تحت الرعاية الكريمة لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، افتُتِح اليوم بمتحف الفن الإسلامي معرضًا جديدًا تحت عنوان “كنوز من الصين” ويستمر حتى 7 يناير 2017.
يضم المعرض باقة متنوعة من كنوز الحضارة الصينية، في مقدمتها واحدة من أشهر العجائب المعروفة على مستوى العالم وهي جيش محاربي “التيراكوتا” المصنوع من الطين الذي أمر إمبراطور الصين الأول بصنعه، إذ تمضي هذه المنحوتات الطينية بالزائر في رحلة فريدة إلى الماضي يكتشف خلالها 5 آلاف عام من الحضارة الصينية العريقة وتاريخها الثريّ.
وتُعرض محتويات المعرض تحت ثلاثة عناوين أولًا “مولد الحضارة، والمراسيم، والممالك”، وثانيًا “الوحدة العظيمة والرخاء وطريق الحرير” وثالثًا “البورسلين والصين الإمبريالية والفنون الملكية”.
وتتميز المعروضات بتنوعها الذي يغطي جميع الحقب التاريخية الكبرى للصين، إذ يشتمل المعرض على 116 قطعة فنية وأثرية يرجع تاريخها للفترة الممتدة بين العصر الحجري الحديث وحتى حكم سلالة تشينغ، مانحًا الزوار تجربة لا تنسى يستكشفون خلالها تاريخ الصين وماضيها.
وتتنوع المعروضات بين الفخاريات، والبرونز، وأحجار الجاد، والخزف، والذهب، والفضة، والمينا، والعديد من الكنوز الصينية الأخرى التي تم اختيارها من 5 متاحف ومؤسسات تراثية من جميع أنحاء الصين، وجميعها يبرز الإبداع والمهارة الصينية.
ويهدف المعرض إلى إحداث حالة من التكامل بين ثقافات الشرق والغرب، ومن ثم يتيح الفرصة أمام زائريه لتقدير العمق والثراء الذي تتميز به الثقافة الصينية وعاداتها.
وتعليقًا على المعرض، قال منصور بن ابراهيم ال محمود، الرئيس التنفيذي بالإنابة ومستشار سعادة رئيس مجلس الأمناء: “نفتخر بتقديم هذا المعرض للجمهور هنا في قطر ونشكر نظراءنا في جمهورية الصين الشعبية على دعمهم لنا في تنظيم هذا المعرض المذهل في قطر للمرة الأولى”.
وأضاف “ينسجم هذا المعرض الفريد من نوعه مع أهداف برنامج العام الثقافي 2016 الرامية إلى تعزيز التفاهم المشترك بين الدول. ونأمل أن يستمتع الزوار بهذا المعرض وأن يزيد من معرفتهم للثقافة الصينية وفهمها، فبرغم البعد الجغرافي بين قطر والصين، إلا أن البلدين تجمعهما أمور مشتركة كثيرة كحب التعليم والضيافة والشغف الثقافي بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية المتينة والروابط الدبلوماسية الإيجابية التي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي”.
يستقبل المعرض الجمهور بالمجان في قاعة المعارض الخاصة بمتحف الفن الإسلامي على مدرا الفترة من 7 سبتمبر 2016 وحتى 7 يناير 2017.
ويأتي تنظيم هذا المعرض بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض “ماذا عن الفن؟” للفنان الصيني المرموق دوليًا تساي جو تشانغ، ومعرض “حرير من طريق الحرير”، وكلاهما جاء تنظيمه في إطار برنامج العام الثقافي قطر الصين الذي يُعد أحد المبادرات الرائدة التي تتضمن تنظيم معارض ومهرجانات ومسابقات وفعاليات مصممة خصيصًا لتعزيز التفاهم بين البلدان وشعوبها عبر التبادل المعرفي للفنون والثقافة والتراث والرياضة.
وعلى هامش المعرض، سيتم تنظيم سلسلة من البرامج التعليمية وورش العمل. منها ورشة عمل مستلهمة من المعرض تنظّم في نوفمبر القادم للأطفال وعائلاتهم. ويتعلم خلالها الأطفال كيفية تشكيل الصلصال لصنع منحوتات مستلهمة من معروضات كنوز من الصين وصنع زهور صغيرة.
كما ستنظم ورش عمل أخرى خلال المعرض مخصصة لطلاب المدارس يتعلمون خلالها كيفية صنع منحوتات مستلهمة من جيش محاربي التيراكوتا الشهير، كما سيطلعون على تاريخ هذه المنحوتات والغرض من صناعتها.