قال تقرير لصحيفة “مودرن دبلوماسي” (Modern Diplomacy) إن تطوير روسيا لعلاقات التعاون والتجارة مع الدول التي تصفها بـ “الصديقة” خاصة في أفريقيا يبقى الحل المنطقي للمشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الروسي، وفق ما يرى المسؤولون الروس.
وتعيش روسيا الآن واقعا اقتصاديا جديدا في ظل العقوبات المفروضة عليها، حيث سلاسل التوريد معطلة، وعلاقتها بالعديد من الدول مقطوعة والإمدادات اللوجستية معطلة والشركات مجبرة على تعديل إستراتيجياتها للعمل مع الشركاء الأجانب والبحث عن فرص جديدة للتنمية.
يأتي ذلك في وقت عقدت فيه غرفة التجارة والصناعة الروسية بالتعاون مع “لجنة تنسيق التعاون الاقتصادي مع البلدان الأفريقية” (AfroCom) اجتماعا ضم قادة شركات أعمال كبرى، حثت خلاله على مزيد من الاهتمام بالسوق الأفريقية والعمل في تلك الأسواق على نحو أكثر منهجية وثباتا.
ونقلت الصحيفة عن سيرجي كاترين، رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، قوله -خلال افتتاح الاجتماع- إن الأسواق الأفريقية تنافسية ومعقدة، مشيرا إلى حاجة شركات الأعمال الروسية لانتهاج مقاربة شاملة ومنهجية عند العمل في تلك الأسواق لضمان النجاح فيها.
كاترين أكد أن غرفة الأعمال تلقت العديد من الطلبات من قبل الغرف الإقليمية فيما يتعلق بفرص تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم مع أفريقيا.
ولفت كارتين إلى أن الوجود التجاري الروسي في القارة الأفريقية محدود للغاية، مشيرا إلى أن التعاون التجاري مع دول القارة السمراء الآن يتطلب انتهاج مقاربة جديدة من قبل شركات الأعمال والدولة، وبرامج طويلة الأجل لدعم ريادة الأعمال والنشاط الاقتصادي الأجنبي.
طلب كبير على تكنولوجيا المعلومات
ويقول تقرير “مودرن دبلوماسي” إنه مع زيادة العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على روسيا حاليا، تتجه منظمة التجارة والصناعة الروسية الآن إلى أفريقيا. فقد فتحت مكاتب لها في العاصمة الأوغندية كمبالا والعاصمة الأثيوبية أديس أبابا حيث يقع مقر الاتحاد الأفريقي.
ويشير تقرير مودرن دبلوماسي إلى أن هناك طلبا كبيرا اليوم في أفريقيا على تقنيات تكنولوجيا المعلومات وهو أمر جدير بالاهتمام.
كما يمكن للشركات هناك تطوير قدراتها وإنشاء منصات رقمية خاصة بها والعمل بنجاح.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك العديد من المجمعات التكنولوجية في القارة الأفريقية، حيث توجد 10 منها في إثيوبيا وحدها وتعود فوائد كبيرة على الاقتصاد.
وقد انهار العديد من العلاقات الروسية الأفريقية مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وحل محلها لاعبون جدد في القارة السمراء، لكن روسيا ما زالت قادرة على استعادة مكانتها في أفريقيا وفق الصحيفة.
وفي هذا الصدد، أشار سيرجي كاترين إلى أنه نظرا لتعليق العديد من المعارض في أوروبا التي خططت لها الوزارات بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة، فإن الأموال التي كانت مخصصة لها ينبغي أن تستخدم لإقامة معارض في الدول الأفريقية.
ووفقا لتقرير الصحيفة فإن المؤسسات المالية الروسية بطيئة في عملية الانتقال إلى أفريقيا. ولذلك فإن مشاركة غرفة التجارة والصناعة في الاتحاد الروسي مهمة للغاية للترويج لهذه الفكرة ومطالبة البنوك بتقديم الدعم المالي.
المصدر : مودرن دبلوماسي