مجلة كيو بزنس Q Business Magazine:
تعود علاقة السيد فرج مفتاح أمان، المدير العام لمصنع بن أمان للمواد البلاستيكية، ببنك قطر للتنمية منذ كان المصنع مجرد فكرة قبل عدة سنوات، قبل أن يصبح المصنع اليوم واحدًا من أهم المصانع البلاستيكية الموجودة في قطر، والتي تقدم منتجاتها في مجالات عدة من أكياس التسوق والتعبئة واللفائف البلاستيكية إلى الدفيئات البلاستيكية التي تُستعمل في الزراعة، ومن مصنع يخدم السوق المحلي إلى مصنعٍ يُصّدر بضائعة للأسواق الإقليمية في الكويت وعُمان والأردن، والأسواق الأوروبية في كلٍ من ألمانيا وإسبانيا.
كحال أي مشروع ناشئ بفكرة شجاعة وأمل كبير، واجه المشروع في بداياته في عام 2016 العديد من التحديات خاصة في ارتفاع أسعار المواد الخام، وارتفاع التكاليف التشغيلية، والمنافسة القوية في السوق، وصعوبة الحصول بعض الآلات الضرورية للتصنيع، إلى جانب بعض التفاصيل المتعلقة بالخبرات والاستشارات اللازمة. ويخبرنا السيد فرج مفتاح أمان عن تحدٍ آخر في بداية عمل مصنعه: «واجهنا عدة تحديات، كان الحصار واحد منها في عام 2017 وما خلفه من حالة ارتباك في السوق، لكنا استطعنا مواجهة هذا التحدي بشكل سريع.»
يتبعُ بنك قطر للتنمية نهج رحلة العميل مع رواد الأعمال عند دعمهم في مواجهة التحديات التي تعترض طريق تطورهم، وهذا ما انعكس في رحلة مصنع بن أمان، فبعد صعوبة المراحل الأولوية، استطاع المصنع بفضل البرامج والخدمات التي تلقاها من بنك قطر للتنمية النهوض بشكل أسرع وأكثر قوة.
ويحافظ البنك على علاقة وثيقة مع رواد الأعمال طوال رحلتهم، حيث كان برفقة هذا المشروع من اليوم الأول، واستطاع بفضل البرامج والورش التدريبية التي يخبرنا عنها المدير العام، إلى جانب البرامج المالية، أن يضع المصنع في الطريق السليم للنجاح والتفوق.
وتوالت النجاحات الواحد تلو الأخر، لينال المصنع في عام 2017 شهادة الجودة العالمية «الإيزو»، وشهادة «تصنيف في قطاع الموردين» من وزارة المالية في قطر، وشهادة «تأهيل» من هيئة الأشغال العامة، لتصبح منتجات المصنع مشهود لها من جميع الجهات ذات العلاقة، وتبدأ رحلة إثبات الذات في السوق المحلي بشكل أقوي مما كانت عليه.
ولأن الطموح لا يعرف المستحيل، استطاع المصنع عبر وكالة قطر لتنمية للصادرات، الذراع التصديرية لبنك قطر التنمية، أن يبدأ بتوسيع أسواقه وتوقيع العديد من العقود التجارية الناجحة، من خلال الاجتماعات التنسيقية التي يقيمها البنك بشكل دوري بين الشركات المحلية والشركاء الإقليمين والدوليين، بالاضافة إلى المشاركة في المعارض الدوليةفي مختلف دول العالم .
«شاركنا في معارض عديدة في الكويت وعُمان والمغرب والجزائر وتركيا وألمانيا وغيرها من الدول واليوم لدينا عملاء في هذه الدول وفي الدول الأوروبية مثل إسبانيا وألمانيا. وكان بنك قطر للتنمية لا يكتفي بإقامة المعرض وحسب بل يقوم بتعريفنا وربطنا بشكل مباشر مع العملاء الدوليين ويتابع العملية من الألف للياء معنا.» هكذا يخبرنا المدير العام عن دور البنك في فتح آفاق دولية جديدة أمام مصنعه.
كان لدى المصنع رصيد عالي من الخبرة في التعامل مع التحديات عندما حلت المرحلة الأولى من الجائحة، إذ يخبرنا السيد فرج مفتاح بن أمان: «التحدي الأول كان في سلاسل التوريد للمواد الخام، ومتابعة تصدير منتجاتنا والوفاء بالعقود التجارية التي وقعناها، إلى جانب القلق الصحي العام من الجائحة وتبعاتها بالتأكيد.» لكن بفضل الجهود المشتركة للشركات الخاصة وإشراف ودعم بنك قطر للتنمية استطاعت الشركات التغلب على هذا التحدي وتجاوزه بنجاح.
كما يشير السيد بن أمان إلى أن بيئة الأعمال الموجودة حاليًا في قطر والمناخ التنافسي الصحي بينه وبين رواد الأعمال ساعدهم أيضًا في التغلب على التحديات، حيث يعقدون اجتماعات دورية بينهم ويناقشون تحديات الساعة وسبل تجاوزها.
وعند سؤاله عن النصيحة التي يقدمها للجيل الشاب من رواد الأعمال، يؤكد السيد بن أمان على التخطيط السليم هو الركن الأساسي لأي مشروع ناجح إلى جانب امتلاك الشغف والطموح اللازمين للحفاظ على شعلة النجاح متقدة برغم التحديات التي قد تعصف بأي مشروع، بل والتحديات التي تأتي من حيث لا يتوقعها أحد مثل الحصار الجائر على قطر أو جائحة فيروس كورونا.