الدوحة – قطر
افتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، مشروع استرداد الغاز المبتخر أثناء الشحن “JBOG” وذلك في حفل أقيم بمدينة راس لفان الصناعية صباح أمس.
وفي بداية الحفل تليت آيات من الذكر الحكيم .. ثم ألقى المهندس سعد شريدة الكعبي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول كلمة أشار فيها إلى الرؤية السديدة والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، خاصة وأن البيئة شكلت محورا أساسيا من مرتكزات رؤية قطر الوطنية 2030 التي أطلقها ويرعاها سموّه.
وقال المهندس الكعبي :” قبل أن أتحدث عن هذا المشروع وأبعاده البيئية، اسمحوا لي أن أقدم لكم نبذة عن الجهود التي نبذلها في قطر للبترول والشركات التابعة من أجل المحافظة على البيئة، فقد حققت دولة قطر خلال العقدين الماضيين، وبتوجيهاتٍ من القيادة الرشيدة ، إنجازاتٍ غيرَ مسبوقة على صعيد استغلال ثروتها الطبيعية من النفط والغاز، حيث استطاعت، وبفترة قياسية، تطويرَ احتياطياتها الغازية في حقل الشمال وبناءَ صناعةٍ متقدمة ومتنوعة، ولاسيما صناعة الغاز الطبيعي المسال، حيث تبوأت المركز الأول على المستوى العالمي بين مصدري الغاز الطبيعي المسال.
وأضاف:” لقد كان أحدَ أهمِ الاعتبارات التي تمت مراعاتُها في تصميم المشاريع وتطويرِها وتشغيلها، إيلاءُ البعدِ البيئي أهميةً أساسية، وذلك إدراكاً منّا للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا في المحافظة على البيئة، والتنمية المستدامة، وضمان الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية على المدى الطويل.. وفي هذا المجال، فقد سخّرنا أفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة مشاريع النفط والغاز وإيجاد الحلول الفنية المناسبة لكل التحديات البيئة التي واجهتنا، كما لم ندَّخر جهداً في البحث عن أي مشاريع تهدف لحماية البيئة، والاستثمار فيها، وتحمُّل التكاليف التي تتطلبها. وأُنَوِّه في هذا المجال بالمشاريع التي تهدف إلى وقف حرق الغاز وخفض الانبعاثات الغازية، مثل مشروع تجميع الغاز المرافق للنفط في حقل الشاهين، والذي تم تسجيله وقبوله في الأمم المتحدة كمشروع يلبي متطلبات التنمية النظيفة”.
وأوضح السيد الكعبي أن هذا كله، إنما يأتي انسجاماً مع مرتكزات رؤية قطر الوطنية التي أطلقها ويرعاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى “حفظه الله”، والتي نصت في ركيزتها الرابعة حول التنمية البيئية على إدارة البيئة بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة.
ولفت إلى أن هذا المشروع الذي تقوده وتشغله شركة قطر غاز، نيابةً عن قطر للبترول ورأس غاز والمساهمين فيها، هو مشروع بيئي يهدف إلى استعادة الغاز الذي كان يتم حرقه أثناء شحن الغاز الطبيعي المسال في المراسي الستة في ميناء رأس لفان. وسيخفض المشروع نسبة الحرق في الميناء بنسبة 90 بالمائة ، أي ما يعادل مليون وستمائة ألف طن من الغازات الدفيئة، وهي كمية توازي الانبعاثات التي تنتجها حوالي 175 ألف سيارة في السنة، وبنفس الوقت، فإن المشروع سيساهم باستعادة 600 ألف طن من الغاز سنوياً، وهو ما يكفي لتوليد الطاقة اللازمة لحوالي 300 ألف منزل.
وأشار إلى أن تكلفة المشروع حوالي المليار دولار أمريكي وأنجز دون أية حوادث أو إصابات لموظفينا أو مقاولي المشروع، منوها إلى أن قطر للبترول والشركات التابعة لها، ملتزمة بمتابعة دورها الرائد في مجال التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة ومواجهة التغير المناخي.
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن المشروع .. ثم قام معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بتدشين المشروع بالضغط على لوحة التحكم ايذانا ببدء المشروع .
ويعد مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن أحد أكبر الاستثمارات البيئية وأكبر مشروع لاسترجاع الغاز المتبخر في العالم ، وقد بدأ تطويره من قبل قطر للبترول قبل نحو عشر سنوات، حيث يؤكد المشروع على التزام دولة قطر لتحقيق التوازن بين التنمية الصناعية مع العناية بالبيئة.
وعلق سعادة الشيخ خالد بن خليفة الرئيس التنفيذي لشركة قطرغاز في هذه المناسبة قائلا: ” إن مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” يعد انجازا كبيرا وهاما لدولة قطر، ونشعر بالفخر لأن قطر للبترول أولتنا ثقتها لقيادة هذا المشروع بالإنابة عن منتجي الغاز الطبيعي المسال بمدينة راس لفان الصناعية”.
وأكد سعادته، في بيان صحفي وزع خلال الحفل، التزام قطرغاز بدورها كأحد المساهمين الرئيسيين في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى الاضطلاع بدور استباقي وفاعل دوليا في تقييم تأثير التغيرات المناخية والحد من أثارها السلبية من خلال عمليات الانتاج المسؤولة مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة”.
وأوضح سعادته أن المشروع أصبح المشروع قابلا للتنفيذ بفضل الاستفادة من شراكة رواد صناعة الغاز الطبيعي المسال في العالم والخبرات التقنية العالية وروح الابتكار.
ووفقا للبيان فقد صل عدد العاملين بالموقع إلى حوالي 3500 شخص في ذروة مرحلة الانشاءات، وحقق المشروع 22.6 مليون ساعة عمل بدءا من 2010 حتى 2015؛ أي على مدى خمس سنوات، دون تسجيل أي إصابة مقعدة عن العمل. وهذا الانجاز لقطرغاز على مستوى السلامة يعكس حرصها على خلق بيئة للعمل خالية من الحوادث والإصابات والحفاظ عليها.
من جانبه، قال السيد حمد راشد المهندي الرئيس التنفيذي لشركة راس غاز : ” يعد مشروع إسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن إضافة إلى قائمة مشاريعها لتقليل إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري، مثل احتجاز الكربون ومشاريع أخرى لتقليل نسبة حرق الغازات، مؤكدا أنه مما لا شك فيه أن التآزر والتعاون بين شركتي راس غاز وقطرغاز في هذا المشروع يعزز مكانة دولة قطر الريادي على مستوى العالم في صناعة الغاز الطبيعي المسال.” وتابع”يعد مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن “JBOG” استثمارا عملاقا تم تنفيذه من منظور الحفاظ على البيئة تحديدا مما يعكس التزام قطر للبترول والشركات المنتجة للغاز الطبيعي المسال بدولة قطر (راس غاز وقطرغاز وشركائهما) بالحد من التأثير السلبي لعمليات الانتاج على البيئة”.
واضاف :” نعمل جاهدين على إيجاد المزيد من طرق التعاون والتكامل في هذا القطاع، ففي نهاية الأمر، نجد أن حجم التعاون بين الشركتين يسلط الضوء على ريادة دولة قطر عالميا في صناعة الغاز الطبيعي المسال ويعززها”.
ولفت إلى أن راس لفان هي أكبر ميناء تصدير للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم والمرفق الوحيد الذي يسمح بتحميل عدة ناقلات بالغاز الطبيعي المسال في ذات الوقت في العالم، وقد شكل ذلك تحديا كبيرا للمشروع فقد كان علينا تصميمه بشكل يمكنه من استرجاع الغاز المتبخر من أكثر من ناقلة في ذات الوقت.
وردا على تساؤلات للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقد عقب حفل افتتاح المشروع، قال السيد سعد شريدة الكعبي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، إن الهدف الرئيسي من مشروع استرداد الغاز المتبخر ليس المردود الاقتصادي ولكن هو المردود البيئي بتقليل انبعاثات الغاز وقت عمليات الشحن وأيضا الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
ولفت إلى أن مشروع استرداد الغاز المتبخر أثناء الشحن ليس المشروع الوحيد الذي يتم إنشاؤه في دولة قطر للحفاظ على البيئة فهناك العديد من المشاريع الأخرى والتي يتم فيها مراعاة البعد البيئي فهناك مشروع تجميع الغاز المرافق للنفط في حقل الشاهين، والذي تم تسجيله وقبوله في الأمم المتحدة كمشروع يلبي متطلبات التنمية النظيفة وغيرها من المشاريع التي تنفذها الدولة.
وحول التحديات التي واجهت عمليات الإنشاء والتشغيل، أشار الكعبي إلى أن أكبر تحد كان العمل على إنشاء وتشغيل المشروع بنجاح وقد تحقق ذلك بتحقق 22 مليون ساعة عمل بدون حوادث.
من جهته، أوضح السيد حمد راشد المهندي الرئيس التنفيذي لشركة راس غاز أن خط الإنتاج الأول من المشروع في مراحله الأخيرة، وتم تشغيل الخدمات، ومن المخطط أن تتم بداية التشغيل في منتصف شهر مايو، وبالنسبة للإنتاج التجاري يبدأ في شهر يوليو، ومن المقرر أن ينتهي خط الإنتاج الثاني في الربع الأول من العام القادم.
وقامت قطرغاز بالتعاون مع شركة جينرال اليكتريك General Electric بتصنيع “النموذج الأول (001) لأكبر ضاغطة للضغط المنخفض في العالم للمشروع، إنها الأكبر من نوعها من حيث الحجم. وحتى الآن لم يتم صنع ضاغطة ذات قدرة ضغط منخفض للتعامل مع مثل هذه الكميات الكبيرة من الغاز المتبخر وبقدرة امتصاص منخفضة كتلك، فقد تم تصنيعها بمواصفات فريدة، وتفتخر قطرغاز باستخدام أحدث ما توصل إليه العالم من الحلول والتقنيات من أجل تحسين الأداء البيئي في جميع مرافقها الإنتاجية.
ومنذ بدأت أول عملية لاسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن في أكتوبر2014 تم استرجاع الغاز المتبخر الناتج عن عمليات تحميل أكثر من 500 ناقلة للغاز، وبرهن بدء تشغيل المشروع على أن دولة قطر ليست أكبر منتج للطاقة النظيفة (الغاز الطبيعي المسال) فحسب على مستوى العالم ولكنها قامت أيضا بضخ استثمارات كبيرة لضمان خفض نسبة انبعاثات الكربون الناجمة عن عمليات الانتاج للحفاظ على البيئة.
يذكر أن قطرغاز، التي تأسست عام 1984، تعد شركة رائدة في مجال صناعة الغاز الطبيعي المسال بدولة قطر، واليوم تعتبر قطر غاز أكبر شركة منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 42 مليون طن سنويا وهي في طريقها لتحقيق رؤيتها بأن تصبح الشركة الرائدة في العالم في صناعة الغاز الطبيعي المسال. يقوم فريق تشغيل ميناء راس لفان بالشركة بتشغيل منطقة الصهاريج الخاصة بمنتجات النفط والمحطات البحرية ذات الصلة بمدينة راس لفان الصناعية بقطر. ومن الجدير بالذكر أن ميناء راس لفان هو أكبر ميناء لتصدير الغاز الطبيعي المسال والمنتجات النفطية على مستوى العالم.
وشركة راس غاز المحدودة “راس غاز” هي شركة مساهمة قطرية أسستها كل من قطر للبترول وشركة إكسون موبيل راس غاز انك في عام 2001، وتعمل راس غاز بوصفها الشركة المشغلة بالنيابة عن مالكي مشاريع الغاز الطبيعي المسال راس لفان، وراس لفان 2، وراس لفان 3 “مالكو المشاريع”، ومن خلال مرافق العمليات بمدينة راس لفان الصناعية بدولة قطر، تتمثل الأنشطة الرئيسة لراس غاز في استخراج ومعالجة وتسييل وتخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال ومشتقاته من حقل الشمال بدولة قطر، وتقوم راس غاز، بالنيابة عن مالكي المشاريع، بالتصدير إلى دول في آسيا وأوروبا والأمريكيتين ويبلغ إجمالي قدرتها الإنتاجية حوالي 37 مليون طن سنوياً.