دبي- الإمارات
قال سلطان أحمد بن سليّم رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: ارتفع حجم التبادل التجاري بين جافزا والقارة السمراء خلال السنوات العشر الماضية أكثر من ثلاث مرات..
حيث وصل إلى أكثر من 27.9 مليار درهم في 2014 مقابل 7.8 مليارات درهم فقط عام 2005 بنمو 257% وهو ما يمثل نمواً سنوياً مركباً يقارب 29%. يعزى السبب الرئيس في هذه الزيادة الضخمة إلى إعادة تصدير السلع والمنتجات إلى دول القارة الأفريقية، حيث وصل إلى 22 مليار درهم في عام 2014 مقابل 11 مليار درهم في 2011، أي يمثل نمواً مضاعفاً خلال أربعة أعوام فقط..
كما أن المكانة والسمعة المرموقة التي اكتسبتها المنطقة الحرة لجبل علي في أوساط المستثمرين ورواد الأعمال من أفريقيا دفعهم إلى اختيار جافزا مركزاً تجارياً إلى إعادة تصدير منتجاتهم وتزويد الأسواق الأفريقية بجميع ما تحتاج إليه».
رؤوس الأموال
وأشار بن سليم إلى أن الاستثمارات ورؤوس الأموال التي ضخها المستثمرون ورجال الأعمال في الاقتصاد الأفريقي أهلها للمضي قدماً في مسيرة التنمية الاقتصادية وعزز مستوى التبادل التجاري مع جميع الدول تقريباً بما فيها الإمارات والمنطقة الحرة، إضافة إلى أن الكثير من الشركات العالمية متعددة الجنسيات أطلقت عملياتها الإقليمية من جافزا وتدير كل الأسواق الأفريقية من المنطقة الحرة..
كما أن الموقع الاستراتيجي لدبي كونه جسر عبور بين الشرق والغرب جعلها تلعب دوراً محورياً بصفتها بوابة لدخول السلع والمنتجات إلى السوق الأفريقي، فضلاً عن البيئة الاستثمارية في دبي التي جعلتها محط أنظار الشركات العالمية والأفريقية على حد سواء، حيث تقدم تسهيلات كبيرة في تدفق السلع إلى الأسواق المستهدفة بسلاسة دون تعقيدات.
ونوه رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بأن مستوى التبادل التجاري بين أفريقيا وجافزا مرشح لمزيد من النمو خلال السنوات الخمس المقبلة داعياً الشركات الأفريقية ورجال الأعمال إلى الاستفادة من الميزات والتسهيلات والمرافق التي تقدمها جافزا للشركات الراغبة في الدخول إلى الأسواق الأفريقية من بوابة المنطقة الحرة.
السلع والمنتجات
احتلت تجارة المعدات والإلكترونيات المرتبة الأولى بـ16 مليار درهم، يليها تجارة المنتجات المعدنية بـ 2.7 مليار درهم، ثم المنتجات الغذائية بملياري درهم، والكيماويات والصناعات المرتبطة بها بـ 1.6 مليار دهم، والسيارات والطائرات ووسائل النقل بمليار درهم.
وأكد بن سليّم أن المنطقة الحرة تضع تعزيز التعاون مع الجانب الأفريقي على سلم أولوياتها، بما يساعد على بناء شراكات اقتصادية طويلة الأمد تحقق مصلحة الجانبين خصوصاً في القطاع الصناعي بفعل ما تملكه الدول الأفريقية من ثروات معدنية وارتفاع وتيرة الصناعات المحلية في دبي والمنطقة الحرة ليتيح للشركات العاملة في جافزا استيراد المعادن والمواد الخام من دول القارة الأفريقية..
ثم إعادة تصدير المنتج النهائي إلى الأسواق الأفريقية والعالمية من جافزا ،عبر ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي الواقع على بعد خطوات فقط من المنطقة الحرة.
تسهيل التجارة
وتلعب المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»؛ دوراً ريادياً في تسهيل التجارة العالمية والإقليمية خصوصاً الأسواق الواعدة في القارة الأفريقية، التي تتمتع بثقل سكاني عال، وشهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً في بنيتها التحتية وارتفاعاً في مستوى الدخل، وهو ما زاد الطلب على السلع والمنتجات الغذائية والأجهزة الإلكترونية.
وعززت المنطقة الحرة مكانتها على خريطة التجارة الأفريقية والعالمية، وأصبحت الوجهة المفضلة لممارسة الأعمال التجارية والصناعية، بفضل ما تتمتع به من قوانين وحوافز مشجعة على الاستثمار في شتى القطاعات، إذ حرصت جافزا على تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة الأعمال، بما يمكّن الشركات العاملة تحت مظلتها من تنظيم وإدارة عمليات شركاتهم بكل سهولة وبساطة.
وأدت البنية التحتية والتشريعية، إلى جانب الإجراءات الجمركية السهلة والربط مع مختلف الوسائط اللوجستية، دوراً محورياً في تدفق رؤوس الأموال العربية إلى جافزا، واستقطاب المزيد من الشركات الرائدة واختيارها جافزا مقراً لعملياتها الإقليمية من كل الصناعات.
372 شركة أفريقية في المنطقة و38% حصة دول جنوب الصحراء
تضاعف عدد الشركات الأفريقية في جافزا خلال السنوات العشر الماضية ليصل إلى 372 شركة من 32 دولة أفريقية..
كما أن عدد الشركات الأفريقية غير العربية أو ما يسمى بدول جنوب الصحراء في جافزا شهدت أيضاً نمواً ووصل عددها إلى 140 شركة وهو ما يمثل حصة 38%. تصدرت مصر القائمة بـ 119 شركة، فيما حلت السودان ثانياً بـ55 شركة، وكينيا 20 شركة، وتنزانيا 19 شركة، والجزائر 18 شركة، وليبيا 15 شركة.
وبحسب تقرير أصدرته شركة نايت فرانك للاستشارات العقارية العالمية فإن الشركات في الإمارات تنظر إلى القارة السمراء بشكل أكثر اهتماماً لا سيما في ظل ارتفاع الدخل لدى المستهلكين الأفارقة ،من خلال توفير وحدات التصنيع والتجميع والمخازن الموجودة في جافزا.
تخزين البضائع
وذكر التقرير أن نقل وتخزين البضائع في مخازن غير صالحة وسوء حالة الطرق وإغلاق الحدود بين الدول، وهو ما قد يدفع العديد من الشركات العاملة في مجال السلع الاستهلاكية السريعة لممارسة أنشطتها من مدن خارج أفريقيا مثل دبي.
وأشار التقرير إلى أن شركات طيران الإمارات وفلاي دبي والاتحاد للطيران وسعت رحلاتها إلى القارة الأفريقية خلال العام الماضي، فيما تشهد حركة الركاب والبضائع في مطار دبي نمواً هو الأسرع في وتيرته منذ عام 2013.
جهود
وأشاد رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بالجهود التي تبذلها كل المؤسسات الاقتصادية والوفود الرسمية والتجارية التي تزور دول أفريقيا في توطيد أواصر التعاون الاقتصادي مع كل دول القارة السمراء وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة الانفتاح على القارة الأفريقية.