مجلة كيو بزنس QBusiness Magazine:
الصناديق السيادية في الشرق الأوسط تستهدف ديون الأسواق الناشئة والصينية كجزء من استراتيجياتها للدخل الثابت
بعد التقلبات الكبيرة التي شهدتها الأسواق المالية العام الماضي، تميل إنفيسكو إلى التفاؤل في عام 2021، على خلفية الأخبار الإيجابية المتداولة عن اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19، واستمرار الدعم الذي توفره تسهيلات البنوك المركزية.
وفي هذا السياق، قالت جوزيت رزق، مدير المبيعات للعملاء المؤسسيين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفيسكو: “يلعب الاستثمار في الدخل الثابت، كجزء من استراتيجية استثمارية متنوعة، دوراً هاماً في محافظ الصناديق السيادية في الشرق الأوسط. وجاء التوجه المتزايد نحو الديون الناشئة والديون الصينية كنتيجة طبيعة للانتعاش الاقتصادي في أعقاب أزمة كورونا، بالإضافة إلى طبيعة أسعار الفائدة، التي تُعدّ من منظور العائد، أكثر إثارة للاهتمام في الأسواق الناشئة مقارنة بالأسواق المتقدمة”.
توقعات متفائلة من إنفيسكو بشأن استثمارات الدخل الثابت عالمياً العام المقبل
الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا كان أقل من التوقعات، ويبدو أن التعافي سيكون أسرع أيضاً
تشير أرقام الإنتاج الصناعي إلى تفاؤل أكبر في اقتصادات الأسواق الناشئة
من جانبه، قال روب فالدنر، كبير الاستراتيجيين ومدير البحوث الكلية للدخل الثابت في إنفيسكو: “تستمر التوقعات المتفائلة بشأن نمو الاقتصاد العالمي على المدى الطويل. وقد ساهمت الأخبار التي تم تداولها مؤخراً حول فعالية عدد من اللقاحات في الوقاية من فيروس كوفيد-19 في تعزيز التوقعات التي أفادت بأن الأسواق ستشهد نمواً قوياً في عام 2021”.
وكان العام 2020 قد شهد ركوداً غير طبيعي للاقتصاد العالمي، نتيجة السياسات العامة التي اتخذتها الحكومات في مواجهة الأزمة الصحية العالمية، وليس نتيجة عوامل اقتصادية. لكن الخروج من هذا الركود جاء أسرع من المتوقع، حيث تمكّنت معظم الدول من استئناف جزء كبير من أنشطتها الاقتصادية. أما في المناطق التي تجدّد فيها تفشي الوباء، فقد كان انتشاره محدوداً ولم يؤد إلى إغلاق كامل. كما انتعش الإنتاج وارتفعت كثيراً أرقام المبيعات في القطاعات الأقل تعرضاً للفيروس، كقطاعي البناء والصناعات التحويلية.
وترى إنفيسكو أن الدعم الذي وفرته السياسات المعتمدة كان سريعاً وفعالاً. وأضاف فالدنر: “على الصعيد المالي، قدمت الحكومات دعماً للدخل وضمانات للقروض بمبالغ غير مسبوقة. وكان التحفيز النقدي، الذي اتخذ شكل توجيهات مستقبلية وتيسير كمي، سريعاً وفعالاً. ولا يزال القطاع الخاص قادراً على الاقتراض، وقد شهدنا مثالاً على ذلك في مستويات النشاط العالية في قطاع الإسكان في الولايات المتحدة”.
وتُرجّح إنفيسكو أن يؤدي التعافي الاقتصادي العالمي من صدمة كوفيد-19 إلى تعزيز الطلب الخارجي، بما في ذلك السلع التي تعتبر ضرورية للعديد من الأسواق الناشئة، فالخلفية العالمية تتمثل بشكل عام بتقديم الدعم لأصول الأسواق الناشئة ومواجهة المخاطر. وتابع فالدنر: “بعد أن رُفعت القيود المفروضة على الأنشطة في الربع الثاني، بدأ الإنتاج الصناعي باستعادة وضعه الطبيعي، وشهدنا انتعاش صادرات الأسواق الناشئة مما أدى إلى تعافي العديد من اقتصاداتها”.
وترى إنفيسكو أن المؤشرات الإيجابية للتقدم في إنتاج وتعميم لقاحات فعالة قد أنعشت الآمال، وسوف تعزز التعافي الاقتصادي العالمي.
لقد أحدثت جائحة كوفيد-19 أزمة اقتصادية وأزمة سيولة للشركات بعد إجراءات الإغلاق التي اتخذتها الحكومات للحد من انتشار الوباء، وذلك على عكس الأزمة المالية العالمية التي جاءت نتيجة أزمة في القطاع المصرفي. أما الآن، فأصبحت المستويات الفعلية لرأس المال أعلى من السابق.
كما ساعدت هذه التطورات الإيجابية في دفع التقييمات لمعظم الأصول ذات الطبيعة الخطرة، بما فيها سندات الشركات من الدرجة الاستثمارية، بالترافق مع انتعاش تقييمات مستوى هذا المؤشر مقارنة ببداية الجائحة العالمية. ووفقاً لفالدنر، فإن “النمو والتضخم المنخفضان مع وجود سياسات نقدية ذات تسهيلات واسعة يلائم تماماً سندات الشركات عالية الجودة، وإذا ترافق ذلك مع وجود بنوك تتمتع برؤوس أموال كبيرة فإنه يقلل احتمال التخلف عن السداد”.