رغم حالة التخمة التي تعاني منها السوق النفطية إلا أن البحث لا يزال يجري حول مناطق احتياطيات النفط والغاز لوضع اليد عليها وتطويرها في الوقت المناسب. ومن هذه المناطق التي بدأت تتجه إليها الأعين القطب الشمالي، مما يشير إلى خطل نظرية ذروة النفط.قدوم فصل الربيع وبدء ذوبان الجليد تزامن مع الإعلان عن دراسة شارك فيها 90 باحثا ونشرت نتائجها مؤخرا أن منطقة القطب الشمالي تتعرض إلى موجة دفء أكثر مما تشهده باقي الكرة الأرضية، وأنه في الفترة بين 2011-2015 فإن التراجع في درجات الحرارة في تلك المنطقة كان أكثر من أي وقت مضى منذ العام 1900 عندما بدأ تسجيل درجات الحرارة هناك. وتضيف الدراسة أن معدل حجم الجليد تراجع بمقدار النصف منذ العام 2000، الأمر الذي يؤذن بارتفاع في منسوب البحار.في الأسبوع الماضي رتبت السلطات الروسية لمجموعة من وسائل الإعلام العالمية زيارة قاعدة عسكرية قرب الحدود مع فنلندا حيث يتدرب الجنود على العيش والعمل في مناخ شديد البرودة مع وصول درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر. القاعدة أقيمت قبل عامين في إطار إستراتيجية ابتدرها الزعيم الروسي فلاديمير بوتين من خلال إنفاق عسكري ملموس في تلك المنطقة، هو الأكبر من نوعه خاصة وهناك مطالبات لم تحسم بعد في تلك المناطق إلى جانب روسيا من كل من الولايات المتحدة، كندا، الدنمارك، النرويج وأيسلندا. بعض هذه المطالب في شكل نزاعات حدودية حيث اتفقت كندا وروسيا على طلب العون من الأمم المتحدة على رسم حدودهما، لكن في حالة روسيا والنرويج فإن الجانبين توصلا إلى تفاهم بتقسيم المنطقة المشتركة بينهما في بحر بارينت وتمتد على مسافة 175 كيلومترا مربعا بالتساوي. واستخدمت موسكو هذه الاتفاقية مع النرويج للإشارة إلى أنه يمكن حل النزاعات وديا وليست هناك حاجة لإدخال حلف الأطلسي في الموضوع. ووفقا لمسح للجمعية الجيولوجية الأمريكية فإن مناطق القطب الشمالي تحتوي على 13 في المائة من النفط غير المكتشف و30 في المائة من احتياطيات الغاز الطبيعي.وكانت «أكسون-موبيل» قد أبرمت اتفاقا مع شركة روزنفط الروسية للعمل في المنطقة القطبية في العام 2013 عندما كان وزير الخارجية الحالي ريكس تيلرسون رئيسا لأكسون، لكن جاءت حرب القرم وقيام واشنطن بفرض عقوبات على روسيا شملت أعمال الشركات الأمريكية مثل أكسون، التي خسرت الالتماس الذي تقدمت به لاستثنائها من الحظر.