اختتمت أمس فعاليات مؤتمر مستقبل الإعلام – قمة الرواد 2018، الذي نظمته شبكة الجزيرة الإعلامية، بمناقشة مستجدات صناعة الإعلام، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وتقنيات التلفزيون الحديثة، وتعزيز غرف الأخبار. كما تقرر في ختام القمة عقد النسخة الثالثة من المؤتمر في الربع الأول من العام 2019.
وقال الدكتور مصطفى سواق، المدير العام بالوكالة بشبكة الجزيرة الإعلامية “إن الغاية من مثل هذا اللقاء لبناء منصة للتعارف والحوار لتدارس أهم التحديات التي يواجهها الإعلام المعاصر والتي تظهر تباعا مع كل ابتكار جديد. فالإعلام المهني الجاد يقوم على معايير مهنية صارمة، كالصدق والدقة والموضوعية والتوازن والمحافظة على حقوق الآخرين وخصوصياتهم وغيرها.”
وأكد المدير العام بالوكالة أن هذه القمة تُمثِل من خلال الحضور، والتجارب والمشاريع أملاً في التطوير المبدع الهادف الذي لا يكتفي بتطوير الأدوات التكنولوجية بل يأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المعرفية التنويرية للمتلقي والمستخدم وخدمة الإنسان.
وأضاف سواق: ” رغم ابتهاجنا بالتطور التكنولوجي الهائل وغير المسبوق، لكن مسؤوليتنا الإعلامية، والمهنية والأخلاقية تفرض علينا مراعاة احتياجات المتلقي، والحرص على مرتكزات أساسية منها على سبيل المثال دقة المعلومات، والسياق، والعمق والرأي الموثق.”
الذكاء الاصطناعي
وفي حديثه عن الأخلاق والآثار المترتبة عن الذكاء الاصطناعي قال إيف بيرجويست من مركز التكنولوجيا بجامعة جنوب كاليفورنيا إن 88% من الوظائف قائمة على الموظفين في الوقت الحالي، وإن لم نكن حذرين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي سننفصل عن مجتمعاتنا وهو أمر لا يجب أن يحدث، حيث أن قيم الأعمال هي جزء لا يتجزأ من القيم الإنسانية”
وأوضح الفرق بين تعلم الآلة، وطريقة الفهم بطريقة مفصلة عن آلية الذكاء الاصطناعي في فهم السلوك الإنساني المعقد للمرة الأولى. كما تحدث عن أهمية الذكاء الاصطناعي في عالم الإعلام حيث سيسهل على الجميع الوصول للمعلومة والاستفادة من الكم الهائل من المعلومات المتاحة اليوم، كما سيعمل على تسريع آلية العمل داخل وسائل الإعلام.
وضمت جلسة نقاشية أدارتها إنغريد سيلفر من ريد سميث كلاً من الدكتور ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية، وعلي شاه من هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية BBC وراينر كيلرهالس من مايكروسوفت والدكتور أحمد المقرمد من معهد قطر لبحوث الحوسبة.
الثورة الصناعية
وأشار الدكتور بشر إلى مسألة التحيز “في سياق تحرير الأخبار والمعلومات، سيكون هناك قدر من التحيز، كون المعلومات تجمع من قبل إنسان وهو ما يعني الزامية التدخل التحريري”، في حين علق الدكتور المقرمد على الاتجاه الذي نسير فيه بخصوص الذكاء الاصطناعي بالقول: “الأمور هي في طور التطور وقد تستغرق عدداً من السنوات لكني على ثقة بأننا في نهاية المطاف سنعتمدها. فإذا نظرنا للوراء، بالتحديد إلى الثورة الصناعية، في كل خطوة نخطوها في طريق التطور، ينظر الناس بتخوف إلى أي من التكنولوجيا الجديدة ويعتبرونها تهديداً لهم، لكنهم يتقبلونها ويستغلونها في النهاية لتحسين البشرية والارتقاء بها، وأنا أرى بأن هذا هو النهج الذي سينتهي إليه الذكاء الاصطناعي.”