بعد قرارات المقاطعة التي يقودها عدد من الدول الخليجية ومصر ضد قطر، تظهر تساؤلات عديدة بشأن الاقتصاد القطري وقدرته على مواجهة الأزمات. ورغم الكثير من المخاوف إلا أن الوضع تمت السيطرة عليه بفضل الرؤية الاستراتيجية الحكيمة وسرعة التموضع واحتواء الأزمة.
يملك الاقتصاد القطري عدداً من نقاط القوة التي مكنته من تجاوز أزمات سابقة. ومن أبرز هذه النقاط حرص الدوحة على الاحتفاظ باحتياطيات كبيرة، إذ لديها صندوق ثروة سيادي تقدر أصوله بنحو 335 مليار دولار. مجلة كيوبزنس تستعرض أهم إنجازات الإقتصاد القطري خلال الثلاث الشهور الأولى منذ بدأ الحصار.
قوة الاقتصاد القطري
يبلغ حجم الاقتصاد القطري 170 مليار دولار وفقا لصندوق النقد الدولي. ولا يعتمد الاقتصاد القطري على قطاع الطاقة فقط، فالقطاعات غير النفطية تطورت لتمثل الآن 611% من حجم الاقتصاد. وقطر الأولى عالميا في إنتاج الغاز المسال، إذ تبلغ طاقتها 77 مليون طن سنوياً. وتملك احتياطيات ضخمة من الغاز تمثل 12.5% من احتياطيات الغاز في العالم. وذكرت وكالة رويترز للأنباء -في تقرير حديث بشأن وضع الدوحة في ظل الأزمة الخليجية- أن قطر تستطيع بفضل مرافق موانئها الموسعة حديثا مواصلة تصدير الغاز الطبيعي المسال.
قطر تعطي الإقامة الدائمة لكل من يستحقها
وافق مجلس الوزراء القطري على مشروع قانون بشأن بطاقة إقامة دائمة لغير القطريين، تمنح بضوابط لعدد من الفئات من بينها “الذين أدوا خدمات جليلة للدولة، وذوو الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة”. حيث أن المجلس وافق على مشروع قانون بشأن بطاقة الإقامة الدائمة”. وبموجب أحكام المشروع لوزير الداخلية تم منح بطاقة الإقامة الدائمة لغير القطري إذا توافرت فيه الشروط التي حددها القانون. كذلك يجوز بقرار من وزير الداخلية منح تلك البطاقة لغير القطري إذا كان من “أبناء القطرية المتزوجة من غير قطري، والذين أدّوا خدمات جليلة للدولة، وذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة”. وتمنح بطاقة الإقامة الدائمة حامليها عدداً من الامتيازات، والتي تتمثل في معاملتهم معاملة القطريين في التعليم والرعاية الصحية في المؤسسات الحكومية، كذلك تمنحهم الأولوية في التعيين بعد القطريين في الوظائف العامة العسكرية والمدنية وسيكون لحامل تلك البطاقة الحق في التملك العقاري، وفي ممارسة بعض الأنشطة التجارية بدون شريك قطري، وذلك وفقاً للقرارات التنفيذية التي سيصدرها مجلس الوزراء وفقاً لأحكام هذا القانون. ومن المقرر أن تُنشأ في وزارة الداخلية لجنة دائمة تسمّى “لجنة منح بطاقة الإقامة الدائمة” وتختص بالنظر في طلبات منح بطاقة الإقامة الدائمة وفقاً لأحكام هذا القانون وتعدّ هذه المرة التي يسنّ فيها قانون بشأن الإقامة الدائمة في قطر، إذ إن الإقامة الحالية تكون مؤقتة لفترة معيّنة لسنة أو أكثر، وتجدّد بانتهاء مدتها.
39.3 مليار ريال ودائع البنوك
إن القطاع المصرفي القطري يتمتع بالكفاءة والقوة، حيث أثبتت اختبارات الضغط التي يجريها المصرف المركزي بشكل دوري أن تأثر هذا القطاع بأكثر الضوابط تشدداً يكون في أضيق الحدود، ولا يمثل مخاطر كبيرة على قدرته في الاستمرار، نظراً لما يمتلكه من كفاية رأس المال وانخفاض في نسب الديون غير المنتظمة، فضلاً عن تمتعه بالسيولة والربحية.وبالتالي عدم وجود أزمة سيولة لدى الجهاز المصرفي القطري بأي شكل من الأشكال، وتجدر الإشارة إلى أن ودائع البنوك لدى المصرف حالياً تزيد على 3ر39 مليار ريال، والمعلومات بشأن حجم السيولة في البنوك متاحة للجميع بالنشرات الإحصائية التي يصدرها المصرف المركزي بشكل شهري وكذلك عن النقود الاحتياطية أو ما يعرف بالقاعدة النقدية.
إنجاز 62% من مشروع مترو الدوحة رغم الحصار
أعلنت شركة سكك الحديد القطرية “الريل”، إنجاز 95% من الأعمال المدنية لمشروع مترو الدوحة، مؤكدة تواصل أعمال تركيب خطوط السكك الحديدية، وإجراء الاختبارات التجريبية خلال نوفمبر المقبل، كما تم إنجاز 62% من أعمال المشروع الكلية.وتم وصول أول مجموعة من القطارات، والمؤلفة من أربعة قطارات من اليابان قبل نهاية العام الجاري 2017. ويعمل حاليًا أكثر من 52 ألف شخص في المرحلة الأولى من مشروع مترو الدوحة، ومعدل تكرار الحوادث هو الأدنى على مستوى هذا النوع من المشاريع الضخمة، وذلك بفضل اعتماد نظام صارم للصحة والسلامة وتكريس جهود جميع القائمين على المشروع لتدريب وتثقيف والإشراف على القوى العاملة. فمنذ البداية، تتصدر السلامة قائمة الأولويات”. وتعد نسبة إنجاز المرحلة الأولى من مشروع مترو الدوحة بلغت 62% من التقدم الكلي، تطلبت 280 مليون ساعة عمل، لافتاً إلى إنجاز جميع حزم المشاريع العشرة والبدء بالمرحلة الثانية من المشروع، والتي تتضمن التشطيبات الكهروميكانيكة والمعمارية في المحطات البالغ عددها 37 محطة، وإتمام سكة الاختبارات التجريبية، والبالغ طولها أربعة كيلومترات ضمن الخط الأحمر.
ميناء حمد.. أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط
لعب ميناء حمد دوراً بارزاً في كسر الحصار من خلال تنشيط حركة استيراد البضائع والمؤن، وتوفير بدائل بعد غلق المنفذ البري الوحيد لقطر مع السعودية، وبادرت الشركة القطرية لإدارة الموانئ في الأيام الأولى لبدء الحصار على قطر إلى فتح خطوط بحرية جديدة تربط بين ميناء حمد وعدد من الوجهات البحرية لاستيراد الحاجات الأساسية التي كانت تصل من دول الحصار؛ حيث أعلنت شركة الموانئ القطرية تدشين خط ملاحي جديد يربط ميناء حمد بميناء صحار في سلطنة عمان تم تدشينه بتاريخ 12 يونيو2017، ثم أعلنت لاحقاً فتح خط آخر يربط بين ميناء حمد وميناء صلالة العماني. بالإضافة إلى ذلك تم تدشين خط ملاحي جديد لنقل البضائع بشكل مباشر بين قطر والهند، ويربط هذا الخط الملاحي بين ميناء حمد وميناءي “ماندرا” و”نافا شيفا” في الهند، وستصل سفن هذا الخط إلى ميناء حمد كل جمعة من كل أسبوع، حيث يصل حجم الشحنة إلى 710 حاويات، على أن تتم زيادة الحجم على حسب الحاجة،
قطر تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى 2019
فازت العاصمة القطرية الدوحة بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019، ودفع هذا الفوز الدولة الغنية إلى دائرة الضوء مرة أخرى بعد فوزها بتنظيم كأس العالم 2022. وجاء هذا الاختيار بعد أقل من أسبوع من تجدد الجدل حول فوز قطر بتنظيم كأس العالم، ولن يكون الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعيداً عن الانتقادات المحتملة للتصويت لصالح العاصمة القطرية لاستضافة حدث عالمي رياضي جديد.وإختار مجلس الاتحاد، الذي اجتمع في موناكو، الدوحة بدلا من مرشحين آخرين أقوياء، من بينها مدينة برشلونة الاسبانية التي استضافت الألعاب الأولمبية من قبل ومدينة يوجين الأمريكية، التي تعد مقر ألعاب القوى في الولايات المتحدة.
قطر تستحوز على منتجع بسويسرا بقيمة مليار دولار
نجحت شركة “كتارا للضيافة” بالإستحواذ على منتجع “بيرغنستوك-بحيرة لوتسيرن” في سويسرا بقيمة بلغت نحو مليار دولار. ويعد منتجع بيرغنستوك-بحيرة لوتسيرن جزءا من مجموعة بيرغنستوك التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة تسوغ في سويسرا. ويضم المنتجع أربعة فنادق فاخرة من فئة ثلاث إلى خمس نجوم، ويشمل العديد من المرافق والمباني الأثرية. واستمرت مرحلة التخطيط والبناء لهذا المنتجع تسع سنوات، ويوفر أكثر من ألف وظيفة. وتملك كتارا للضيافة 42 فندقا في 12 بلدا، منها 28 فندقا مشغلا، والباقي قيد التطوير. وتوجد الفنادق في أبرز مدن السياحة في العالم مثل لندن وباريس وكان ولوزان وميلانو وروما ومدريد وسنغافورة.