الدوحة – قطر
استبعد سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، أن يتم رفع سعر الفائدة في الدولة في حال قرر المصرف المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ، موضحا أن الظروف الراهنة للجهاز المصرفي القطري وما يتسم به من ارتفاع في السيولة من جهة، وفي نسبة السيولة الموفرة من قبل مصرف قطر المركزي للبنوك المحلية، تستبعد مسألة رفع سعر الفائدة محليا في حال تمت الموافقة على رفعه في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما استبعد سعادة محافظ المركزي خلال إستضافته في “سلسلة محاضرات العميد” التي نظمتها جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن يكون هناك أي تأثير على الاقتصاد القطري في حال قرر المصرف المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة، وذلك بفعل ما تتمتع به الدولة من حجم عال في الاحتياطات ، ونظرا لسعر الفائدة الراهن.
وأضاف في تصريح صحفي على هامش المحاضرة، أن مصرف قطر المركزي يعمل بشكل شهري على إجراءات عملية من بينها مزاد يقام في كل شهر يعطي مؤشرا عن السيولة التي تحتاجها البنوك ويحدد سعر الفائدة.. مبينا أن المزاد الذي أقيم الأسبوع الماضي بهذا الخصوص، أظهر ارتفاعا في السيولة، وارتفاعا في إقبال البنوك على اكتتاب أذونات الخزينة.
وحول آلية عمل وكالة التصنيف المحلية التي سيتم إطلاقها في نهاية العام المقبل، بين سعادة محافظ مصرف قطر المركزي، أن تلك الوكالة تعتبر آخر مرحلة لتطوير سوق الأوراق المالية، وستعمل على تصنيف الشركات الراغبة في طرح سندات وأذونات خزينة، بهدف تحديد المخاطر لكل مؤسسة ترغب في طرح سنداتها في الدولة.
وفي رده على سؤال يتعلق بالعملة الخليجية الموحدة، أشار سعادته إلى وجود توافق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 90 بالمائة في مجال السياسات النقدية والجبائية والمالية.
وأكد خلال المحاضرة أن أداء الاقتصاد القطري سيستمر بالطريقة المرضية، وأن النمو سيستمر بمعدل معتدل، وذلك رغم انخفاض أسعار النفط.. مبينا أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغ 6 بالمائة في العام 2014.
وأشار إلى، أن الدولة تتمتع بقطاع مالي مرن، وسيولة مريحة ضمن نظامها المصرفي، حيث لا تزال البنوك تتمتع برسملة جيدة ومربحة مع أصول عالية الجودة، وذلك في ضوء تواصل التصنيف الائتماني المرتفع لدولة قطر، حيث بلغ تصنيفها من قبل وكالة ستاندرد اند بورز وفيتش AA مع نظرة مستقبلية مستقرة، كما صنفتها وكالة موديز بدرجة Aa2 مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وتناول سعادة محافظ مصرف قطر المركزي، أداء القطاع المصرفي المحلي في ظل التطورات العالمية الحالية، ودور مصرف قطر المركزي في ترسية سياسة نقدية تساهم في الاستقرار المالي، وما يقوم به من جهود لتطوير البنية التحتية الخاصة بالسوق المصرفية، فيما ناقش التحديات الراهنة والتوقعات المستقبلية للقطاع.
وشدد على أن دور مصرف قطر المركزي يتلخص في دعم النمو، والحفاظ على معدل تضخم منخفض ومستقر، ومعدلات فائدة منخفضة في البلاد، كما يعمل على دعم التنويع الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار المالي، وضمان السيولة المناسبة في النظام المصرفي، لجعله في وضع صحي يتسم بالجودة والمرونة.
ونبه إلى النمو العالمي غير المتكافئ، حيث نمو قوي في الولايات المتحدة، وآخر ضعيف في منطقة الاتحاد الأوروبي واليابان، كما تعرض للسياسات النقدية المتباينة، وسعر الفائدة، ومسألة انخفاض أسعار النفط.