اتفقت الدول الاعضاء في الاجتماع الأول للجنة الوزارية المعنية بمراقبة تطبيق خفض الإنتاج في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بفيينا أمس، بالإجماع علي آلية المراقبة التي تبنتها اللجنة. وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، إن اتفاق خفض انتاج النفط يمضي في الاتجاه الصحيح ومستوى الالتزام ممتاز، مشيراً إلى أن المنتجين يتوقعون نمو الطلب على النفط بنحو 1.2 مليون برميل في اليوم هذا العام دون تغيير عن العام الماضي. وأضاف السادة «حتى مع ارتفاع عدد منصات الحفر سنرى على الأرجح توازناً لسوق النفط». وأضاف: أعتقد أنه مع زيادة الطلب في نهاية المطاف فإن النفط الصخري سيجد من يأخذه بالكامل.وأكد عصام المرزوق رئيس اللجنة الوزارية المعنية بخفض الانتاج ووزير النفط الكويتي، إن اجتماع «اوبك» مع المنتجين المستقلين انتهي باتفاق تام علي آلية مراقبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج، علي أن تجتمع اللجنة يوم 17 من كل شهر، مبيناً أن الاجتماع التالي للجنة سيعقد في الكويت مارس المقبل. وشدد الوزير الكويتي علي أهمية الالتزام الكامل قائلاً، «لن نقبل أي شيء أقل من التزام 100% بالتخفيضات المتفق عليها بين أوبك والمنتجين المستقلين».
تبديد القلق
وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي امس إن منتجي النفط من أوبك وخارجها ملتزمون بتعهداتهم تقليص إنتاج النفط وإن المخزونات العالمية ستعود إلى متوسط خمس سنوات بحلول منتصف العام في حالة الالتزام الكامل.
وأبلغ الصحفيين قبيل أول اجتماع للجنة مراقبة الاتفاق «لا يوجد ما يدعونا للقول على نحو مفاجئ مع دخول يناير إننا بحاجة إلى خفض أكبر أو فترة أطول. هل سيتغير هذا في الربع الثاني؟ ربما لكن ذلك مستبعد اليوم». وتعهد المنتجون بخفض الإنتاج بداية من الشهر الحالي لدعم الأسعار.
من جانبه قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي عقب انتهاء الاجتماع الاول للجنة الوزارية إن «منتجي النفط ناقشوا بالتفصيل عملية المراقبة فيما يتعلق باتفاق النفط واتفقوا على تشكيل لجنة فنية ستعمل علي أساس شهري وستجتمع مرتين قبل اجتماع أوبك في مايو المقبل». مشيراً إلى أن مراقبة تخفيضات إنتاج النفط قد تشمل بيانات صادرات الخام والمنتجات النفطية. وبين نوفاك إن إنتاج النفط الروسي بلغ 11.15 مليون برميل يوميا في المتوسط منذ مطلع يناير الجاري مع بدء منتجي أوبك والمنتجين المستقلين تطبيق تخفيضات الإنتاج المتفق عليها من أجل تعزيز الأسعار.
وبالرغم من أن حصة انتاج «أوبك» الحالية تقدر بنحو 32.5 مليون برميل في اليوم من الانتاج الا أنها تملك الغالبية العظمي من الاحتياطات النفطية المؤكدة في العالم.
ووفقاً للتقديرات التي حصلت عليها «لوسيل» فان 81%من الاحتياطات النفطية المؤكدة في العالم تقع في دول (أوبك) اي نحو 1213.4 مليار برميل، بينما تملك الدول غير الاعضاء نحو 19% من الاحتياطات النفطية المؤكدة،279.2 مليار برميل .
1.8
مليون برميل
وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن اجتماع امس في فيينا والذي ضم أعضاء المنظمة وبعض المنتجين من خارجها بما في ذلك روسيا تبنى آلية لمراقبة الامتثال للتحقق من التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت على غير المتوقع بمقدار 2.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 يناير في حين أظهرت البيانات ارتفاعا أكبر بكثير من المتوقع في مخزونات البنزين.
وأكدت نوال الفزيغ محافظ دولة الكويت في (أوبك) ان الاجتماع يعد الاول من نوعه منذ اعلان تركيبة اللجنة الوزارية خلال اجتماع فيينا في ديسمبر الماضي، مضيفة ان اللجنة تضم في عضويتها ثلاث دول من داخل (اوبك) هي الكويت والجزائر و فنزويلا في حين يمثل الدول المنتجة من خارج المنظمة كل من روسيا وعمان.
واعتبرت الفزيع ان مشاركة رئيس (أوبك) الحالي وزير النفط السعودي خالد الفالح ورئيسها السابق وزير النفط القطري الدكتور محمد السادة خلال اجتماع اللجنة الوزارية يؤكد اهتمام وزراء (أوبك) بإنجاح مسار اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج.
وأوضحت الفزيع أن اللجنة الوزارية ستحدد مواعيد الاجتماعات المقبلة وطبيعة الآلية التي ستتم بموجبها مراقبة الإنتاج بشكل شهري.
وكانت (أوبك) قد توصلت لاتفاق تاريخي في 30 نوفمبر الماضي يقضي بتخفيض حجم إنتاج النفط بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً، ليصبح حجم إنتاجها نحو 32.5 مليون برميل يومياً.
ويقضي الاتفاق أيضا بأن تقوم الدول المنتجة للنفط، من تلك الدول خارج «أوبك»، بتخفيض حجم إنتاجها من النفط، بمعدل 600 ألف برميل يوميا. علما بأن روسيا، وبوصفها واحدة من كبار الدول المنتجة للنفط، أعلنت موافقتها على تخفيض إنتاجها، بمعدل 300 ألف برميل من النفط يوميا، سعيا من موسكو للحفاظ على استقرار أسعار النفط عالميا ودعم مساعي «أوبك» للوصول إلى هذا الهدف.