بعد طول انتظار امتد لسنوات تشهد بورصة قطر الأربعاء القادم إدراج بنك قطر الأول، وبغض النظر عن أسباب تأخر إدراج شركات جديدة في سوق الأسهم، فإن دخول بنك جديد للسوق من شأنه أن يساهم في إعطاء عمق للسوق ويخلق فرصا استثمارية جديدة.
وأكد معمر عواد المختص في أسواق المال أن إدراج “قطر الأول”، الذي يعمل تحت مظلة مركز قطر للمال، قد يفتح المجال أمام إدراجات جديدة خلال الفترة القادمة. وأوضح أن طول انتظار تداول شركات جديدة في السوق أفقد نوعا ما أهمية عملية الطرح. وأوضح أنه لا يتوقع وجود عمليات تسييل من طرف المساهمين، خاصة وأن عدد الأسهم المطروحة للتداول من المتوقع ألا تكون ذات حجم كبير. وأعرب عواد أن طرح شركات لإدراج عبر الاكتتاب العام، وطرح جزء هام من رأس المال للتداول يخلق حيوية أكبر ويشجع على دخول مستثمرين جدد إلى سوق الأسهم.
وستدرج أسهم بنك قطر الأول، وفق بورصة قطر، برمز “QFBQ” في قطاع البنوك والخدمات المالية. وسيكون السعر الاسترشادي المعتمد 15 ريالاً وبنسبة تذبذب تبلغ 30% صعوداً وهبوطاً في يوم الإدراج الأول فقط، بينما سيسمح اعتباراً من اليوم الثاني بتذبذب السعر بنسبة 10 % صعوداً وهبوطاً ، شأنه في ذلك شأن الشركات الأخرى المدرجة في السوق والخاضعة لقونين بورصة قطر .
وتوفر بورصة قطر سوقاً منظمة تتيح للشركات المُدرجة الحصول على التمويل الذي تحتاجه سواء من مستثمرين محليين أو دوليين، بهدف التوسع في أعمالها. وتتمثل أهمية إدراج الأوراق المالية في البورصة، والتي تشمل الأسهم والسندات والصكوك، في توفير مكان موحد يسهّل على المستثمرين والجهات المصدرة تنفيذ وإتمام صفقاتهم. في حين تعتمد أسواق التداول خارج نطاق البورصة OTC Markets، وهي أسواق للتداول عبر شبكات الاتصال، على ترتيبات ثنائية لا مركزية، فإن المنتج (الورقة المالية) الذي يتم تداوله عن طريق البورصة، يمتاز بتدني نسبة المخاطر التي يمثلها الطرف المقابل، بالنظر إلى أن المشاركين في السوق يخضعون لرقابة الجهات المنظمة، وهم أعضاء في السوق وارتفاع السيولة نتيجة مركزية التداول والسعر الموحّد، والجودة في تنفيذ الصفقات، والرقابة التنظيمية ذات الأهمية.
وتقدم بورصة قطر منصة لتداول الصناديق الاستثمارية المتداولة، والتي هي عبارة عن صناديق مفتوحة، ترتكز على مؤشر ما Index-based Funds، ويتم تداولها بصورة يومية، وتوفر فرصا عديدة ومتنوعة للاستثمار في العديد من الأسواق المتطورة والناشئة وشبه الناشئة، وفي الأسهم والدخل الثابت والسلع.
وتوفر صناديق الاستثمار المتداول للمستثمرين سهولة الدخول على الأسواق التي من الصعب الاستثمار فيها.
جدير بالذكر أن بورصة قطر والريان للاستثمار استحدثا مؤشرا جديدا بمسمى “مؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي” الذي تم إطلاقه رسمياً في يناير 2013. ويرتكز المؤشر على سيولة الأسهم المتاحة للتداول وقيمة رسملتها السوقية وذلك فقط لأسهم الشركات المدرجة في البورصة والتي تكون متوافقة مع الشريعة وفقاً لرأي هيئة الرقابة الشرعية في مصرف الريان.
والملاحظ أن مستويات السيولة قد ارتفعت داخل مقصورة التداولات خلال الفترة السابقة حيث يتراوح مستوى التداول اليومي بين 400 مليون ريال و500 مليون ريال. وهو ما قد يساهم في تنشيط حركة التداول على سهم “قطر الأول”.