حققت قطر تقدما مهما على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2016 الذي أطلق الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحفي عقد في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، حيث أوضحت المؤشرات الفرعية للمدخلات في تقرير مؤشر الابتكار العالمي أن قطر حلت في المرتبة الأولى عالميا في مؤشرات البنية التحتية العامة، وسهولة دفع الضرائب، وتدفق أو حركية الطلاب الجامعيين نحو الداخل، ووضع مؤشر الابتكار العالمي الذي يقيس أداء 128 بلدا واقتصادا في مجال الابتكار استنادا إلى 82 مؤشرا فرعيا، قطر في المرتبة الثالثة عربيا و50 عالميا في الأداء الشامل.
وتقدمت قطر في المؤشرات الفرعية للمدخلات حيث ارتقت 6 مراكز على مستوى البنية التحتية (خاصة فيما يتعلق بالنفاذ إلى واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) و10 مراكز في مؤشر تطور الأسواق و28 مركزا في مؤشر تطور الأعمال مقارنة بالعام الماضي، لتحتل المرتبة 16، و68 و78 عالميا على التوالي.
واشتمل التقرير أيضا على بعض نقاط القوى الأخرى لدى قطر في مدخلات الابتكار مثل: تطور التجمعات الاقتصادية بالدولة (المرتبة 8 عالميا)، وواردات خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (المرتبة 10 عالميا)، وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة (المرتبة 16 عالميا)، وعلى مستوى المخرجات الابتكارية بالمؤشر، فقد حلت قطر في المرتبة 49 عالميا، متقدمة 9 مراكز عن العام الماضي.
فرص للتطور
وفيما يتعلق بالابتكار على الإنترنت، فقد حلت قطر في المرتبة 54 إجمالا، ولا شك أن الدولة لديها فرص كبيرة للتطور وتحسين ترتيبها مستقبلا في هذا المجال نظرا لتعدد المبادرات التي تم اتخاذها لتعزيز هذا الجانب.
فعلى سبيل المثال، فقد أطلقت وزارة المواصلات والاتصالات سياستي المشاركة الإلكترونية والبيانات المفتوحة، واللتان ستعززان من مشاركة الشباب على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لزيادة المحتوى الرقمي بما في ذلك موقع ويكيبيديا والذي يعتبر معيارا أساسيا لتحديد مدى تقدم مؤشرات المحتوى الرقمي لدى الدول والمؤسسات، كما أن الدولة تعمل حاليا على دعم مبادرات هامة تدعم الشركات الناشئة العاملة في مجالات المحتوى الرقمي والألعاب الرقمية والتجارة الإلكترونية، حيث أعلن مركز حاضنات الأعمال الرقمية مؤخرا عن استضافة 25 فريقا جديدا من رواد الأعمال يتخصص عدد منهم في هذه المجالات.
الدول الخليجية
وتعكف الدول الخليجية على تنويع اقتصاداتها بعد عقود من الاعتماد على النفط، وتحويل تركيزها نحو مصادر نمو متنوعة تقوم على الابتكار والتغلب على التحديات القائمة في مجالات من قبيل المؤسسات وتطور الأسواق والأعمال.
وأوضح المؤشر أن منطقة شمال إفريقيا وغرب آسيا تبدي أعلى معدلات ترتيبها فيما يخص النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستحداث نماذج الأعمال القائمة على تلك التكنولوجيا، وكذلك فيما يخص استخدام الوسائل الإلكترونية في الإدارة الحكومية ونمو الإنتاجية.
بينما يقل الأداء بروزا فيما يخص الصادرات من المنتجات التكنولوجية بالغة التطور والبراءات وجودة المنشورات.
وحلت سويسرا في صدارة دول العالم في المؤشر لهذا العام تلتها السويد ثم المملكة المتحدة فالولايات المتحدة الأمريكية ثم فنلندا.
وقد انضمت الصين إلى قائمة الخمسة والعشرين الأوائل في مؤشر الابتكار.
وعلى صعيد الدول العربية جاءت الإمارات في المرتبة الأولى وتلتها السعودية في المرتبة الثانية.