراتها المالية القوية في نتائج الربع الأول من العام الجاري. منذ إعلان الحصار،ارتفعت أحجام التداول في السوق في مؤشر على جاذبيته للاستثمار، وإن الوضع الحالي فرصة قيمة للمستثمرين الذين يسعون للحصول على عوائد أعلى. التزام بورصة قطر بالشفافية والكفاءة يضعنا في وضع قوي لمواجهة أي تطورات مستقبلية محتملة.عمليات الشراء التي تقوم بها المؤسسات الأجنبية تمنح الثقة للمساهمين القطريين، وتوضح حقيقة أن قطرجاذبة للاستثمار حتى في ظل الحصار.وقد شهدت البورصة القطرية خلال فترة الحصار إدراج أسهم أول شركة عائلية للتداول، وقد جاء هذا الادراج ليؤكد متانة الاقتصاد القطري وقدرته على مواجهة التحديات التي فرضها الحصار. إلى ذلك، فإنه ينتظر أن يتم خلال الاشهر القليلة المقبلة فتح الباب أمام إدراجات جديدة حيث يتوقع ان يتم ادراج صندوقين استثماريين جديدين. كما ينتظر أن يتم الإعلان عن بدء عمل صانعي السوق خلال الفترة المقبلة، وخلال شهر واحد تسجيل اكثر من 70 محفظة اجنبية جديدة قامت بفتح حسابات لدى البورصة لبدء التداول الاسهم القطرية التي يؤكد خبراء أنها تشكل فرصة مهمة للمستثمرين للمزايا التي تتوفر من خلالها.