صرح سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، بأن مصرف قطر المركزي يعكف أيضا على وضع استراتيجية لإقامة مركز تكنولوجيا مالية للشركات الناشئة. واستعرض سعادة محافظ مصرف قطر المركزي، في محاضرة ألقاها في جامعة كارنيجي ميلون في قطر اليوم، أهمية التكنولوجيا المالية ضمن الاستراتيجية المالية للدولة والتي تم إطلاقها مؤخرا، وذلك بما يضمن النمو في القطاع المالي والاقتصاد بشكل عام. وقال إن دولة قطر بدأت منذ فترة في إعداد استراتيجيات منفصلة من أجل إنشاء منفذ التكنولوجيا المالية، مشددا على التزام دولة قطر بالاستثمار في التكنولوجيا المالية، خاصة وسط نجاح العديد من المبادرات التي طرحها رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية. وتطرق سعادة محافظ مصرف قطر المركزي ضمن حديثه إلى جملة من الفرص التي توفرها التكنولوجيا في مجالات المدفوعات الرقمية، وإدارة الأموال، والإقراض، ومكافآت الولاء، والتحويلات، والاستثمارات، والخدمات الاستشارية، مشيرا في ذات الإطار إلى دور بنك قطر للتنمية وذلك بإنشاء حاضنة خاصة للتكنولوجيا المالية. كما أوضح في هذا الصدد أن مصرف قطر المركزي يشرف في الوقت الراهن على إعداد التوجيهات الرقابية ومتطلبات الترخيص وغيرها من الأمور التي تدعم تطور التكنولوجيا المالية في الدولة. وردا على تساؤل بشأن عملة البيتكوين الإلكترونية، أفاد سعادته بأن “المركزي” يقوم بدراسة واقع العملات الإلكترونية المتداولة في العالم بمختلف أنواعها، وأنه لم تتخذ أية مبادرة تذكر بعد بشأنها، مشيرا إلى أن النظم المالية الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في تسهيل الخدمات من كونها ساهمت في تسهيل المدفوعات الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وتعزيز الأعمال الإلكترونية، مؤكدا على أن المركزي لن يركز على عملة افتراضية واحدة في دراساته للعملات الإلكترونية. وقال إن نمو التكنولوجيا المالية قد يجبر البنوك على تغيير نماذج أعمالها، مضيفا أن قطاع بنوك التجزئة القطري قد يواجه تحديات متزايدة من التغييرات الناجمة عن استخدام التكنولوجيا المالية وسط منافسة محتدمة بالفعل. كما استعرض سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، خلال محاضرته، المزايا الأخرى التي تساهم التكنولوجيا في تحقيقها، ومنها تمكين مصرف قطر المركزي من بلوغ أهدافه التي وضعها ضمن خططه الاستراتيجية. وأوضح أن التكنولوجيا المالية يمكنها المساعدة في تحقيق الأهداف التي حددها مصرف قطر المركزي لاستراتيجية القطاع المالي، مشيرا إلى أهمية رعاية تلك المبادرات. كما نوه سعادة محافظ مصرف قطر المركزي للتحديات التي قد تواجه تطور التكنولوجيا المالية، حيث أرجع أهم إحدى التحديات إلى إمكانية ارتفاع تكلفة التكنولوجيا المالية في حال عملها منفصلة عن البنوك والمصارف، مشددا على أهمية التعاون بين شركات التكنولوجيا من جهة والبنوك والمصارف من جهة ثانية. وأكد سعادته على ضرورة أن تكون البنوك أكثر نشاطا، خاصة في ظل الإقبال الكبير على استخدام التكنولوجيا، خاصة أن أغلب الدراسات تشير إلى أن أهم عوامل النمو في البنوك هو التحول الرقمي أو ما يعرف بـ/الرقمنة/.. مشيرا إلى أن أغلب الخبراء يجمعون على أهمية التعاون بين الشركات والبنوك وذلك بهدف الوصول إلى ابتكارات وحلول تساهم في دعم مستويات النمو.
وأوضح سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني أن مؤسسات التكنولوجيا لديها المقدرة لاستهداف بعض المستهلكين وذلك من خلال توظيف أحدث التقنيات التكنولوجية، خاصة في ظل النجاح الباهر لشركات التكنولوجيا العالمية خلال السنوات الماضية في تدعيم مستويات نموها.