ناقش برنامج مؤتمر «بناء القدرات الهندسية» الذي تنظمه جمعية المهندسين القطرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، على مدار يومين 6 محاور رئيسية تتعلق بالقدرات والكفاءات الهندسية في تحقيق التنمية، وتفعيل دور الجمعيات الهندسية ومؤسسات التعليم العالي في بناء كفاءات هندسية والارتقاء بها، وتأثير التكنولوجيا الحديثة في القطاع الهندسي وانعكاسها على سوق العمل، وتفعيل دور القطاع الخاص في بناء القدرات الهندسية، وإعداد كوادر قطرية وتطوير الكفاءات في إدارة المشاريع لخلق بيئة مستدامة، وموائمة نتاجات التعليم العالي وتأهيلها لسوق العمل. وركز المتحدثون خلال المحاور الستة على ضرورة إيجاد حلقة وصل بين الشركات العاملة في الدولة، لاسيما شركات القطاع الخاص ومؤسسات التعليم العالي، لمعرفة أبرز التخصصات والخبرات المطلوبة ومن ثم تسهيل التحاق الخريجين بسوق العمل. وقال الدكتور محمود شرف من جامعة لبنان إن الملتقى الاقتصادي العالمي أعد تقريراً حول المهن الاقتصادية، وجميعها تتركز على التكنولوجيا، موضحاً أن الملتقى حدد مسارات تخصصية يجب أن يتم التركيز عليها وتفعيلها من قبل الجامعات. وأكد على ضرورة أن تغير الجامعات مساراتها وتحدث برامجها بما يتناسب مع الوظائف المستقبلية ليستطيع كل خريج الحصول على المهنة التي تناسبه. وخلال أحد المداخلات تعليقاً على المحور طالب أحد الحضور بضرورة الإعلان عن الإحصائيات المتعلقة بأعداد المتخصصين الأجانب الذين يعملون في الدول العربية على الرغم من وجود كم هائل من المهندسين أصحاب الكفاءات في الوطن العربي، في محاولة لتوظيف الكفاءات العربية. واستعرضت أبرار صلاحات من جامعة الأردن بحثا عمليا تم تطبيقة في الجامعة على كافة التخصصات، وتركز البحث على جمع أطراف الموضوع محل البحث سواء كوادر الجامعة، ومديري شركات في سوق العمل، بالإضافة إلى فئة من الطلاب الخريجين، موضحة أنه جرى تحديد أبرز مشكلات التوظيف في سوق العمل، وتحليل المعلومات، ومن ثم وضع حلول عملية لحل هذه المشكلات. وأضافت صلاحات أن من أبرز الحلول هي تكثيف التدريب العملي الذي يسهم في التحاق الخريجين بسوق العمل، وعقد تدريبات لاجتياز المقابلة الشخصية وطرق عمل السيرة الذاتية، مع إيجاد حلقة وصل بين بين رؤساء الشركات والمؤسسات التعليمية لمعرفة متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى عمل مسح شامل للتخصصات المطلوبة والتنسيق مع الجامعات بشأنها. وعرض الدكتور أحمد العمري تجربة كلية المجتمع في بناء القدرات الهندسية بما يتناسب مع سوق العمل، وقال أن التجربة تربط بين احتياجات سوق العمل والمخرجات الأكاديمية من كلية المجتمع، حيث تطرح الكلية 10 برامج لمرحلة الدبلوم و 5 برامج لمرحلة البكالوريوس، منها برنامجان للدبلوم في الهندسة التكنولوجية، وبرنامجان لبكالوريوس الهندسية التكنولوجية بفرعيها، الهندسة الكهربائية والهندسة الميكيانيكية. وأشار أنه تم إعداد الخطة الأكاديمية لهذه البرنامج بالتنسيق مع الشركاء الأكاديميين وأهم الشركات العاملة في قطر كقابكو واستاد وغيرها، فقرابة 30 شركة ساهمت في إعداد البرنامج. وفي تصريحات خاصة ” قال د.العمري إن البرنامج تم إطلاقه في شهر أغسطس من العام الماضي، ويضم 100 طالب وطالبة من القطريين، مشيراً إلى أن مدة البرنامج عامان، مؤكداً أن فرص التوظيف كبيرة جداً خاصة في ظل أن نسبة البطالة في قطر 0.5% وهي نسبة ضئيلة جداً. وبين د.العمري أنه تم توقيع اتفاقية مع جامعة أوردو تتيح للطالب الذي يكمل سنتين في كلية المجتمع ثم يكمل السنتين المتبقيتين في جامعة أوردو يحصل على البكالوريوس من الجامعة الأمريكية مباشرة. وأكد أن 40% من الطلاب موظفون وهناك برنامج صباحي ومسائي لتمكين الطلاب الموظفين من الاستفادة من المحاضرات بعد أوقات عملهم.