غلب اللون الأحمر أسبوع التداول الماضي، إذ هبطت المؤشرات الرئيسية لبورصة نيويورك، وأغلب مؤشرات البورصة الأوروبية في حين أظهرت المؤشرات الآسيوية ارتفاعا هامشيا، وهو ما جاء نتيجة هبوط بيانات التوظيف الأمريكية دون المستويات التي أشارت إليها التوقعات.
وكانت قراءة مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية الأمريكية قد جاءت الجمعة الماضية دون التوقعات، إذ سجلت القراءة ارتفاع عدد الوظائف التي نجح الاقتصاد الأمريكي في توفيرها في البلاد 38 ألف وظيفة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 159 ألفا، علاوة على انخفاض القراءة السابقة بعد المراجعة إلى 129 ألف وظيفة.
وجاء الهبوط في مؤشرات الأسهم العالمية نتيجة لتراجع بيانات التوظيف التي عكست تدهور أوضاع سوق العمل الأمريكي، وهي من بين أهم البيانات التي ينتظرها المستثمرون في أسواق المال العالمية في الجمعة الأولى من كل شهر للوقوف على حالة أكبر اقتصادات العالم.
وكانت البيانات السلبية دافعا قويا لخروج المستثمرين من أسواق الأسهم والاتجاه إلى أصول أقل مخاطرة مثل الذهب الذي ارتفع بما يتجاوز 30 دولارا للأونصة، سعيا وراء التحوط ضد تقلبات السوق.
ومن المتوقع أن تستمر حالة من الحذر الشديد أثناء التداول في الأسهم العالمية مع اتجاه الأنظار إلى حديث من المقرر أن تدلي به جانيت يلين، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الإثنين، قبيل الاجتماع نصف الشهري لمجلس محافظي البنك المركزي، وهو الحديث الذي يلتمس المتداولون في أسواق المال إليه، فيه إشارات تؤيد اتجاه الفيدرالي إلى رفع الفائدة في يونيو أو تضعف التوقعات بهذا الشأن.
وتلقي يلين خطابها أمام مجلس الشؤون الدولية في فيلادلفيا، لكن المستثمرين في أسواق المال يرجحون أنها سوف تتطرق إلى الشأن الاقتصادي وأن يتضمن خطابها إشارات لرفع الفائدة أو الإبقاء عليها عند المستويات الحالية.
كما ينتظر المستثمرون أن تصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير «جولت» الذي يتضمن المزيد من التفاصيل عن سوق العمل الأمريكي، أهم قطاعات الاقتصاد لارتباطه بجميع المجالات واستخدامه كمؤشر على صحة القطاعات المختلفة المكونة للاقتصاد الأمريكي.
وهناك عوامل أخرى يُتوقع على نطاق واسع أن تؤثر في الأسواق على مدار هذا الأسبوع، وهي خطاب ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي أمام منتدى بروكسل الاقتصادي.