أكبر مشروع من نوعه في العالم وأحد أكبر الاستثمارات في مجال البيئة على مستوى العالم
إفتتح معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير داخلية دولة قطر رسميا مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” بمدينة راس لفان الصناعية. وهو المشروع الاكبر من نوعه في العالم وأحد أكبر الاستثمارات في مجال البيئة على مستوى العالم أيضا ويمثل خطوة عملاقة لما تقوم به دولة قطر من جهود لتخفيض انبعاثات الكربون الناجمة عن إنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى أدنى المستويات الممكنة.
ويشكل مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” جزءا من مشاريع المرافق المشتركة بمدينة راس لفان الصناعية، حيث تقوم قطرغاز بتشغيله بالإنابة عن قطر للبترول وشركة راس غاز المحدودة (راس غاز). ويهدف هذا المشروع للحفاظ على البيئة في المقام الأول حيث يقوم باسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن على الأرصفة الستة الخاصة بتحميل الغاز الطبيعي المسال في ميناء راس لفان.
وقد شرف الحفل بالحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى وكبار التنفيذيين من قطر للبترول وشركة قطرغاز وشركة راس غاز والشركاء بالمشروع.
وقد أكد المهندس سعد شريده الكعبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، ورئيس مجلس إدارة قطر غاز، أن مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن هو ليس أكبر المشاريع البيئية في العالم فقط، لكنه أيضا واحد من أكبر الاستثمارات من نوعه في العالم بقيمة تبلغ حوالي المليار دولار.
ففي كلمة له بحفل الافتتاح أشار المهندس الكعبي إلى الرؤية السديدة والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله، خاصة وأن البيئة شكلت محورا أساسيا من مرتكزات رؤية قطر الوطنية التي أطلقها ويرعاها سموّه. وقال، “لذلك كان الاهتمام بالبيئة وحمايتها -ولا يزال- التزاما شموليا في كل ما تقوم به قطر للبترول وشركاتها ومشاريعها المشتركة. وقد تجسد هذا الالتزام في العديد من المبادرات، التي يعتبر هذا المشروع أكبرها وأكثرها شمولية في حماية البيئة واستغلال الموارد الطبيعية للدولة.”
إن مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” يخفض احتراق الغاز على أرصفة شحن الغاز الطبيعي المسال براس لفان بنسبة 90%، أي ما يعادل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (انبعاثات غاز الاحتباس الحراري) بما يصل إلى 1.6مليون طن في العام. سيقوم المشروع باسترجاع ما يعادل 29 مليون قدم معياري مكعب من الغاز في العام أي ما يكفي لتوليد 750 مليون كيلو واط من الطاقة أي ما تكفي لتغطية احتياجات حوالي 300,000 منزل.
وقد علق الشيخ خالد بن خليفة، الرئيس التنفيذي لشركة قطرغاز في هذه المناسبة قائلا: ” إن مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” يعد انجازا كبيرا وهاما لدولة قطر. نشعر بالفخر لأن قطر للبترول أولتنا ثقتها لقيادة هذا المشروع بالإنابة عن منتجي الغاز الطبيعي المسال بمدينة راس لفان الصناعية. وتلتزم قطرغاز بدورها كأحد المساهمين الرئيسيين في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى الاضطلاع بدور استباقي وفاعل دوليا في تقييم تأثير التغيرات المناخية والحد من أثارها السلبية من خلال عمليات الانتاج المسؤولة مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة”.
أصبح المشروع قابلا للتنفيذ بفضل الاستفادة من شراكة رواد صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم والخبرات التقنية العالية وروح الابتكار. وصل عدد العاملين بالموقع إلى حوالي 3500 شخص في ذروة مرحلة الانشاءات، وحقق المشروع 22.6 مليون ساعة عمل بدءا من 2010 حتى 2015؛ أي على مدى خمس سنوات، دون تسجيل أي إصابة مقعدة عن العمل. وهذا الانجاز لقطرغاز على مستوى السلامة يعكس حرصها على خلق بيئة للعمل خالية من الحوادث والإصابات والحفاظ عليها.
وأضاف السيد حمد راشد المهندي، الرئيس التنفيذي لشركة راس غاز قائلا: ” يعد مشروع إسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن إضافة إلى قائمة مشاريعها لتقليل إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري، مثل احتجاز الكربون ومشاريع أخرى لتقليل نسبة حرق الغازات. لا شك أن التآزر والتعاون بين شركتي راس غاز وقطرغاز في هذا المشروع يعزز مكانة دولة قطر الريادي على مستوى العالم في صناعة الغاز الطبيعي المسال.”
يعد مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” استثمارا عملاقا تم تنفيذه من منظور الحفاظ على البيئة تحديدا مما يعكس التزام قطر للبترول والشركات المنتجة للغاز الطبيعي المسال بدولة قطر (راس غاز وقطرغاز وشركائهما) بالحد من التأثير السلبي لعمليات الانتاج على البيئة. ونعمل جاهدين على إيجاد المزيد من طرق التعاون والتكامل في هذا القطاع. ففي نهاية الأمر، نجد أن حجم التعاون بين الشركتين يسلط الضوء على ريادة دولة قطر عالميا في صناعة الغاز الطبيعي المسال ويعززها”.
إن راس لفان هي أكبر ميناء تصدير للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم والمرفق الوحيد الذي يسمح بتحميل عدة ناقلات بالغاز الطبيعي المسال في ذات الوقت في العالم. وقد شكل ذلك تحديا كبيرا للمشروع فقد كان علينا تصميمه بشكل يمكنه من استرجاع الغاز المتبخر من أكثر من ناقلة في ذات الوقت.
قامت قطرغاز بالتعاون مع شركة جينرال اليكتريك General Electric بتصنيع “النموذج الأول (001) لأكبر ضاغطة للضغط المنخفض في العالم للمشروع، إنها الاكبر من نوعها من حيث الحجم. وحتى الآن لم يتم صنع ضاغطة ذات قدرة ضغط منخفض للتعامل مع مثل هذه الكميات الكبيرة من الغاز المتبخر وبقدرة امتصاص منخفضة كتلك، فقد تم تصنيعها بمواصفات فريدة.
تفتخر قطرغاز على استخدام أحدث ما توصل إليه العالم من الحلول والتقنيات من أجل تحسين الأداء البيئي في جميع مرافقها الإنتاجية. منذ بدأت أول عملية لاسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن في أكتوبر2014 تم استرجاع الغاز المتبخر الناتج عن عمليات تحميل أكثر من 500 ناقلة للغاز. إن بدء تشغيل المشروع يبرهن على أن دولة قطر ليست أكبر منتج للطاقة النظيفة (الغاز الطبيعي المسال) فحسب على مستوى العالم ولكنها قامت أيضا بضخ استثمارات كبيرة لضمان خفض نسبة انبعاثات الكربون الناجمة عن عمليات الانتاج للحفاظ على البيئة.