مجلة كيو بزنس QBusiness Magazine:
خبير في قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر يناقش استخدام الذكاء الاصطناعي والجينوم والتقنيات المتقدمة الأخرى لمكافحة جائحة القرن الحادي والعشرين
في لقاء خاص معنا، تحدث الدكتور “ريتشارد أوكيندي” نائب رئيس البحوث والتطوير والابتكار في “مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع” عن دور التكنولوجيا وأهميتها في محاربة فيروس كورونا (كوفيد 19).
هل يمكن أن تذكر لنا بعضًا من الجهود التي يبذلها قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر لمواجهة هذه الأزمة؟
لطالما كانت لدى مؤسسة قطر خطط محكمة لإدارة أزمة من هذا النوع، وهي مطبقة بشكل جيد للغاية. كذلك يتوجب علينا أن نكون مستعدين للمستقبل وأن يكون لدينا خطط عمل لأننا قد نشهد ظهور بعض الأمراض المعدية الأخرى، أو تحديات من نوع آخر في المستقبل، على سبيل المثال الاحتباس الحراري الذي يشكل تهديدًا في المستقبل.
نحن نعمل على تقديم المساعدة من خلال جميع المراكز العاملة ضمن منظومة البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر. عندما سألنا أنفسنا كيف يمكننا المساعدة، كان أول ما تبادر إلى ذهننا هو إمكانية تزويد مؤسسة حمد الطبية ببعض المعدات المتوفرة لدينا وذلك من أجل مساعدتهم في تسريع إجراءات التحاليل. لذا، قمنا بنقل بعض معداتنا إلى المستشفى، تم التحقق منها، ومن ثم فحصها، وتثبيتها. من ناحية ثانية، نحن نعمل على تطوير اختبار يساعد أيضًا في قياس أو تحديد وجود فيروس كورونا (كوفيد-19). بالإضافة إلى ذلك، يبحث أعضاء من فريقنا عن طرق لتطوير آليات العلاج المحتملة؛ إنهم يتفحصون طرق أخرى يمكننا من خلالها أن ندرك طرق العلاج عبر استخدام الخبرات المتوفرة لدينا.
تستخدم الشركات في كوريا الجنوبية الذكاء الاصطناعي في محاولة لتسريع عملية تطوير مجموعات الاختبار، هل للذكاء الاصطناعي برأيك دور مهم في مكافحة جائحة كورونا (كوفيد-19)؟
لا شكّ أنه سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على ما نقوم به وكيفية القيام به، وهذا يتعلق بمعالجة الكمّ الهائل من المعلومات. إذا أردت تطوير نمذجة لظاهرة معينة مثل هذه الجائحة، سيتم ذلك على نحو جيد للغاية مع توفر كمّ كبير من المعلومات. كلما كان هناك مزيد من المعلومات، كان بالإمكان بناء النموذج بشكل أفضل. هذا يسمح لنا بالاستدلال على كيفية انتشار المرض وبشكل متساوٍ التعرف على مدى فعالية العلاجات والأساليب مثل التباعد الاجتماعي. أحد المخرجات المثيرة للاهتمام التي ستتبين تكمن في كيفية تفحص هذا الفيروس وتكوين الجينوم الخاص به، من خلال الكمّ الهائل من المعلومات التي سيتم إنشاؤها.
يمكن لهذه المعلومات أن تكون قيّمة للغاية، لأنه من خلالها يمكن معرفة مراحل تغيّر الفيروس مع مرور الوقت، وربما التعرف على مصادر الفيروس المختلفة، وهذا ما يساعد على التنبؤ بالطرق التي يمكن من خلالها مواجهة هذه الجائحة. من أجل المضي قدمًا، يمكن أن تكون المعلومات المنتجة مهمة جدًا في المساعدة على التخطيط للمستقبل وتعزيز قدرتنا على التعامل بشكل أفضل مع حالات مشابهة.
في مشروع آخر، نعمل بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، على تطوير تطبيق للتشخيص والمراقبة، يُمكن لجميع السكّان استخدامه. في الأساس، يستخدم هذا التطبيق الحوسبة للمساعدة في التشخيص بما يُساهم في دعم الرعاية الصحية بطريقة ملموسة للغاية. يعدّ وجود الباحثين في منظومة البحوث والتطوير والابتكار في قطر أمرًا إيجابيًا، إذ استخدمنا خبراتنا من أجل تطوير طرق لمواجهة هذه الجائحة بكلّ وسيلة ممكنة.
هل هناك أوجه للتعاون بين قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، والباحثين، أو المؤسسات البحثية في دولة قطر والدول الأخرى في مجال المشاريع المتعلقة بجائحة كورونا (كوفيد-19)؟
نحن جزء من منظومة تعاون قوية جدًا فيما يتعلق بهذه الجائحة. أحد الأمثلة على ذلك هو تعاوننا مع “جينوميكس المملكة المتحدة” Genomics England، حيث نعمل سويًا للنظر في جوانب جينوم فيروس كورونا (كوفيد-19)، ومن خلال البحوث المرتبطة بأولئك الذين أصيبوا بالعدوى. كذلك لدينا عدد كبير من المتطوعين ذوي الخبرة في مجال التشخيص، والذين بإمكانهم العمل مع مؤسسة حمد الطبية في مجال التشخيص إذا لزم الأمر، ما يساعد على توحيد الجهود الوطنية في هذا المجال.