حققت منطقة الشرق الأوسط نجاحا كبيرا في الربع الثاني من العام بإصدار ما قيمته 21 مليار دولار من أدوات الدين منذ الأول من أبريل لكن السوق بدأت تتباطأ فيما يحذر مصرفيون من أوقات أكثر صعوبة تنتظر مصدري تلك الأدوات بعد شهر رمضان.
وجمعت قطر تسعة مليارات دولار من إصدار جذب أوامر اكتتاب بقيمة 23 مليار دولار الأسبوع الماضي وذلك قبيل ثلاثة إصدارات قيمتها الإجمالية 2.45 مليار دولار من موانئ دبي العالمية ونور بنك وبنك الإمارات الإسلامي.
وقال مصرفي “في الوقت الحاضر السوق قادرة على استيعابها كلها. فهل يمكن توجيه اللوم للمصدرين لقدومهم (إلى السوق) الآن؟.”
وقال مصرفي ثان من لندن “كنت أعتقد أنه قد تكون هناك بعض المشكلات في الاستيعاب ولكن لا يبدو الأمر كذلك حتى الآن.”
ومن بين الأمور التي ساهمت في مواكبة السوق لتدفق الصفقات هو أن لكل منهما ما يميزها قليلا عن غيرها سواء كانت صفقات لزيادة رأسمال البنوك أو إصدارات سيادية أو صكوك.
وقال المصرفي من لندن “كان لذلك تأثير إيجابي بالتأكيد… فإذا كانت جميعها صفقات مصرفية ممتازة غير مضمونة لما وصلت إلى نصف هذا المستوى.”
ورغم ذلك فإن هذا لا يعني أن هناك طلبا غير محدود في السوق.
وقال أحد مرتبي إصدار بقيمة 500 مليون دولار من نور بنك لتعزيز رأس المال الإضافي من المستوى الأول تم تسعيره الثلاثاء “الأموال التي تتصيد تلك الصفقات تصب في نفس الوعاء.
“من منظور دول مجلس التعاون الخليجي هناك كثير من المستثمرين الدوليين لا يزالون يسألون عن حجم السيولة لدى المؤسسات المحلية.”
ولعل صفقة بنك الإمارات الإسلامي التي بلغت قيمتها 750 مليون دولار ساهمت في تهدئة بعض تلك المخاوف المتعلقة بالسيولة حيث جاء 58 في المئة من الإقبال عليها من الشرق الأوسط.
وقال مصرفي آخر “أعتقد أن المخاوف التي كانت موجودة في بداية العام بخصوص السيولة قد تبددت الآن.”
وقال مصرفي من الشرق الأوسط إن ما ساعد قطر على جمع مثل هذا المبلغ هو المشاركة الكثيفة من البنوك المحلية في الصفقة.
وأضاف “لا بد من وجود مشاركة إقليمية للوصول إلى مثل تلك المستويات التي بلغتها قطر” مشيرا إلى صفقة أبوظبي في أبريل نيسان التى بلغت قيمتها خمسة مليارات دولار وشهدت اهتماما قويا من المستثمرين الدوليين.
لكن هناك علامات على أن السوق في الشرق الأوسط أصبحت لا تتحمل المزيد. فقد كان أداء بعض الصفقات في السوق الثانوية ضعيفا لاسيما إصدارات موانئ دبي العالمية ونور بنك التي هبطت بعد تسعيرها بوقت قصير ولم يتفق المصرفيون الذين يتداولونها على تقديم تفسير واضح لذلك.
ورغم ذلك ثمة صفقات محتملة لا تزال تقف على أرضية صلبة مثل صفقة شركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) المقومة باليورو بينما ينوي البنك التجاري القطري لقاء بعض المستثمرين. وفوضت سلطنة عمان بنوكا لترتيب إصدار دولاري قد يتم قبل بداية شهر رمضان.
كما فوضت أريدو القطرية للاتصالات بنوكا لترتيب صفقة محتملة لكنها تدرس إتمامها بعد عيد الفطر.
وهناك صفقة كبيرة من السعودية في طور الإعداد قيمتها نحو عشرة مليارات دولار ومن المرجح ألا تتم قبل انتهاء الصيف فيما حذر مصرفيون من احتمال حدوث تغير كبير في السوق عندئذ.
وقال أحد المصرفيين إن العالم ينتظر مصير عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وما إن كان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيرفع أسعار الفائدة. وأضاف “قد يختلف العالم كلية.”