الدوحة – قطر
أشاد مسؤولو البيئة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتجربة القطرية الرائدة في معالجة النفايات واهتمام الدولة بالمحافظة على البيئة من خلال إنشاء مركز متميز لمعالجة النفايات بمسيعيد يُعتبر الرائد بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يعمل بتقنيات عالمية حديثة في هذا المجال.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية قامت بها وفود دول مجلس التعاون لمركز معالجة النفايات ومرافقه المتعددة، والتي تضم (26) مسؤولاً رفيعي المستوى من وكلاء الوزارات ورؤساء هيئات البيئة والمديرين والمختصين.
وتم خلال الزيارة تقديم عرض مرئي للزائرين يوضح نظام عمل المركز من مرحلة استلام المخلفات ومروراً بمراحل المعالجة ومنها (منطقة الفرز، المحرقة ، مصنع السماد العضوي) وصولاً إلى المطمر الهندسي كمرحلة أخيرة لاستقبال المخلفات على شكل رماد، بالإضافة إلى تنظيم جولة ميدانية لكافة مرافق المركز وإطلاع الوفود على آلية العمل المتبعة على أرض الواقع، كما تم عقد جلسة نقاشية للرد على جميع استفسارات وتساؤلات الوفد الخليجي.
وقد أشادت وفود دول مجلس التعاون المسؤولة عن البيئة بالتجربة القطرية الفريدة والرائدة في إنشاء هذا المركز الذي يعمل بتقنيات عالمية حديثة، ويعد الرائد بمنطقة الشرق الأوسط في مجال إدارة معالجة النفايات.
الجدير بالذكر أن دولة قطر استثمرت مبالغ مالية تقدر بـنحو (4) مليارات ريال قطري لتصميم وبناء وتشغيل مركز معالجة النفايات ، بالإضافة إلى إنشاء (4) محطات ترحيل (جنوب الدوحة ، غرب الدوحة ، المنطقة الصناعية ، العوينة).
وخلال الزيارة قدم السيد سفر مبارك آل شافي مدير مشروع النظافة العامة وإدارة الأعتدة الميكانيكية ومركز معالجة النفايات للضيوف، شرحاً وافياً عن أعمال المركز الذي بدأ تشغيله في أكتوبر2011م ويعمل على تحويل المخلفات المنزلية إلى طاقة (waste Energy) وإنتاج سماد عضوي عالي الجودة بنوعية الصلب والسائل، بالإضافة إلى قيام المركز بفرز المخلفات القابلة للتدوير بطرق تقنية حديثة مثل الأوراق ، الألمنيوم، البلاستيك وغيرها، ومن ثم تجميعها في أماكن مخصصة للاستفادة منها من خلال إعادة تدويرها بالتعاون مع شركات القطاع الخاص.
وأوضح آل شافي أن مركز معالجة النفايات بمسيعيد التابع لوزارة البلدية والتخطيط العمراني من أكبر المراكز المتخصصة للمعالجة بمنطقة الشرق الأوسط ، حيث روعي في تصميمه تلبية كل متطلبات السلامة البيئية من حيث المعالجة والإنتاج، وتبلغ مساحة المركز ثلاثة كيلو مترات مربعة بالقرب من مدينة مسيعيد الصناعية.
ونوه السيد آل شافي بأن أهمية هذا المركز تعود لقيامه بمعالجة المخلفات بطريقة حديثة وآمنة، وأن خطوطه الثلاثة قابلة لاستيعاب ومعالجة المخلفات المنزلية والزراعية ومخلفات المقاصب وتحويلها الى مواد يمكن الاستفادة منها ، كما يقوم المركز ضمن عملياته بمعالجة مخلفات البناء بإعادة تدويرها إلى مواد قابلة للاستخدامات المختلفة.
وأكد أن المركز يعمل على حل مشكلة المخلفات المنزلية بشكل كامل وبطريقة صحية وآمنة، حيث تجرى جميع العمليات داخل مواقع مغلقة مما يقلل من الانبعاثات فلا يتبقى من المخلفات إلا نسبة ضئيلة تقدر بنحو (3-5) بالمائة في صورة رماد(fly ash)، فضلاً عن الاستفادة من القمامة في إنتاج السماد والطاقة التي تقدر بنحو (50) ميجاواط وهي كافية لتشغيل المركز وإدخال الزائد منها للشبكة العامة.
وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية للمركز تقدر بنحو (2300) طن في اليوم ، وقد روعي في تصميم المركز قابلية التوسع فيه مستقبلاً لمواكبة حركة التنمية، حيث صمم بطريقة تسمح بإضافة العديد من خطوط المعالجة في تركيبته.