أعربت العديد من كبرى الشركات الأمريكية عن استيائها من قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ. وكان من بين هذه الشركات جنرال إلكتريك، وفيسبوك، وغولدمان ساكس، ووالت ديزني. ويرى محللون أن الانسحاب، الذي يعتبر جزءا من سياسة “أمريكا أولا” التي ينتهجها ترامب، سيضر بقدرة الشركات الأمريكية على العمل في الخارج ودعم الابتكار. وفي المقابل، رحبت شركات الفحم بخطوة الانسحاب، وقالت إنها تنقذ الوظائف وتسهل من إجراءات العمل.
قال مدير الاستثمارات لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) جيمس زان، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس المناخي سيؤثر على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وقد يؤدي إلى نزاعات. وقال زان للصحفيين إن السياسة الأمريكية لها أثر مهم في النسق العالمي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مثل الاندماجات العابرة للحدود بين الشركات والاستثمار في المشاريع الجديدة في الخارج. وفي إشارة إلى إعلان ترامب، قال زان: “لا يمكننا تحديد حجمه، لكننا نتوقع أثرا مهما على الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا وفي الولايات المتحدة أيضا”. ووقع الكثير من البلدان على اتفاقيات استثمار تحمي حقوق الشركات وتسمح لها بمقاضاة الحكومات أمام جهات مختصة للتحكيم، إذا رأت تلك الشركات أن حقوقها تعرضت لانتهاك مثل تغيير الأسس القانونية التي نشأ الاستثمار عليها.
ويهدف ما يسمى بتسوية النزاعات بين المستثمرين والدول إلى طمأنة المستثمرين، لكنه أمر مثير للجدل لأنه يعطي الشركات حقوقا في مواجهة الحكومات.
وقال زان إن الأثر الكامل لقرار ترامب ما زال يعتمد على ما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذو الولايات المتحدة وتقرر الانسحاب من الاتفاق أم لا. مضيفا أن الكثير من الدول وضعت بالفعل سياسات مرتبطة باتفاق باريس. وإلى الآن لم تعلن أي دولة أنها ستحذو حذو ترامب الذي لقي إدانة واسعة، مع تعهد من الصين وأوروبا بالاتحاد لإنقاذ “الأرض الأم” في مواجهة قرار ترامب بسحب ثاني أكبر دولة في العالم تتسبب في التلوث الكربوني من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.
وإذا ما استحدثت دول تغييرات في أعقاب إعلان ترامب، فإنها قد تؤثر على الربحية المنظورة للطاقة أو الاستثمارات ذات الصلة بالمناخ. وقال زان: “ذلك قد يتسبب في نزاعات بين المستثمرين والدول”. وكانت بعض الشركات الأمريكية قد أصدرت بيانات تناشد ترامب البقاء في الاتفاق، وذلك قبل إعلانه الانسحاب بشكل رسمي. وأعربت هذه الشركات عن خيبة أملها بعد إعلان الانسحاب. وقال كل من رئيس شركة تيسلا، إلون موسك، والرئيس التنفيذي لوالت ديزني، روبرت إغير، إنها سينسحبان من المجموعات الاستشارية للبيت الأبيض. وأصدرت شركات مورغان ستانلي، وبيبسيكو، وول مارت، وآبل، وجوجل بيانات منفصلة يوم الثلاثاء، أكدوا فيها على الالتزام بحماية البيئة.
وقال ترامب أثناء إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، يوم الخميس، إن الاتفاقية تضر بالولايات المتحدة، وإنه على استعداد لإعادة النظر في الأمر وفق شروط والتزامات مختلفة. وكانت بعض شركات الطاقة، من بينها إكسون موبيل وشيفرون، قد حاولت الضغط على الإدارة الأمريكية لعدم الانسحاب من الاتفاق.
لكن شركات الفحم ترى أن قرار ترامب بالانسحاب يصب في صالحها. وقال بول بايلي، رئيس الرابطة الأمريكية لكهرباء الفحم النظيفة، إن المقاييس التي وضعتها إدارة أوباما كانت متشددة للغاية. واتخذت عشرات المدن والولايات الأمريكية مايلزم للتعبير عن مقاومة القرار على الفور.
فقد أطلق رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ تحالفا بات يضم حتى مساء الجمعة رؤساء 30 بلدية وحكام 3 ولايات ورؤساء أكثر من 80 جامعة و100 شركة.
وأكد الملياردير الذي يحتل المرتبة العاشرة بين أصحاب الثروات في العالم، أن مؤسسته للأعمال الخيرية “بلومبرغ فيلانتروبيز” ستقدم لمكتب الأمم المتحدة المكلف المناخ 15 مليون دولار تعادل المساهمة التي يفترض أن تقدمها الولايات المتحدة.