مجلة كيوبزنس Q Business magazine
تدرس شركة سويدية القيام بطرح عام أولي لتمويل استثمارات في إيران، وذلك في خطوة ستكون الأولى من نوعها منذ رفع العقوبات الدولية عن طهران.
لكن الاحترازات التي تأخذها لتوضيح أن معاملاتها سليمة تظهر الوقت والتكلفة اللازمين حتى لعملية بهذا الحجم الصغير.
فعلى الرغم من رفع العقوبات التجارية العالمية التي كانت مفروضة على إيران في يناير مقابل قيام طهران بكبح برنامجها النووي، فإن الولايات المتحدة مازالت تحظر على مواطنيها وشركاتها العمل مع إيران وتمنع التعامل مع قائمة مواطنين إيرانيين ترى أنهم ضالعون في أنشطة إرهابية أو غير مرغوبة.
ولهذا تتوخى «بومجرانيت إنفستمنت» التي تأسست في السويد عام 2014 الحذر في أثناء دخولها السوق الإيرانية.
وقال فلوريان هلميش الرئيس التنفيذي للشركة في تصريحات أثناء زيارة إلى لندن أمس الأول الاثنين إن الشركة التي جمعت 80 مليون يورو (91 مليون دولار) من المستثمرين الأوروبيين منذ 2014 توقعا لرفع العقوبات تأمل في إطلاق طرحها العام الأولي في السويد خلال 12 شهرا لتمويل استثمارات في قطاع التكنولوجيا الاستهلاكية بإيران.
ورفض الكشف عن حجم ما قد تجمعه الشركة، لكن لن يسمح للمواطنين الأمريكيين والكنديين ولا لشركات البلدين بالاكتتاب في الطرح.
وستجري كل المعاملات باليورو تفاديا لانتهاك الحظر المفروض على المدفوعات الدولارية من إيران وإليها عبر المؤسسات المالية الأمريكية وهو الحظر الذي مازال يثير مخاوف البنوك الأوروبية بعد أن غرمت الولايات المتحدة بعضها غرامات ضخمة بسبب العمل مع إيران.
لكن التحدي الرئيسي لأي شركة أجنبية سيكمن في فحص الشركاء الإيرانيين للتأكد من أنهم ليسوا على القائمة السوداء الأمريكية.
وقال هلميش «تعلمنا العمل في بيئة العقوبات وهو ما يعني الانخراط في قدر كبير من جهود التعرف على العميل أي الفحص الفني القانوني لكل شركائنا بمن فيهم البنوك التي نعمل معها».
ولكثير من الشركات الإيرانية ملاك مستفيدون من العسير الوصول إليهم مما يصبح من الصعب معه التأكد من أن الاستثمارات لن تؤول في نهاية المطاف مثلا إلى إمبراطورية الأعمال واسعة النطاق للحرس الثوري الذي تتهمه الولايات المتحدة برعاية الإرهاب.
وقال هلميش «أشركنا أسطولا من المحامين الذين يقدمون المشورة لنا فيما يتعلق بإخلاء المسؤولية والفحص الفني. أقول مجددا إن الأمر يرجع إلى تكلفة العمل. إنه يستغرق وقتا طويلا».
«لكن الفرصة تكمن هنا أيضا – كان بوسع الجميع القيام بما قمنا به لكن أحدا لم يفعل».
وقال هلميش الخبير في الأسواق الناشئة مثل روسيا والذي عمل من قبل لدى بنك الاستثمار الأمريكي رينيسانس كابيتال إن بومجرانيت تعمل مع «مزيج من البنوك السويدية والسويسرية» لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وقال «وجدنا البنوك الإقليمية غير المنكشفة على الولايات المتحدة أنسب بكثير لطريقتنا في العمل».
ونحو 50% من مساهمي بومجرانيت من السويد ومن بينهم المستثمر البارز بير بريليوث إلى جانب آخرين من بريطانيا وسويسرا ودول أوروبية أخرى.
واشترت الشركة بالفعل حصص أقلية في شركات إيرانية منها سراوا للإنترنت والتجارة الإلكترونية.