الدوحة – قطر
أعرب بنك قطر الوطني “كيو ان بي” عن تفاؤله بشأن أداء سوق الأسهم القطرية على المدى الطويل، وأشار إلى أن عمليات البيع الكبيرة التي شهدتها الأسهم كرد فعل على انخفاض أسعار النفط كانت مبالغا فيها.
ورجح تحليل “كيو ان بي” للخدمات المالية الذي صدر اليوم، أن يحافظ الاقتصاد القطري على حيويته حتى في ظل أسعار نفط أقل، إذ تتمتع قطر بوضع جيد يتيح لها تحمل أسعار النفط المنخفضة، بفضل الأسس القوية للاقتصاد الكلي، بما في ذلك تدني سعر النفط المعتمد في الميزانية (حيث بلغ 60.70 دولار أمريكي للبرميل الواحد في عام 2015)، وتراكم مدخرات كبيرة في السنوات السابقة، وتدني مستويات الدين العام.
وتوقعت المجموعة أيضا أن يتسارع النمو الحقيقي في الناتج المحلي الإجمالي من 4 في المائة في عام 2014 إلى 4.7 في المائة في عام 2015، وإلى 6.4 في المائة في كل من عامي 2016 و2017، مع توسع الدولة في برامج الإنفاق الاستثماري في القطاعات غير النفطية وأن تظل القطاعات غير النفطية محرك النمو في الاقتصاد.
ولفت إلى أن التوقعات بشأن النمو القوي للقطاعات غير النفطية تحظى بالدعم من الانفاق الاستثماري الكبير في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، حيث تتوقع المجموعة أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية نموا نسبته 10.4 في المائة في عام 2015، ونموا نسبته 9.9 في المائة في عام 2016، و10 في المائة في عام 2017.
كما توقع تحقيق زيادة جيدة نسبتها 6.5 في المائة في الأرباح المجمعة للأسهم القطرية في عام 2016، مبينا أن احتساب هذه النسبة اعتمد على توقعاته بشأن صافي أرباح الأسهم القطرية الرئيسية التي يغطيها.
ونبه إلى أن العوامل الإيجابية التي تعزز هذه التوقعات، تشمل على سبيل المثال لا الحصر، كلا من التحسن في أسعار النفط، التوقعات الإيجابية بشأن النمو الاقتصادي العالمي، انفراج القضايا الجيوسياسية الإقليمية، وتسجيل الأسهم المشمولة بالتغطية لأرباح أفضل من المتوقع. وعلى الجانب الآخر، تشمل المخاطر الرئيسية ضعف أسعار النفط، تصاعد التقلبات، خروج الأموال الساخنة من الأسواق الناشئةالحدودية، وغيرها.
ورأى تحليل “كيو ان بي” للخدمات المالية، أن تقييمات الأسعار مازالت جذابة، حيث يتداول مؤشر بورصة قطر بمضاعفات سعرية متميزة لعام 2016، إذ يبلغ المضاعف السعري للمؤشر 10.4 مرة، وهو ما يتكامل مع عائد على الأسهم يبلغ نحو 5.6 في المائة.
ولفت إلى أن سوق الأسهم القطرية تظل أكثر جاذبية نسبيا، بالمقارنة مع أسواق الأسهم الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يبلغ مكرر أسعار مؤشر بلومبيرغBloomberg GCC 200 لعام 2016 نحو 10.8 مرة ويتكامل مع عائد متوقع على الأسهم لعام 2016 يبلغ 4.9 في المائة .
وقال إن مؤشر بورصة قطر يتداول حاليا عند مستويات تقل بشكل ملحوظ عن المتوسط التاريخي للمؤشر، حيث يتداول المؤشر حاليا عند مضاعف سعري يبلغ 10.08 مرة للأشهر الإثني عشر الماضية، بالمقارنة مع متوسط تاريخي قدره 12.95 مرة. ويعني ذلك أن السوق يراوح حاليا عند مستويات تقل بنسبة 22.2 في المائة، وتبعا لذلك فإن تقييمات الأسعار الحالية تعد غير مرتفعة.
وبين أن “كل ما يرتفع لا بد وأن ينخفض”، والعكس صحيح أيضا من وجهة نظر تاريخية، حيث صُحح مؤشر بورصة قطر بنسبة 32.8 في المائة (27.5 في المائة على أساس سنوي) ليصل إلى 9,643.65 نقطة بحلول 13 ديسمبر 2015، من قمته البالغة 14,350.50 التي بلغها في 18 سبتمبر 2014.
وكما هو الحال في أي سوق أخرى، سجل مؤشر بورصة قطر قيعانا وقمما سعرية عديدة في السنوات الماضية، مذكّرا بما حدث في العديد من المرات السابقة التي شهدت تحركات كبيرة ومهمة، عندما كان المؤشر يشهد تصحيحا رئيسيا، تليه موجة صعود كبرى.
وذكر على سبيل المثال، أن المؤشر هبط بنسبة 54.8 في المائة (48.2 في المائة على أساس سنوي) وبنسبة 66.5 في المائة (77.8 في المائة على أساس سنوي) في 2005-2006 و2008-2009 على التوالي.
وتلا ذلك ارتفاع المؤشر بنسبة 112.4 في المائة (88.5 في المائة على أساس سنوي) و118.5 في المائة (51.8 في المائة على أساس سنوي) في 2007-2008 و2008-2011، على التوالي، وتبعا لذلك يمكن توقع أن يعيد التاريخ نفسه.