الدوحة – قطر
بدأت أمس أعمال المنتدى الاقتصادي القطري – الإماراتي الذي حضره كل من سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة، وسعادة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، إلى جانب جمع كبير من رجال الأعمال في كل من قطر والامارات لبحث فرص التعاون المشترك وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وقال سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة،إن انعقاد المنتدى الاقتصادي القطري الاماراتي، يمثل فرصة لمزيد من التواصل بين الشعبين الشقيقين، مما يعكس اهتمام البلدين وحرصهما على تطوير وتنمية علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري، ويؤكد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبين سعادة وزير الاقتصاد والتجارة، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، امتازت بالتطور والنمو مستفيدة من قواسم مشتركة في إطار السوق الخليجية والتي تم إقرارها في الدوحة في العام 2007، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، وتجسد ذلك من خلال التعاون المشترك على مستوى القطاع الحكومي والخاص، إضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين قطر والإمارات ليصل في العام 2014 إلى 34 مليار ريال وبزيادة قدرها 23 بالمائة عن العام 2013 مما يعتبر انعكاسا للإجراءات التي اتخذتها الدولتان بهدف المزيد من التعاون والتبادل المشترك.
وأضاف أن الإمارات تعتبر الشريك التجاري الخامس لدولة قطر كما يحفل النشاط التجاري في دولة قطر بأكثر من 90 شركة ومؤسسة مملوكة لمواطنين إماراتيين، إلى جانب 988 شركة مختلطة قطرية إماراتية بإجمالي رأس مال يبلغ أكثر من 16 مليار ريال.
وشدد على أن السوق القطرية مفتوحة أمام المستثمرين على اختلاف نشاطاتهم الاقتصادية وتوجهاتهم الاستثمارية مما يأمل أن يسهم إيجابا في دفع توسع خطى الاستثمار بين البلدين وبالعلاقات المشتركة نحو آفاق جديدة في ظل النهضة الاقتصادية الكبيرة في البلدين.. معربا عن أمله أن يثمر هذا المنتدى في إقامة مشروعات اقتصادية مشتركة وصفقات بين رجال الأعمال من الطرفين تدفع بالعلاقات المتميزة إلى المزيد من التطور.
من جانبه، أكد سعادة المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، أن هذا المنتدى يعكس الرغبة الصادقة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، من خلال دعوة رجال الأعمال الإماراتيين للاطلاع على الفرص الواعدة التي تمتلكها دولة قطر في العديد من المجالات، مضيفا “إن وجودنا اليوم هنا يعد تأكيدا لاستمرار العلاقات التاريخية والروابط المتينة بين الشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى نسبة تزيد على 200 في المائة خلال السنوات الماضية، مؤكدا السعي الى تعزيز هذا القطاع من خلال لقاء اليوم والخطة المستقبلية المرسومة في هذا الصدد”.
وأشاد سعادة وزير الاقتصاد الإماراتي، بالتطور الذي يشهده الاقتصاد القطري، الذي من المتوقع أن يسجل خلال السنوات المقبلة نموا ما بين 5 و7 بالمائة، مضيفا أن الامارات وقطر تشتركان في أن لديهما اقتصادا قويا، ورائدا في مجال التنافسية العالمية، وذلك استنادا الى تقييم منظمات دولية خاصة في هذا المجال، إلا أنه حذر من تحديات كبيرة في اقتصاديات المنطقة تقتضي العمل الجاد لتخطيها خاصة ما يتعلق بالمحافظة على النجاحات التي تم تحقيقها خصوصا في قطاع النقل الجوي والطيران.
وبين سعادة وزير الاقتصاد الإماراتي، أن أهم حدثين ستشهدهما المرحلة المقبلة يتلخصان في تنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022 والتي نفخر باستضافة دولة قطر لها، إلى جانب تنظيم دبي لمعرض اكسبو 2020، مما يخلق فرصا متميزة أمام رجال الأعمال من الطرفين، متمنيا أن تكون هذه اللقاءات فرصة أمام الشركات الوطنية للاستفادة مما توفره الحكومات من فرص لوضع القطاع الخاص في المسار الصحيح، سعيا إلى خدمة المواطن وتوفير الفرص أمام السكان.
ودعا الشركات بين الجانبين إلى التعاون وبناء شركات ثنائية من شأنها أن تحقق إنجازات في ظل الفرص المتاحة، خاصة مع كمية رحلات الطيران الأسبوعية بين البلدين التي تكاد تصل إلى رحلة في كل ساعة.
وفي تصريح صحفي على هامش المنتدى أكد وزير الاقتصاد الإماراتي على قوة العلاقات القطرية الإماراتية وحرص قيادة البلدين على تطوير ودعم هذه العلاقات في جميع المجالات.
وأضاف أن المنتدى ركز على أهمية زيادة وتطوير العلاقات المشتركة في جميع المجالات خاصة الاقتصادية منها، وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والاستفادة من خبرات الدولتين في قطاعات مختلفة، إضافة إلى التعاون والاستثمار المشترك في قطاع صناعات البتروكيماويات، وفي قطاع القوانين والتشريعات والتدريب لخلق كفاءات إدارية في البلدين.
وأكد الوزير الإماراتي أن البلدين يشهدان تطورا اقتصاديا يعتبر الأقوى على مستوى العالم، إلى جانب قدرات تنافسية يتمتع بها اقتصاد كل من البلدين بشهادة المؤسسات العالمية، مشيرا إلى وجود أكثر من 225 رحلة طيران أسبوعية بين البلدين مما يمثل تواصلا قويا في قطاع السياحة، موضحا أن “الرؤية المستقبلية للعلاقات بين البلدين واضحة جدا وهناك تفاؤل كبير من وجود الوفد الإماراتي على أعلى مستوى، لدعم العلاقة بين البلدين وخلق شراكة مميزة في المستقبل”.. مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد تواصلا دائما ومستمرا بين البلدين لدعم العلاقات المشتركة، حيث تم الاتفاق مع سعادة وزير الاقتصاد القطري على خطة عمل لتنمية وتطوير العلاقات المشتركة.
وحول مطالبة رجال الأعمال في البلدين بإنشاء مجلس أعمال مشترك، أكد سعادة المهندس المنصوري أن “هذا الاقتراح جيد جدا وستتم دراسته بصورة جدية مع الأطراف المختلفة لإعلان هذا المجلس بين رجال الأعمال في البلدين الذي سيكون له دور كبير في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات المشتركة، وضمان عملية التواصل الدائم في إطار تنظيمي شامل، موضحا أنه سيتم بحث هذا الاقتراح مع سعادة وزير الاقتصاد القطري بهدف تفعيله خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن الروابط بين البلدين تدعم هذا الاتجاه في ظل التواجد الكبير للشركات الإماراتية والقطرية في كلا البلدين”.