د. شاهر زكريا
جامعة لوسيل
في ظل الطلب المتزايد للتحول نحو انتاج الهيدروجين الاخضر وتماشيا مع الانتقال للطاقة النظيفة للتقليل من انبعاثات الكربون،والحد من الاثار السلبية للتغير المناخي، عملت الدولة القطرية من اجل ذلك على عدة محاور اهمها:
١- انشاء وافتتاح وتشغيل محطة (الخرسعة) للطاقة الشمسية، وتعد هذه المحطة ثالث اكبر مشروع كهروضوئي احادي في العالم، بطاقة انتاجية تبلغ قدرتها ٨٠٠ ميغاوات، وهذه القدرة تعادل ١٠٪ من ذروة استهلاك الدولة من الطاقة الكهربائية عبر مصادر مستدامة وصديقة للبيئة (وذلك حسبما ذكرت المصادر الرسمية).
٢- التخطيط الجيد للوصول الى انتاج يفوق اكثر من خمسة الاف ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول العام ٢٠٣٥.
٣- سعت الدولة القطرية لان تصبح في مقدمة الدول المنتجة للامونيا الزرقاء عالميا، وذلك بفضل ما تتمتع به من انتاج ضخم للغاز، الامر الذي جعلها تحتل المرتبة الثانية عالميا في انتاج الغاز المسال، والذي يتم استغلاله في تشغيل محطات توليد الكهرباء، اضافة الى ذلك يتم استخدامه ايضا سمادا خاليا من الكربون.
ولم تكتف الادارة القطرية بذلك داخليا بل عكفت خارجيا على دراسة مشروع لانتاج الهيدروجين الاخضر والامونيا الخضراء مع شركاء في مصر، وتحديدا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
واذا كان الهدف من هذه الاجراءات هو الحد من الانبعاثات والتلوث البيئي، فماذا عن التكلفة المادية العالية التي يتم انفاقها لاستيراد المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية والتي تتأثر سلبا خارجيا(بسبب ازمة سلاسل الامداد بفعل النزاعات المسلحة في البلدان المصدرة)، وداخليا(بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها السلبي على المحاصيل الزراعية).
وجاء على اثر ذلك التحرك السريع من الدولة عبر رؤية واضحة لتحقيق الامن الغذائي والتركيز على الانتاج المحلي من المواد الغذائية، مما جعلها تحقق معدلات الاكتفاء الذاتي من منتجات الالبان، وتصدير الفائض للاسواق المجاورة، علاوة على ذلك نجحت ادارة الدولة في الوصول الى معدلات الاكتفاء الذاتي ايضا في الدواجن، وتقترب من معدلات انتاج ٨٠٪ من بروتين الاسماك.
وهنا لابد من الاشادة بجهود الادارة القطرية التي وضعت التشريعات والقوانين اللازمة لحماية الصناعات الوطنية ودعم المنتج المحلي، كذلك لابد من الاشادة بوزارة البلدية التي اطلقت مشروعا ضخما لتحويل المزارع المفتوحة الى مغلقة(صوب زراعية) بغرض تقليل التبخر وفقدان المياه، وهذا من شأنه تطوير الانتاج الزراعي والحد من الاثار السلبية الناتجة من ذلك التغير المناخي الذي يؤثر بطبيعة الحال على جودة المنتج.
خلاصة القول: ان الحصاد من جنس ما تم زرعه، والغرس هنا جاء مصحوبا بكوادر علمية وطاقات شابة منفتحة على اخر ما توصل له العالم من نظم وتقنيات حديثة في هذا المجال.
وبالتالي سيصبح شعار المرحلة القادمة (صنع في قطر).
حصل الدكتور شاهر على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ولاية نيويورك بلاتسبيرج، ودرجة الماجستير في الشؤون الدولية من كلية الشؤون الدولية في جامعة ولاية بنسلفانيا، ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هوارد. تركز دراسات الدكتور شاهر على العلوم السياسية والسياسة العامة/الإدارة العامة و التنمية المستدامة والحكومة الأمريكية. ركزت أطروحته للدكتوراه على ما إذا كان دستور الولايات المتحدة غير ديمقراطي فيما يتعلق ببعض معالمه وإذا كان مناهض للأغلبية الديمقراطية وما إذا كان من الممكن تعديل تلك العيوب. تركز أعماله وكتاباته على الديمقراطية، وسوء توزيع المقاعد في مجلس الشيوخ، والمجمع الانتخابي الامريكي، والمادة الخامسة من الدستور الامريكي، والموضوعات المناهضة للأغلبية الموجودة في السياسة الأمريكية والدستور، وشؤون الشرق الأوسط مع التركيز بشكل خاص على مصر والعلاقات الدبلوماسية والسياسية عمل سابقا كأستاذ مشارك للعلوم السياسية في جامعة هاورد في واشنطن دي سي وأستاذ مشارك للعلوم السياسية في جامعتي جورج تاون و جيمس ماديسون.