مجلة كيو بزنس Q Business Magazine:
مما لا شك به بأن جائحة كوفيد-19 قد أثرت بشكل كبير على قطاع الشحن الجوي بعد تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها خلال الأشهر الماضية.. ومع ذلك فقد تزايد الطلب على الشحن الجوي خصوصاَ للمعدات الطبية ومعدات الوقاية الشخصي. ومع محدودية طاقات الشحن المتاحة في السوق، عملت DHL بجد لوضع الحلول الناجعة بالرغم من ارتفاع أسعار الشحن الجوي، بما في ذلك توفير طائرات كامله (شارتر) من الصين إلى قطر. وللحديث أكثر عن الموضوع التقينا بالسيدة “مها أبو حجلة”، مدير “دي إتش إل جلوبات فوردينج” في دولة قطر.
- ما هي التحديات التي واجهت قطاع الخدمات اللوجستية في دولة قطر مع تفشي وباء كوفيد-19؟
الإغلاق الكامل في الصين خلال تفشي الوباء ادى الى نقص في حاويات الشحن البحري في مختلف مناطق العالم وخاصة دول أوروبا مما أدى الى ارتفاع أسعار الشحن البحري خصوصاً على الاستيراد من أوروبا وبقية العالم إلى دولة قطر. وفي الوقت نفسه شهدت معدلات الشحن البحري الصادر من دولة قطر انخفاضاً بسبب الإغلاق الكامل أو الجزئي للدول المستوردة. وللتصدي لهذه التحديات؛ سارعت السلطات المختصة في قطر إلى وضع الإجراءات المناسبة وتبسيط عمليات التخليص الجمركي مع منح الأولوية لشحنات منتجات الرعاية الصحية ومعدات الوقاية الشخصية لوصولها إلى كافة المجتمعات المحلية لا سيما العالمين في الخطوط الأمامية للتصدي إلى هذه الجائحة غير المسبوقة.
ونحن بدورنا نواصل مراقبة وإدارة الموقف بشكل استباقي لضمان استمرارية توفير الدعم لعملائنا.
- وما هي أوجه الدعم والمساعدة التي تقدمها ” دي إتش إل جلوبال فوروردينج ” لمعالجة التأثيرات السلبية لجائحة كوفيد- 19؟ وما هي أبرز الخطط والاستراتيجيات التي اعتمدتها الشركة للتغلب على هذه التحديات خلال فترة الإغلاق الوقائي طيلة الأشهر القليلة الماضية؟
في هذا الإطار؛ تعاونت دي إتش إل جلوبال فوروردينج مع حكومة قطر ومختلف المؤسسات الطبية من أجل توفير المنتجات والسلع الإغاثية العاجلة والفورية، وذلك ضمن رؤيتها الرامية إلى معالجة التأثيرات السلبية جراء جائحة كوفيد-19 وما خلفته من أثار اقتصادية غير مسبوقة.
وتعد الصين وتركيا المركزين الرئيسيين لتصنيع معدات الوقاية الشخصية، إذ تستورد قطر منهما إمداداتها ومنتجاتها. وتحسباً لأية تصاعد في الموقف، كان فريق دي إتش إل في دولة قطر يعمل على مدار الساعة للتعامل مع كافة الشحنات الأساسية التي تمر عبر مستودعاتنا. وبالاستعانة بخبراتنا اللوجستية وشبكتنا العالمية لمساعدة الدولة في مكافحة هذه الجائحة، قامت دي إتش إل حتى الآن بتسيير أربع رحلات شارتر لشحن الإمدادات والمواد الطبية الضرورية من شنغهاي إلى الدوحة.
وهنا لابد من التأكيد على أن صحة وسلامة موظفينا تتصدر أولوياتنا؛ وحفاظاً على سلامتهم فقد اتخذنا أفضل التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان توفير بيئة آمنة وصحية لمواصلة العمل وفقاً لأعلى معايير السلامة والصحة، بما في ذلك غسل اليدين والتعقيم وارتداء أقنعة الوجه والعمل من المنزل حيثما أمكن. جدير بالذكر أن موظفينا بذلوا أقصى ما في وسعهم لمواصلة العمل من المكتب بصفة يومية من أجل ضمان تسليم الشحنات إلى مختلف أنحاء العالم. نحن فخورون بما قدموه وبذلوه خلال هذه الفترة العصيبة.
وعلى الرغم من الآثار السلبية لهذه الجائحة، إلا أن هناك بعض الجوانب الإيجابية؛ مثل انجاز المهام على أكمل وجه من المنزل بفضل التكنولوجيا والتقنيات العالية. إن اعتماد التكنولوجيا سوف يسهم في النهوض بالقطاع اللوجستي وتعزيز معدلات النمو لا سيما أن التكنولوجيا سوف تساعد في أتمتة المهام الروتينية أو زيادة الإنتاجية والكفاءة في العمليات اللوجستية والإدارية
- ما هي متطلبات الشحن الحالية لسوق قطر وكيف يمكنكم تلبيتها؟
في بداية تفشي جائحة كوفيد-19، تأثر حجم الطلب
على الشحن في دولة قطر بشكل كبير جداً، وامتد هذا
التأثير عبر قطاعات مختلفة أبرزها التصنيع، حيث شهد هذا القطاع انخفاضاً حاداً في
معدلات الإنتاج، كما انخفض استيراد الأزياء وسلع التجزئة في إلى مستوى
تاريخي بسبب إغلاق متاجر التجزئة على نطاق واسع، ناهيك عن قيود السفر. ومع ارتفاع
الطلب المتوقع على المنتجات الغذائية والمستلزمات، فقد تزايد الطلب أيضاً على
معدات تكنولوجيا المعلومات بسبب اعتماد نظام العمل من المنزل.
- هل تود مشاركة أفضل الممارسات أو اي من الدروس المستفادة؟
لقد تعلمنا الكثير من خلال العمل مع مؤسسات القطاع الصحي بشكل مباشر والتواصل والتنسيق مع الخبراء في القطاع اللوجستي والذين وفروا الدعم اللازم وعملوا في الخطوط الأمامية خلال الأزمة.
وأفضل ما تعلمناه هو الاستماع إلى عملائنا لفهم احتياجاتهم وتلبيتها، لا سيما أن مثل هذه الاحتياجات عرضة للتغيير في أي وقت خلال هذه الأزمة. ونحن محظوظون بأن نكون جزءاً من شبكة عالمية لا توفر لنا عائدات مجزية فحسب، بل أيضًا الخبرة والعلاقات التي تمكنا من شحن المستلزمات الضرورية والأساسية خلال وقت قصير.
علاوة على ذلك؛ يعد الاتصال والتنسيق أمران حاسمان للاستجابة بشكل فعال. فغالبًا ما يتم تقديم الدعم من خلال التنسيق مع منظمات الإغاثة الكبيرة والمؤسسات الأصغر في الخطوط الأمامية التي تتلقى الدعم. ويمثل التعاون بين القطاع الخاص والجهات الحكومية أهمية قصوى للوصول إلى حلول سريعة وفعالة.
- كيف ترى مستقبل قطاع الخدمات اللوجستية بعد جائحة كوفيد- – 19؟
لضمان استمرار الإمدادات اللوجستية الرئيسية ودعم الاحتياجات المجتمعية الفورية، والبعيدة المدى، يتوجب على العاملين في هذا القطاع التكيف مع المتغيرات الرئيسية وأبرزها:
التحوّل إلى المستقبل الرقمي:
لقد شهد القطاع تغيرات وتحولات عديدة بسبب أتمتة العمليات والمرافق وانخفاض في الإجراءات التي تتطلب الأيدي العاملة، فضلاً عن الاستثمارات في المعدات التكنولوجية واعتماد نظام العمل المرن. مما لا شك فيه بأن هذه التغيرات ستبـقى حتى بعد انتهاء هذا الوباء.
تغيرات في سلاسل توريد المستهلكين:
تتوجه الشركات بشكل متزايد إلى اعتماد النظام المرن في سلاسل التوريد بدلاً من الاعتماد على الكلفة التنافسية. وقد تم التطرق إلى هذا التوجه في مقالة صدرت مؤخراً أشرنا فيها إلى أن مستقبل سلاسل التوريد بعد جائحة كوفيد-19 لم تعد إلى سابق عهدها وقد شهدنا فعلاً تركيزاً متزايداً على اعتماد حلول إقليمية والاستفادة من الموارد المحلية. من هنا فقد أدركت معظم الشركات أهمية تنويع مصادر الإمداد الخاصة باحتياجات القطاع الصناعي.
ومن المتوقع أن تقوم الشركات مستقبلا إلى إعادة النظر في أماكن تواجد بعض مرافق قطاع الصناعة ومستوى المخزون استعداداً لأية سيناريوهات مستقبلية. ونحن شخصياً لا نتوقع حدوث تغييرات في نماذج أداء الأعمال لقطاع سلاسل التوريد في أعقاب كوفيد-19 نظراً لمواكبة هذا القطاع لأحدث التقنيات والتطورات بشكل متواصل. ونحن على ثقة بأن العولمة ستواصل تأثيراتها الإيجابية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وسيبقى قطاع الخدمات اللوجستية المحرك الرئيس لحركة التجارة العالمية.
تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد العالمي:
وبالرغم من عدم توفر بيانات كافية حول التأثيرات الاقتصادية بعيدة المدى جراء جائحة كوفيد-19، إلا أن الصين قد اتبعت نهجاً تنموياً لاستئناف خطوط انتاجها بسرعة وتمكين حركة الصادرات مجدداً. انه نموذج يعيد الثقة بقوة الاقتصاد العالمي. يذكر أن بعض الدول مثل استراليا وفيتنام وأجزاء من أوروبا قد بدأت تعاني من موجة ثانية من الوباء بعد سيطرتهم عليه خلال الموجة الأولى، لكنها ستتمكن من السيطرة عليه بسرعة. وسيبقى النشاط الاقتصادي هو المتأثر الأكبر من أي إغلاق حتى لو كان مؤقتاً.
لا شك بأن تراجع الأنشطة الاقتصادية حول العالم بسبب توجه الدول للاستجابة لهذه الجائحة، سيؤدي للمزيد من التغييرات التي ستطرأ على قطاع الخدمات اللوجستية في ظل التغيرات على قطاعات التجارة والصناعة وانماط طلب المستهلكين ايضاَ. وعلى الرغم من ذلك، فإن التغييرات على سلاسل التوريد العالمية لن تؤثر على أعمالنا. وبصفتنا مزودًا عالميًا للخدمات اللوجستية نقدم مجموعة متنوعة من الخدمات ولدينا شبكة عالمية، يسرنا تقديم الدعم لعملائنا واطلاعهم على تغييرات قد تطرأ.