الدوحة – قطر
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، افتتحت اليوم فعاليات ملتقى “استثمر في قطر 2015″، وتستمر ليومين، يتم خلالهما بحث الفرص الاستثمارية التي تساهم في رفد الاقتصاد القطري وتعزيز تنوعه وتنافسيته العالمية.
وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى أن رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لفعاليات هذا الملتقى، دليل واضح وجلي على بالغ اهتمام دولة قطر بقطاع الصناعة التحويلية، وتقديم كافة سبل النهوض بها، باعتبارها رافدا حيويا لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 وخلق بيئة محفزة قادرة على جذب الاستثمارات المحلية والإقليمية والأجنبية والتقنيات المتطورة في ظل مناخ اقتصادي منفتح قادر على المنافسة عالمية.
وأضاف سعادة الدكتور السادة :”إن دولة قطر، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله ورعاه)، تسعى لتثبيت مسار التنمية المستدامة كعامل رئيسي من عوامل تقدمها ورقيها، وهذا ما تعمل عليه أجهزتها ومؤسساتها وشركاتها في كلا القطاعين العام والخاص”.
وأوضح سعادة وزير الطاقة والصناعة أن ملتقى “استثمر في قطر” يندرج ضمن سياسات وزارة الطاقة والصناعة لتوفير الفرص الاستثمارية المنوعة التي من شأنها أن تساهم في النهوض بالقطاع الصناعي في دولة قطر، وهي تركز على تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا سعادته إلى أن الوزارة عملت بالتعاون مع منظمة الخليج للإستشارات الصناعية على توفير فرص استثمارية في مجال الصناعات الدوائية والغذائية ومواد البناء الخضراء وإعادة التدوير والبتروكيماويات والألمنيوم، وكذلك في مجال الدراسات القطاعية ومن أهمها قطاع التبريد والتثليج في دولة قطر، وهي مجالات صناعية واعدة ستعزز من موقع قطر التنافسي في المنطقة وخارجها.
وبشأن مجال تدعيم (استثمر في قطر)، أكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة أن الوزارة تعمل على زيادة وتنوع المنتجات وتطبيق نظام النافذة الواحدة لتسهيل إجراءات الاستثمار، ولتحقيق التنمية المستدامة وفتح المجال أمام القطاع الخاص القطري والخليجي والأجنبي للاستثمار في قطر.
ولفت سعادته إلى أنه في ظل الآفاق الرحبة للاقتصاد القطري فمن المتوقع أن تحقق هذه الاستثمارات الصناعية الواعدة إنجازات لافتة خلال السنوات القليلة القادمة، حيث تشهد الدولة نموا مشهودا على صعيد القطاع الصناعي ككل، ويترافق ذلك مع نهضة عمرانية لافتة تقوم على عدد من المشاريع الضخمة لعل أبرزها تلك المرتبطة باستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق، ستكرس وزارة الطاقة والصناعة جهودها لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة ولتسهيل إقامة مشاريع صناعية جديدة من شأنها أن تساهم في تنمية الاستثمار الصناعي بالدولة، منوها إلى أن دور الوزارة يتضافر مع أدوار منظمة الخليج للاستشارات الصناعية وشركة المناطق الاقتصادية، وبنك قطر للتنمية والمصارف والشركات الكبرى، حيث يقوم كل منها بدوره في تطوير القطاع الصناعي وتأسيس قاعدة صلبة لنمو الصناعات في مجالات جديدة وتنمية قدراتها التنافسية.
وتابع سعادة الدكتور السادة قائلا: “نحن إذ نجتمع اليوم في ملتقى استثمر في قطر 2015، لنفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات الصناعية المحلية والخليجية والأجنبية، فإننا نصبو لأن تساهم هذه الاستثمارات في إثراء تجربتنا والمضي قدما باقتصادنا نحو تحقيق الإنجازات التي تليق بدولتنا، وترفعها إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة”، معربا عن أمله في أن يحقق الملتقى النجاح المأمول وأهدافه المرجوة لما فيه خير الصناعة القطرية.
من جانبه قال السيد عبد العزيز بن حمد العقيل الأمين العام لـ “منظمة الخليج للاستشارات الصناعية” (جويك)، في كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقي أن “جويك” سعت منذ تأسيسها منذ أربعة عقود، إلى توفير الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي، من خلال برنامج فرص الاستثمار الصناعي الذي هو أحد أهمّ برامجها، وفي رصيده أكثر من 400 فرصة استثمار صناعي تم تنفيذ عدد كبير منها.
وشدد على أن المنظمة تقوم بدراسات لتحديد الفرص التي يمكن أن تقدمها إلى المستثمرين ورجال الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي بالارتكاز إلى تحليل العرض والطلب والتعرف إلى التكنولوجيات المتطورة المتعلقة بالممارسات الصناعية المتطورة، وتقديم منتجات تشكل قيمة مضافة عبر استخدام الموارد المتاحة في دول المجلس، منوهاً بأن هذه الفرص الاستثمارية تُحدد بالتعاون الوثيق مع المستثمرين من القطاع الخاص والقطاع العام والتواصل الدائم مع الجهات الموردة لأحدث التكنولوجيات.
ولفت العقيل إلى أن “جويك” ستقدم خلال “ملتقى استثمر في قطر 2015” مجموعة من الفرص لدولة قطر وذلك في القطاعات الصناعية الواعدة، خصوصاً في مجال الصناعات الدوائية والغذائية، ومواد البناء الخضراء وإعادة التدوير، والبتروكيماويات، والألومنيوم، بحيث تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 500 مليون ريال قطري.
وأوضح أن هذه المشاريع في حال تنفيذها ستوفر فرص عمل لقرابة 345 فنياً وإدارياً من مواطني دول المجلس، مضيفا أن خبراء “جويك” سيكونون على أتم الاستعداد لتقديم أية معلومات حول الفرص الاستثمارية المتاحة لدى المنظمة سواء التي ستعرض خلال يومي الملتقى أو التي يمكن إعدادها بناء لطلب أي مستثمر، هذا إلى جانب جهوزيتهم للرد على استفسارات رجال الأعمال والمستثمرين، خلال الملتقى وبعده.
ولفت الأمين العام لجويك إلى أن دولة قطر حرصت على بناء شبكة علاقات واسعة مع دول العالم لتؤمن إسهام جميع هذه الدول في المشروعات الصناعية والعمرانية التي تنوي إنجازها خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن توجه “جويك” كان نحو إيجاد فرص في قطاعات صناعية تعتمد على التقنيات المتطورة والحديثة وتشكل قيمة مضافة عالية، معتبراً أن الملتقى سيكون حجر الأساس لتقديم كل ما من شأنه دعم القطاع الصناعي والنهوض به إلى مستوى دول العالم الصناعية المتقدمة.
وشهدت فعاليات ملتقى “استثمر في قطر 2015” جلسة حوارية تحت عنوان “الوقت المناسب للاستثمار في قطر” ترأسها السيد عبد الرحمن الأنصاري، الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للصناعات التحويلية (QIMC) وشارك فيها المهندس سعيد مبارك الكواري، مدير إدارة التنمية الصناعية في وزارة الطاقة والصناعة ورئيس مجلس إدارة “جويك”، بورقة عمل حول التنوع في الصناعات القطرية، والمهندس فهد راشد الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة المناطق الاقتصادية “مناطق” الذي قدم ورقة بعنوان “شركة المناطق الاقتصادية ترتقي بالاقتصاد القطري لآفاق جديدة”.
أما الأستاذ عبد العزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية QDB، فتناول في ورقته الحوافز وخدمات الاستثمار الأفضل المتوفرة للمستثمرين في قطر.
وفي الجلسة الثانية بعنوان “لماذا الاستثمار في قطر؟” التي ترأسها السيد عبد الرحيم حسن نقي الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، قدم الدكتور علي حامد الملا، الأمين العام المساعد لقطاع المشروعات الصناعية في “جويك”، ورقة شاملة حول القطاعات الواعدة في الصناعات القطرية.
وخلال نفس الجلسة قدم السيد حمد خميس الكبيسي، المدير التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الأعمال من بنك قطر للتنمية، ورقة حول منتجات وخدمات البنك وما ينبغي أن يعلمه المستثمرون، ثم استعرض السيد حمد النعيمي، الرئيس التنفيذي للعمليات من “مناطق” ورقة حول “مشاريع مناطق – بنية تحتية من الطراز العالمي وإمكانيات لا مثيل لها”، أما السيد حمد حسن الجمالي، المدير العام المساعد لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بنك قطر الوطني، فتناول في ورقته “آليات التمويل من بنك قطر الوطني لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.
وفي الختام قدم السيد عبد العزيز حمد الدليمي الرئيس التنفيذي لشركة الخليج للبترول ورقة عمل حول “الفرص المتاحة للقطاع الخاص وكيفية التغلب على التحديات”.
أما الجلسة الثالثة فكان محورها “صناعات الألومنيوم التحويلية في قطر فرص لم تستغل”، وقدم السيد يوسف اليعقوب، المدير العام لشركة قطر لسحب الألومنيوم، ورقة عمل حول صناعة الألومنيوم غير التقليدية مفتاح للصادرات للأسواق التنافسية، وصناعات الألومنيوم في قطاع السيارات، وقدم السيد خالد محمد سلطان لرم، نائب الرئيس التنفيذي “ألومنيوم قطر”، تعريفاً بمنتجات الشركة.
وقدمت “جويك” فرصتين للاستثمار في صناعات الألمونيوم في قطر. وحسب الدراسات التحليلية التي قامت بها “منظمة الخليج للاستشارات الصناعية” تشير المعطيات إلى أن هناك العديد من الفرص الواعدة التي يمكن أن تشكل قيمة مضافة للاقتصاد القطري، وتساهم في النهوض بالقطاع الصناعي في قطر والخليج بشكل عام.
وتستند المنظمة للقيام بهذه الدراسات للفرص الاستثمارية الصناعية إلى دراسة الخارطة الصناعية لدول مجلس التعاون الخليجي التي حددت الصناعات الواعدة على مستوى دول المنطقة.
على جانب آخر، جرى على هامش الملتقى توقيع مذكرة تفاهم بين “منظمة الخليج للاستشارات الصناعية” (جويك)، وشركة “مناطق”، وقعها كل من السيد عبد العزيز بن حمد العقيل الأمين العام للمنظمة والمهندس فهد راشد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة “مناطق”، والتي من أهدافها التعاون في إعداد فرص الاستثمار الصناعي في دولة قطر والعمل على ترويجها محلياً وخليجياً وعالمياً.
ويستكمل ملتقى “استثمر في قطر 2015 ” أعماله غداً الثلاثاء فتعقد ورشة العمل الأولى حول مشاركة المرأة الفاعلة في الاستثمار وكونها ضرورة للتنمية الاقتصادية بدول مجلس التعاون، وتترأس الجلسة سعادة د. شيخة بنت جبر آل ثاني عضوة هيئة التدريس بجامعه قطر، حيث ستقدم ورقة عمل بعنوان ” تمكين دور المرأة في الصناعة – التحديات وقصص النجاح”.
كما تقدم سعادة الشيخة منيرة بنت سعود آل ثاني عضوة اللجنة التنفيذية بمنتدى سيدات الأعمال القطريات في غرفة قطر، ورقة عمل حول “دور المرأة القطرية في الصناعة”.
وستتحدث د. ليلى ذياب مستشارة التخطيط الإستراتيجي في “جويك” عن القطاعات الصناعية التي تتفوق فيها الإستثمارات النسائية، بينما تقدم المهندسة نجاح المؤمن مستشارة تطوير الأعمال في “جويك” فرصتين استثماريتين.
كما تعقد ورش عمل حول “الصناعات الدوائية في قطر صناعة تشتد الحاجة اليها”، و”صناعة البتروكيماويات في قطر هل الوقت مناسب للاستثمار في صناعة البتروكيماويات؟”، و”صناعة إدارة النفايات وإعادة التدوير- الاستثمار في بيئة نظيفة”. وتقدم “جويك” في كل ورشة فرصتين للاستثمار الصناعي.