سجل حجم الديون الدولارية التي أصدرتها المؤسسات المالية مستوى قياسيا خلال الربع الثالث من العام الجاري، في الوقت الذي تراجع فيه تأثير البنوك المركزية حول العالم، وفقا لتقرير حديث صادر عن “بنك التسويات الدولية”.ونقل التقرير الذي نشرت نتائجه شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية عن كلوديو بوريو، عن رئيس القسم الاقتصادي والنقدي بالبنك قوله إن “التطورات التي وقعت في الربع الثالث من العام الجاري تعد سببا واضحا لارتفاع حجم الديون المصدرة بالدولار، وفي مقدمتها بالطبع التراجع الملحوظ في تأثير البنوك المركزية”.
وأضاف بوريو: “يبدو الأمر كما لو كان المشاركون في السوق قد أخذوا زمام المبادرة في توقع المستقبل، ليتخلصوا من اعتمادهم على إجراءات وتدابير البنوك المركزية”.
وأشار التقرير إلى أن إجمالي عمليات إصدار سندات الديون الدولية خلال الربع الثالث من 2016 قد انخفض بنسبة 10%، ليلامس 1.4 تريليون دولار.
وفي الأسواق الناشئة، انخفض حجم إصدار الديون الدولية بنسبة 35% من معدلها الكبير المسجل في الربع الثاني من العام الحالي، لكن حجم إصدار تلك الديون خلال الفترة من بداية 2016 وحتى الآن لا يزال يُظهر ارتفاعا نسبته 73%، مقارنة بمثيله خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتعكس الأرقام المنخفضة المتعلقة بصافي إصدار الديون الدولارية في الأسواق الناشئة في هذا الربع على وجه الخصوص، انخفاضا حادا في عمليات الاقتراض السيادي من جانب حكومات الدولة المنتجة للنفط.
ومع ذلك، ينبغي أن تلقى الأرقام المتعلقة بحجم إصدار الديون الدولارية في الربع الرابع هذا العام دعما من جانب الخطوة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية في أكتوبر الماضي والتي قامت خلالها بإصدار سندات بقيمة 17.5 مليار دولار.
تجدر الإشارة هنا إلى الوتيرة القوية لإصدار السندات الدولارية خلال الربع الثاني من العام الحالي، من جانب الدول المصدرة للنفط مثل عمان وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وفي سياق آخر، لفت التقرير أيضا إلى إمكانية حصول تغير كلي في التوجه الحالي الخاص بالاستخدام المتنامي للعملة الأوروبية الموحدة “اليورو” كـ “عملة للتمويل” وذلك في الوقت الذي استعادت فيه العملة الخضراء مكانتها في سوق العملات العالمية.
وسلط تقرير “بنك التسويات الدولية”، في الوقت ذاته، الضوء على الأهمية المتزايدة للبنوك الصينية والروسية، حيث أشارت أحدث البيانات إلى أن الصين تحتل المرتبة التاسعة عالميا كأكبر دائن في سوق الصيرفة العالمي، لتقفز بذلك من المركز الـ 10 الذي كانت تحتله في يونيو الماضي، بينما تحل روسيا في المركز الـ 19، بعد أن كانت تقبع في المرتبة الـ 23 في الشهر ذاته.
وأبرز التقرير أيضا الصعود السريع للعملة الصينية “اليوان” الذي تضاعفت عائداتها بمعدل كل 3 سنوات خلال الأعوام الـ 15 الماضية، بعائدات يومية تجاوزت قيمتها الـ 200 مليون دولار- أو ما يعادل نسبته 4% من عائدات سوق الصرف الأجنبي العالمي.