رجح تقرير أن يسهم صندوق النقد الدولي بما يصل إلى 5 مليارات يورو (5.33 مليار دولار) في حزمة الإنقاذ المالي الثالثة لليونان.
وذكرت التقرير الذي نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية إن المقرضين يتوقعون حاليا إسهاما بهذا الحجم بعدما كانوا يأملون في البداية أن يصل حجم الإسهام إلى 16 مليار يورو.
وذكر تقرير دير شبيجل أن صندوق النقد الدولي يشارك الآن المقرضين الأوروبيين الرأي بأن على اليونان أن تحقق فائضا مبدئيا في الموازنة نسبته 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لكي تحصل على مساعدات جديدة.
من جهة أخرى رأى محللون أن خطط اليونان المحتملة لتخصيص موازنة تقدر بـ10 مليارات دولار لشراء طائرات مقاتلة ومعدات لدعم وتعزيز القطاع العسكري «فضيحة وتناقض كبير»، لاسيَّما في ظل الضائقة المالية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
ومؤخرًا قال وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، في بيان «لقد أصدرنا أوامر بتعزيز القدرات العسكرية الجوية في البلاد، حيث تم طلب شراء مقاتلات الجيل الخامس من الولايات المتحدة».
وأضاف كامينوس أن «عمليات الصيانة الخاصة بصواريخ أرض – جو اليونانية، روسية الأصل، من طراز S-300 وصلت مراحلها النهائية».
وتعليقًا على ذلك، أوضح قائد القوات الجوية اليونانية، الجنرال كريستوس كريستودولو، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن «هذا ليس سوى جزء من خطة لتعزيز القدرات العسكرية».
وبيّن كريستودولو أن «التكلفة التقديرية لصيانة الطائرات اليونانية من طراز F16 وتطويرها تتراوح بين 1.2 و1.7 مليار دولار».
ولفت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، وشركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية للصناعات العسكرية والأسلحة، ستكونان المسؤولتين عن تطوير تلك الطائرات.
كما قامت الحكومة اليونانية بطلب عرض أسعار من واشنطن لشراء مقاتلات متعددة المهام، من طراز F-35، ذات المحرك الواحد.
ومن المتوقع، أن تحدد القمة الطارئة لدول منطقة اليورو الـ 19، الإثنين المقبل، مستقبل اليونان في الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق نفسه، قال مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليونانية للأناضول مفضلًا عدم الكشف عن اسمه نظرًا لحساسية الموضوع إن «الخطة العسكرية الجديدة تتضمن شراء أسطول من مقاتلات F-35، مكون من 20 طائرة».
ويقدر سعر المقاتلة الواحدة، من طراز F-35، من دون أسلحة وقطع غيار وخدمة الصيانة الدورية، بـ100 مليون دولار.
وأشار المصدر إلى أن «التكلفة التقديرية لعمليات الصيانة الخاصة بصواريخ S-300، تصل لنحو 9.5 مليون دولار»، لافتًا إلى أنه لا يمكن تطويرها لـS-400 بسبب العقوبات الاقتصادية الأوروبية على روسيا.
وعن الخطة العسكرية، أوضح أن «اليونان تسعى للاستثمار في طائرات من دون طيار، وصيانة الأسلحة والتدريب وغيرها».
من جانبه، أكد خبير عسكري لدى وزارة الدفاع اليونانية للأناضول مفضلًا هو الآخر عدم الكشف عن اسمه للسبب نفسه أن «التكلفة الإجمالية لتنفيذ تلك الخطط تقدر بنحو 10 مليارات دولار».
ومع ذلك، فإنه لا يزال الغموض يلف كيف ستتمكن اليونان المثقلة بالديون من توفير الموازنة اللازمة لتعزيز القطاع العسكري.
وأضاف «سيكون لدينا مقترح، وسنحدد التكلفة الفعلية للخطة، في غضون 4 إلى 6 أشهر».
من جانبه، قال كوستاس غريفاس، أستاذ مشارك في الجغرافيا السياسية لدى الأكاديمية العسكرية اليونانية، للأناضول إن «بعض خطط وزارة الدفاع تعتبر فضيحة وتناقض كبير، لاسيَّما في ظل الضائقة المالية التي تعيشها البلاد منذ سنوات».