أصيبت شركات الطيران في الإمارات بنكسة كبيرة العام الماضي مع التراجع الكبير في أسعار النفط وبسبب الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في أوروبا.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنَّ شركات طيران الإمارات والاتحاد للطيران في العاصمة أبوظبي تعرَّضت في وقتٍ قصير، لمزيجٍ من الأزمات الاقتصادية، والسياسية، والتجارية. وتسبَّب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن انهيار أسعار النفط منذ عامين في انخفاض الطلب على السفر في المنطقة بحِدَّة.
تراجع الأرباح
وقالت الصحيفة: إنَّ الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء أوروبا بالإضافة إلى التوتر السياسي بسبب أزمة المهاجرين والأمن في الولايات المتحدة أثرت سلباً على سير أعمال هذه الشركات. وما زاد الطين بلة أنَّ الإمارات هي واحدةٌ من أربع دول عربية فرضت حظراً على قطر.
وتوقعت الصحيفة أن تؤثر عواقب هذه الحالة من عدم الاستقرار تأثيراً مباشراً على الأرباح. وبالتالي انخفاض أرباح جميع شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط إلى أقل من نصف قيمتها، أي من 1.1 مليار دولار أميركي في عام 2016 إلى 400 مليون دولار في العام الجاري 2017، وذلك وفقاً لما ذكره اتحاد النقل الجوي الدولي.
طيران الإمارات
وستحقق شركات الطيران متوسط أرباح قيمته 1.78 دولار عن كل مسافر في العام الجاري 2017، مقارنةً بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 7.69 دولار.
وتقول الصحيفة البريطانية إن التغير في حجم الأرباح دفع شركة طيران الإمارات، إلى تقييم استراتيجيتها بعدما سجلت أول انخفاض في أرباحها عن عام كامل على مدار 5 أعوام في شهر مايو، إذ انخفضت أرباحها بنسبة 82%..
وقال السير تيم كلارك، رئيس شركة طيران الإمارات والعضو المؤسس فيها، لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إنه، بينما كان من المحتمل أن تعاني شركته “صدمتين” كبيرتين سنوياً، يبدو أنَّها صارت تعاني حالياً صدمةً كبرى شهرياً.
وكانت أعمال شركة طيران الإمارات في الولايات المتحدة قد شهدت مشكلةً خاصة منذ بداية العام. إذ أثَّر فرض قيودٍ جديدة على إجراءات الهجرة في الولايات المتحدة وحظر اصطحاب بعض الأجهزة الإلكترونية في المقصورات تأثيراً سلبياً على طلبات السفر إلى الولايات المتحدة.
أما شركة الاتحاد للطيران فقد أمضت معظم هذا العام في مواجهة مشكلات متعلقة باستثماراتها في شركات طيرانٍ متعثرة. وفي شهر يوليو، سجلت الشركة التي يقع مقرها في أبوظبي خسارة بقيمة 1.9 مليار دولار عن عام 2016، تضمنت انخفاضاً بقيمة 808 ملايين دولار مرتبطة بحصص أسهمها.
شراكات خاسرة
وضخَّت الشركة مئات الملايين من الدولارات للاستثمار في شركات طيران صربيا، وطيران سيشل، وإير برلين، وأليطاليا، وطيران داروين، وجِت إيرويز، وفيرجن أستراليا على مدار العقد الماضي. وتسببت مراجعة استراتيجيتها الخاصة بالعام الماضي في رحيل جيمس هوجن، مديرها التنفيذي والمهندس الرئيسي لخطة عملها، بالإضافة إلى وضع شركتي أليطاليا وإير برلين تحت إدارة خاصة بعد توقُّف شركة الاتحاد للطيران التي يقع مقرها في أبوظبي عن تمويلهما مالياً، بحسب الصحيفة البريطانية.
وانخفضت قيمة السندات التي تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار والمرتبطة بالمركبات ذات الأغراض الخاصة التابعة لشركة الاتحاد للطيران، في ظل تخوف المستثمرين من تراجع الحكومة عن دعم الشركة.
وقال محللون إن على الشركة اتخاذ قرارٍ حول كيفية الانتقال من استراتيجية الأسهم الفوضوية التي تبنتها فى عصر التقشف الحالي، مع استعادة وتيرة نموها فى الأسواق التي تشهد تزايد حدة التنافس. ويقول أحد المستثمرين في أبو ظبي: “هذه فوضى كبيرة، وعامة، وصعبة في حلها”.
وفي مواجهة الظروف الأكثر صرامة، تحاول شركات النقل الخليجية تكييف أعمالها. إذ وافقت شركة طيران الإمارات على ربط أعمالها بشركة طيران فلاي دبي ذات التكلفة المنخفضة. وأسفرت هذه الشراكة عن زيادة الشائعات حول احتمالية اندماج شركة طيران الإمارات مع شركة الاتحاد للطيران، وهو ما يقول عنَّه محللون إنَّه قد يساعد في تخفيف خسائر شركة الاتحاد وخفض القدرة الاستيعابية الفائضة في المنطقة، بحسب الصحيفة البريطانية.
رسوم إضافية
وتفرض الإمارات الآن رسوماً على حجز المقاعد في الدرجة الاقتصادية، في حين تقدم خدمة الدفع قدر الاستخدام في صالات الاستراحة، وتهدف إلى فرض رسومٍ أخرى في الأشهر المقبلة. وفي يونيو، كشفت شركة الاتحاد عن خططٍ لفرض رسوم مقابل خدمات السائقين، والتي كانت مدرجة سابقاً للعملاء من درجة رجال الأعمال وعملاء الدرجة الأولى.