مجلة كيو بزنس Q Business Magazine:
يقول جينس مونراد، محلل أنظمة الاستشارات لدى شركة فاير آي: “يعتبر موسم العطلات التي يتمثل في عيد الميلاد المجيد وأوقات التسوق الإلكتروني في أيام الجمعة السوداء، والمعروفة باسم الجمعة البيضاء في الشرق الأوسط، فترة حرجة بشكل خاص لقطاع البيع بالتجزئة، وبالتالي، فهي فترة من الممكن أن يتفاقم فيها تأثير التهديدات الإلكترونية. يمكن أن تؤدي الاضطرابات في عمليات البيع بالتجزئة خلال هذا الموسم الكبير إلى الإضرار بشكل خاص بالأرباح المستهدفة فضلاً عن سمعة الشركات وعملائها.
أرى أن هذه التهديدات الإلكترونية ذات شقين، فمن منظور المتجر المادي، يكون الضغط مرتفعاً، حيث قد يتسبب حجم الزوار في فقدان إشارات تدل على عمليات احتيال محتملة، على سبيل المثال مع أوراق اعتماد مسروقة وهويات وما إلى ذلك. أما من منظور إلكتروني، فقد لاحظنا سابقاً أن المجرمين الإلكترونيين يشنون هجمات تعطيل أو حجب الخدمة، بالإضافة إلى محاولات ابتزاز وطلب فدية، وذلك بسبب وجود أمل في أن تجار التجزئة قد يكونون سيضطرون إلى دفع أموال الفدية لأنها واحدة من أهم فعاليات العام لقطاع التجزئة وسيريدون تقليص وقت التوقف عن العمل.
إلى جانب استهدافهم مباشرة من قبل المجرمين الإلكترونيين، غالباً ما يتم استخدام تجار التجزئة كوسيلة لغسل الأموال، حيث تقوم الجهات المهاجمة بشراء بطاقات هدايا من تجار التجزئة باستخدام أموال حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة ثم تعيد بيع بطاقات الهدايا هذه لتحقيق الأرباح في أسواق أخرى أو استخدامها لشراء سلع من تجار التجزئة ثم إعادة بيع السلع التي تم الحصول عليها من خلال الاحتيال. لاحظنا على مر السنين المجرمين الإلكترونيين الذين يسعون للحصول على بطاقات هدايا من تجار التجزئة الرئيسيين، بالإضافة إلى أفراد ومجموعات الجرائم الإلكترونية الذين يقدمون خدمات غسيل الأموال، الأمر الذي يمكّن المجرمين الآخرين من تصريف الأوراق المالية المخترقة.
أما من وجهة نظر المستهلك، من المرجح أن ينقر المستهلكون على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، التي تحتوي على “صفقات جيدة” والتي من المحتمل أن تقودهم إلى مواقع أو برامج ضارة، والمصممة خصيصاً لسرقة البيانات والمعلومات الشخصية وبيانات بطاقة الائتمان. لذا يحتاج المستهلكون إلى توخي المزيد من الحذر خلال موسم العطلات حيث سيستخدم المجرمون الإلكترونيون فعاليات مثل الجمعة البيضاء كطعم أو كأداة لإغراء المستهلك. إن أفضل نصيحة هي تتبع سجلات بطاقات الائتمان والسجلات المصرفية وشراء السلع فقط من تجار التجزئة والعلامات التجارية المسجلة والمعروفة.