الدوحة – قطر
أعلنت الهيئة العامة للسياحة عن سعيها للتعاقد مع شركات رحلات بحرية لتوفير ما لا يقل عن 6 الاف غرفة على متن السفن السياحية خلال بطولة كأس العالم 2022، مشددة على أن الهيئة تعكف حالياً على بناء قاعدة معرفية وشبكة خبرة فنية في مجال الرحلات البحرية.
جاء إعلان الهيئة بهذا الخصوص، تزامنا مع تمثيلها منطقة الخليج العربي في تحالف (كروز أرابيا)، بمؤتمر (ميامي كروز شيبينغ 2015) الذي عقد مؤخراً في مدينة ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعد هذا المؤتمر أكبر حدث في مجال صناعة الرحلات البحرية على مستوى العالم، وتشارك فيه أهم شركات تشغيل الرحلات البحرية وخبراء القطاع والشحن البحري، إضافة إلى عدد من ممثلي الوجهات الرئيسية للرحلات البحرية.
وكانت الهيئة العامة للسياحة في قطر قد انضمّت مؤخراً إلى مبادرة (كروز أرابيا) التي تضم مجموعة من الجهات والهيئات السياحية في المنطقة والتي تعمل على استقطاب الرحلات البحرية إلى منطقة الخليج والترويج للمنطقة كوجهة سياحية رئيسية للرحلات البحرية على مستوى المنطقة والعالم.
وتتماشى مشاركة الهيئة العامة للسياحة في هذا الحدث الهام مع رؤيتها المتمثّلة في تشجيع القطاع الخاص على تنويع الخدمات والمنتجات السياحية التي يقدمها من خلال التركيز على دعم قطاع الرحلات البحرية، واكتساب المعارف والخبرات التي يقدمها الخبراء الفنيون في هذا المجال لتطوير خدمات الشحن البحري.
وتسعى الهيئة العامة للسياحة في قطر إلى زيادة عدد الرحلات البحرية القادمة إلى الدولة نظراً لما يمكن أن يحققه ذلك من فوائد للاقتصاد المحلي على المدى الطويل، وبالنظر إلى وجود أكثر من 200 ألف زائر سنويا إلى منطقة الخليج عن طريق الرحلات البحرية.
كما يمكن أن يعود ذلك بمنافع جمّة على شركاء الهيئة العامة للسياحة وخاصة الخطوط الجوية القطرية، وذلك حين يستخدم المسافرون رحلات الناقلة الوطنية عند وصولهم أو مغادرتهم دولة قطر للالتحاق برحلاتهم البحرية.
وخلال السنوات القليلة الماضية تمكّنت الهيئة العامة للسياحة من عقد علاقات قوية مع عدد من شركات تشغيل الرحلات السياحية الدولية، إضافة إلى عدد من الجهات العاملة في هذا القطاع، وقد ثَبت أن لهذا الأمر أهمية كبيرة، لا سيّما وأن قطر ستستفيد بشكل كبير من خدمات الرحلات البحرية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث ستشكل هذه الرحلات وسيلة نقل رئيسية لجمهور وعشاق هذه البطولة.
وتعليقاً على هذه المشاركة الهامّة، أكد السيد حسن الإبراهيم، رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة العامة للسياحة قائلا: “حقّقنا فوائد كبرى من مشاركتنا في مؤتمر ميامي كروز شيبينغ 2015″ كجزء من مبادرة كروز أرابيا، ممّا أسهم بشكل كبير في تعزيز جهودنا الهادفة للترويج لقطر كوجهة سياحية عالمية.
وأضاف إنه بالتعاون مع شركائنا في مبادرة كروز أرابيا نسعى إلى ترسيخ مكانة قطر ومنطقة الخليج العربي كوجهة رائدة للسياحة البحرية عالمياً، وبالتالي تعزيز مكانة قطر على الخارطة السياحية العالمية كوجهة رائدة قادرة على تقديم التجارب السياحية الأصيلة والمرافق المتطورة للأعمال والمرافق والوسائل الترفيهية التي تركز على العائلة”.
وقال “لقد حصدنا نتائج جيدة وحصلنا على ردود فعل إيجابية على أول مشاركة لنا في هذا المؤتمر العالمي المرموق، إذ نسعى إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة رئيسية للسياحة البحرية ويساعدنا في ذلك أن لدينا خططاً طموحة هي في طور التنفيذ لإنشاء عدد من الموانئ في الدولة ولا سيّما مشروع بناء الميناء الجديد بكلفة 7 مليارات دولار، والذي سيكون أكبر مشروع لإنشاء ميناء في منطقة يتم البناء عليها لأول مرة على مستوى العالم، ويهدف المشروع إلى تحسين استفادة قطر من النمو المتوقع للرحلات البحرية في المنطقة وحركة سفن الحاويات الضخمة وحركة الشحن البحري.”يذكر أن معرض “ميامي كروز شيبينغ” يعتبر أهم حدث في مجال صناعة الرحلات البحرية والفعالية الوحيدة التي تجمع بين جميع الجهات العاملة في هذا القطاع بما فيها شركات الرحلات البحرية، ومزودي الخدمات البحرية ووكلاء السفر.
ويوفر هذا المؤتمر فرصاً ثمينة لإنشاء شبكات من المعارف المهنية، حيث يشارك فيه نحو 900 عارض وأكثر من 11,000 خبير من 125 بلداً، ويقدم المعرض معلومات شاملة عن القطاع من خلال الخطابات التي يلقيها خبراء في الرحلات البحرية، كما تخلل المعرض جلسة حوار حول أداء القطاع، والتي شارك فيها كل رؤساء أربع من أكبر شركات الرحلات البحرية في العالم.
وفي العام 2014 شارك في المؤتمر 133 عارضا جديدا، كما تمكن أكثر من 40 بالمائة من العارضين المشاركين في المعرض من عقد صفقات أعمال.
وتصنّف منطقة الخليج ضمن أفضل ثلاث وجهات للسياحة البحرية الشتوية على مستوى العالم، حيث تتمتع بشمس ساطعة وجو معتدل طوال العام وصحراء خلابة ومشهد عمراني عصري قل نظيره في العالم، كما تتميز المنطقة بموقعها الاستراتيجي الذي يوفر للمسافرين نقطة انطلاق إلى أماكن أخرى من العالم حيث أن ثلثي سكان العالم هم على بعد ثماني ساعات بالطائرة من هذه المنطقة، وإضافة إلى ذلك، تتميز المنطقة ببنية تحتية متطورة وفنادق ذات مستوى عالمي ومتاجر راقية، وكلّها عوامل تجعل منها وجهة سياحية فريدة ومقصداً رائعاً للرحلات البحرية.
وركّزت جلسات الحوار في معرض “ميامي كروز شيبينغ” لهذا العام على أن أساطيل سفن الرحلات البحرية ستشهد زيادة كبيرة على المستوى العالمي بحلول العام 2018 حيث سترتفع قدرتها الاستيعابية بنسبة 10-12بالمائة، والتي تضاف إلى سفن الرحلات البحرية العاملة حالياً وعددها 360 سفينة والتي توفر 470,000 غرفة.
وإضافة إلى ذلك فإنه من المتوقع أن يتواصل النمو على مستوى المنطقة مع إعلان سفن جديدة وستجعل من عدد من المدن الخليجية وجهات بحرية سياحية، مع توقع زيادة في عدد سفن الرحلات البحرية المغادرة من الخليج من 73 رحلة في العام 2014 إلى أكثر من 90 رحلة بحلول 2018/2019.
ومن بين الأفكار التي تمّت مناقشتها خلال المؤتمر أيضاً نمو قطاع الرحلات البحرية على مستوى منطقة الخليج بنسبة 30 بالمائة سنوياً خلال العقد الماضي، وسيشهد هذا القطاع نمواً سريعاً في جميع أنحاء العالم حيث سجلت منطقة آسيا نمواً بنسبة 32 بالمائة كسوق انطلاق للرحلات البحرية خلال العام 2014، فيما شهدت الأسواق التي تعتبر أسواق الإنطلاق “التقليدية” نمواً استثنائيا متواصلاً بنسب مختلفة تتراوح ما بين 15 بالمائة و180بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية اعتماداً على المنطقة.
يشار إلى أن مبادرة “كروز رابيا” تضم كلا من الهيئة العامة للسياحة في قطر، ووزارة السياحة العمانية، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.