الشارقة – الإمارات
أعلنت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بإمارة الشارقة، عن استهدافها زيادة التدفقات السياحية للإمارة للوصول إلى 10 ملايين سائح وزائر ومتسوق خلال الـ 6 أعوام المقبلة، ضمن «رؤية سياحة الشارقة 2021». وذلك بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي على تأسيسها.
وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة في فندق راديسون بلو بالشارقة، أمس، وبحضور كل من محمد علي النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وخالد جاسم المدفع، المدير العام للهيئة، بالإضافة لمجموعة من كبار الشخصيات والفاعلين في قطاعات السياحة والسفر والضيافة.
مضاعفة
وقال محمد علي النومان، إن إمارة الشارقة تتطلع لمضاعفة أعداد زائريها على صعيدي السياحة الخارجية والداخلية، للوصول إلى الرقم المستهدف تحقيقه من 10 ملايين سائح وزائر ومتسوق بالإمارة بحلول 2021، مشيراً إلى أن عدد نزلاء الفنادق بالإمارة بلغ 2.03 مليون نزيل في 2014، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة الإشغال الفندقي بنحو 3.5 %، مقارنة بالعام الأسبق.
وأضاف أنه جارٍ العمل على التوسع في أسواق جديدة، وتعزيز أسواق قائمة، وعلى رأسها الصين، لمضاعفة عدد النزلاء خلال الـ 6 سنوات المقبلة للوصول إلى نحو 4 ملايين نزيل فندقي، ما يدعم تحقيق الهدف المنشود، فضلاً عن مساعٍ لتعزيز سياحة المؤتمرات والمعارض، من خلال تشجيع الفنادق على تطوير المرافق الخاصة باستقبال واستضافة فعاليات كبرى، إلى جانب المعارض التي يستضيفها مركز إكسبو الشارقة، لرفع عدد الزوار والوافدين، والذين بلغوا في حدود مليون زائر العام الماضي، ومستهدف الوصول إلى 2 مليون بحلول 2021.
وتابع النومان، أن أحد أهم التحديات الجاري العمل على مواجهتها، هو زيادة المعروض من الغرف الفندقية بالإمارة، لمواجهة الزيادة المتوقعة في الطلب، مشيراً إلى أنه حتى الآن تم إصدار رخص لـ 30 منشأة فندقية جديدة، جاري العمل على إنشائها السنوات المقبلة، لتضيف 3 آلاف غرفة جديدة، موضحاً أن الفنادق الجديدة تتراوح بين 3 إلى 5 نجوم، لتلبي احتياجات مختلف العائلات، إذ تستهدف الإمارة، السياحة العائلية في المقام الأول، معرباً عن أمله في إضافة 5 آلاف غرفة خلال السنوات القادمة بحلول 2021، للوصول إلى نحو 15 ألف غرفة فندقية مقابل 10 آلاف حالياً.
تنمية
وقال إن الهدف من تنمية القطاع السياحي، ليس فقط من خلال زيادة أعداد نزلاء الفنادق، إذ تحتل السياحة المحلية بالإمارة نحو 50 % تقريباً، وإنما نعمل على تطوير القطاع ككل، وتدعيمه كوجهة سياحية عائلية مميزة من خلال العديد من الفعاليات والمبادرات التي سيتم الإعلان عنها الفترة المقبلة.
وأضاف أن الهيئة ستعمل بالتعاون مع المؤسسات الحكومية الأخرى، وبدعم من المجلس التنفيذي الموقر، ضمن منظومة عمل مشتركة، تتضافر فيها جهود الدوائر الحكومية، بالتكامل مع شركات القطاع الخاص العاملة في قطاعات الطيران والسياحة والفنادق، لتنمية وتطوير هذا القطاع، إلى جانب تقديم حوافز تشجيعية للمستثمرين، لضخ مزيد من الاستثمارات بالقطاع الفندقي خلال الفترة المقبلة في مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى والشرقية من جانب، وإعطاء حوافز جاذبة للسياح من جانب آخر، ما قد يشمل أسعاراً تنافسية للأراضي أو إعفاءات ضريبة، لافتاً إلى أنه جارٍ الآن دراسة العديد من المقترحات، للإعلان قريباً عن حزمة من الحوافز التي تخدم الوصول إلى الهدف المنشود.
وأكد النومان على أن الشارقة استطاعت أن تعزز مكانتها الرائدة كعاصمة الثقافة للدولة، وأن تحجز لنفسها مكانة متميزة على خريطة السياحة العالمية، مستندة في ذلك على المقومات السياحية التاريخية والثقافية، وكذلك البنية التحتية المتطورة، وخدمات الضيافة المبتكرة التي تجعلها قادرة على الاستمرار في استقطاب واستيعاب السائحين من حول العالم.
تطوير
ومع ذلك، يظل الاستمرار في تطوير القدرات السياحية، وطرح المبادرات التنموية وإطلاق المشروعات الاستراتيجية، أمراً أساسياً لضمان ديمومة التميز والتفرد والتوجه نحو المستقبل، بعروض سياحية متجددة، تفتح آفاقاً تتسع معها الحصة السوقية في هذا القطاع الاقتصادي الهام. وأضاف، في تصريحات على هامش المؤتمر، أن السياحة حققت نحو 7 مليارات درهم في 2014، ما يعادل نحو 8.5 % من الناتج المحلي للإمارة، متوقعاً تحقيق نسب أعلى خلال السنوات المقبلة.
وأوضح أن الحكومة تعمل على تطوير البنية التحتية بالإمارة، من خلال العديد من المشروعات الضخمة الجاري العمل عليها، والتي ستطلقها قريباً، ما يدعم تعزيز المقاصد السياحية بالإمارة. مؤكداً على أن الهيئة تعكف على تنمية القطاع، انطلاقاً من التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتابعة الحثيثة من قِبل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة.
وأضاف النومان، أن الهيئة ستعمل على توسيع عناصر الجذب السياحي، بما نمتلكه من معالم سياحية متميزة، وبنية تحتية متطورة، كما سنستهدف السائح بشكل رئيس، لنقدم له تجربة استثنائية تهتم بأدق التفاصيل منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته، وسننتهج استراتيجية تسويقية مبتكرة، تتمكن الشارقة من خلالها من اكتساب حصة سوقية أكبر.
كما أكد على أن الهيئة ستبذل كل جهدها، وستسخر كل إمكاناتها، لتحقيق رؤية سياحة الشارقة 2021.
ومن جانبه، قدم خالد المدفع، عرضاً توضيحياً لخطة الهيئة للتحقيق رؤية سياحة الشارقة 2021. من خلال استعراض متوسط النمو السنوي للسياحة بالإمارة خلال الأربع سنوات الماضية، والذي سجل 23 %، من خلال ارتفاع أعداد السائحين من 1.56 مليون سائح في 2010، إلى 2.03 مليون سائح في 2014.
ابتكار
وأوضح أن الهيئة عملت على دراسة وتفهم العوامل التي تؤثر في المنظومة السياحية على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، كما قامت بتحليل بيانات تطور الحركة السياحية في الإمارة بشكل علمي ومنهجي، ليترجم هذا الجهد إلى رؤية استراتيجية ذات أهداف طموحة، ترسم ملامح القطاع السياحي للإمارة، من خلال خطة عمل قائمة على 4 محاور استراتيجية.
وتتضمن تعزيز مكانة الشارقة كوجهة رائدة في السياحة العائلية، من خلال طرح باقات وعروض متميزة، مصممة خصيصاً للعائلات للاستفادة القصوى من المقومات التراثية والثقافية والترفيهية في إمارة الشارقة، وكذلك اتباع مقاربة مبتكرة في تطوير القطاع السياحي، بهدف تحسين تجربة السائح، من خلال توفير حلول مبتكرة، كما سيشكل تطوير وتنمية القدرات والمقومات السياحية لإمارة الشارقة، محوراً هاماً في تحقيق رؤية 2021، بالإضافة إلى الترويج والتسويق الفعّال لعناصر الجذب الثقافية والتراثية التي تمتلكها الإمارة.