تجاوز سعر خام برنت اليوم الأربعاء عتبة 111 دولارا للبرميل، في حين قفز سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 5%، وهو ارتفاع سبّبته المخاوف المتعاظمة بشأن إمدادات النفط بسبب استمرار حرب روسيا على أوكرانيا والعقوبات التي لا تنفكّ تنهال على موسكو.
يأتي ذلك في وقت قررت فيه عشرات الدول ضخ 60 مليون برميل نفط من الاحتياطي الإستراتيجي، في مسعى لكبح الأسعار.
وبحلول الساعة 07:00 بالتوقيت العالمي صعدت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مايو/أيار بنسبة 6.3% أو 6.10
إلى 111.21 دولارا للبرميل، واستمرت الأسعار في الارتفاع لتقترب من حاجز 112 دولارا للبرميل.
كما صعدت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل/نيسان بنسبة 5.71% أو 6 إلى 109.30 دولارات للبرميل، واستمرت الأسعار في الصعود واقتربت من حاجز 111 دولارا للبرميل.
كما ارتفع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي “تي تي إف” اليوم الأربعاء إلى 194.7 يورو للميغاواط ساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، إذ تعتبر روسيا منتجا ومصدرا رئيسيا للغاز.
ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463.8 بنسا لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في ديسمبر/كانون الأول الماضي عند 470.8 بنسا.
وتثير العقوبات المتزايدة التي تفرضها الدول الغربية على روسيا، مخاوف من توقف الصادرات الروسية من النفط والغاز، الأمر الذي ينعكس ارتفاعا في الأسعار.
وتشكّل الإمدادات الروسية حوالي 40% من حاجة الغاز الأوروبية، في حين يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غرباً كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب.
ويزيد معدل إنتاج روسيا من النفط الخام عن 13 مليون برميل يوميا، وهي ثاني أكبر مصدر للخام في العالم بعد السعودية.
السحب من الاحتياطات الإستراتيجية
وأمس الثلاثاء قررت 31 دولة ضخ 60 مليون برميل نفط من الاحتياطي الإستراتيجي، نصفها من الولايات المتحدة، في مسعى لكبح الأسعار وضمان استقرار سوق النفط مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، في بيان، إن القرار الصادر عن لجنة حكام الوكالة (تتكون من ممثلي 31 دولة) رسالة موحدة وقوية لأسواق النفط العالمية، مفادها أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات.
وأضافت الوكالة في بيانها أن العملية العسكرية في أوكرانيا تجري على وقع أسواق نفط محدودة أصلا، وتقلبات متزايدة في الأسعار ومخزونات تجارية هي في أدنى معدلاتها منذ عام 2014.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية، في بيان، التزام الولايات المتحدة بضخ 30 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي ضمن عملية منسقة مع حلفاء آخرين لاستخدام 60 مليون برميل.
ونقل البيان عن وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم القول إن واشنطن وحلفاءها مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية إذا اقتضت الظروف.
وفي بيان منفصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن بلادها مستعدة لاستخدام كل أداة متاحة للحيلولة دون تعطل إمدادات الطاقة العالمية نتيجة لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت ساكي “سنواصل أيضا مساعينا لتسريع تنويع إمدادات الطاقة بعيدا عن روسيا، وتأمين العالم من استخدام موسكو للنفط والغاز سلاحا”.
وفي أول خطاب له عن حال الاتّحاد مساء أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس أن الولايات المتحدة ستسحب من احتياطها الإستراتيجي 30 مليون برميل من النفط لإرساء الاستقرار في السوق.
لكن أنباء ذلك السحب، الذي يعادل أقل من يوم واحد من استهلاك النفط حول العالم، أبرزت فقط خوف السوق من أن المعروض سيكون غير كاف للتعويض عن تعطلات الطاقة المتنامية.
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول أمس الثلاثاء مرتفعة 7.1% لتسجل عند التسوية نحو 105 دولارات للبرميل، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ أغسطس/آب 2014. كما قفزت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 7.69 دولارات لتبلغ عند التسوية 103.41 دولارات للبرميل.
وبدأت روسيا حربا على جارتها أوكرانيا في وقت كانت فيه الأسعار ترتفع أساسا بسبب نقص الإمدادات والانتعاش القوي في الطلب في جميع أنحاء العالم نتيجة رفع العديد من الدول القيود التي فرضتها لمكافحة جائحة كوفيد.
وزادت الضغوط على سوق النفط العالمية بعد تقارير ذكرت أن أعضاء تحالف “أوبك بلس” -الذي يضم 13 دولة عضوا في “أوبك” (OPEC) بقيادة السعودية ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا- يتجهون للحفاظ على زيادة حذرة في الإنتاج.
ويجتمع وزراء التحالف اليوم الأربعاء وسط توقعات بالحفاظ على زيادة معتمدة في الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل يوميا لشهر أبريل/نيسان المقبل، رغم ضغوط بقيادة الولايات المتحدة ضخ المزيد من الخام لكبح الأسعار.