فشلت طيران الإمارت في تحديد رئيس تنفيذي جديد بعد مغادرة رئيسها السابق في يوليو الماضي في ظل الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال الفترة الماضية. وقالت شركة الاتحاد للطيران، أمس الإثنين، إنها أرجأت تعيين الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة حتى أواخر العام الحالي، مضيفة أن عملية اختيار رئيس جديد قاربت من نهايتها.
وفي مايو عينت الاتحاد راي جاميل، رئيسا تنفيذيا مؤقتا للمجموعة ليحل محل الرئيس التنفيذي المخضرم جيمس هوجان الذي غادر الشركة في الأول من يوليو. وقالت الاتحاد آنذاك إن عملية اختيار رئيس تنفيذي دائم بلغت مرحلة متقدمة وإنها ستصدر إعلانا «خلال الأسابيع القليلة المقبلة».
وأبلغ مصدر مطلع رويترز أنه تم اختيار رئيس تنفيذي جديد وأنه سينضم للشركة بعد 3 أشهر، دون ذكر الاسم. ورفض المصدر نشر اسمه لأن الأمر ليس علنيا.
وقال متحدث باسم الاتحاد في بيان إن الرئيس التنفيذي الجديد سيبدأ العمل في موعد أقصاه بداية عام 2018.
يواجه الرئيس التنفيذي الجديد تحديات في الوقت الذي تعاني فيه الشركة من مشاكل تتعلق باستثماراتها في شركات طيران متعثرة، مما ساهم في تكبد شركة الطيران المملوكة للدولة أول خسارة لها منذ 2010 في يوليو.
وشملت الخسائر مخصصات انخفاض قيمة قدرها 808 ملايين دولار مرتبطة باستثمارات في شركات طيران أخرى منها أليطاليا واير برلين.
وبدأت الاتحاد مراجعة شاملة العام الماضي قادت لسحب تمويل من أليطاليا وإير برلين وبيع حصة في شركة طيران ثالثة هي داروين.
وتقدمت كل من أليطاليا وإير برلين بطلب لإشهار إفلاسهما.
ولا تزال الاتحاد تمتلك حصص أقلية في ست شركات طيران من أستراليا إلى أوروبا من بينها أليطاليا وإير يرلين. ومن المرجح أن يواجه الرئيس التنفيذي الجديد حملة في الولايات المتحدة تدعو الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراء ضد ناقلات خليجية من بينها الاتحاد بسبب مزاعم بتلقيها دعما حكوميا. وتنفي شركات الطيران الخليجية هذه المزاعم.
وعلى صعيد متصل أرجعت تقارير صحفية تخلي طيران الاتحاد الإماراتية عن شركة “إير برلين” ودفعها للإفلاس إلى رغبة إمارة أبوظبي في الانتقام من حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد رفضها حصار قطر وعزلتها.
ونقل موقع دويتشه فيله الألماني أن تخلي أبوظبي عن شركة إير برلين -التي استحوذت عليها قبل أعوام- تقف خلفه دوافع سياسية مفاجئة.
وحسب الموقع، فإن أبرز هذه الدوافع هو رفض وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل حصار قطر حيث أكد أكثر من مرة رفضه عزلة الدوحة، وطالب بحل الأزمة الخليجية عبر الحوار.
وجاء في تقرير للموقع “إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن القرارات المتعلقة بالاستثمارات الضخمة تكون وراءها مواقف سياسية فإن المناخ السياسي الحالي بين البلدين بسبب حصار قطر سمح لإمارة أبوظبي باتخاذ قرار وقف الدعم في هذا التوقيت على الأرجح”.
ورجح مراقبون ألمان أن أبوظبي أرادت بهذا القرار الثأر من المستشارة أنجيلا ميركل وحكومتها “اللتين تميلان إلى الموقف القطري في الأزمة الخليجية الحالية”.
ويأتي “الثأر” من ألمانيا مع أن وزير خارجيتها صرح بأن برلين تقف على الحياد في هذا النزاع بين أصدقائها الخليجيين.
وترى ألمانيا أن الإماراتيين هم الخاسر الأكبر، ولا سيما أن أموالهم لن تعوض، وطائرات شركاتهم لن تحصل على حق الهبوط والإقلاع في مطارات ألمانية يرغبون بالحصول عليها منذ سنوات.
وفي مقال بعنوان “الشيوخ هم السبب” اعتبرت مجلة دير شبيغل أن تقدم شركة إير برلين الثلاثاء الماضي بطلب لإعلان إفلاسها مثّل خطوة مفاجئة وخطيرة سترتد تداعياتها سلبا لسنوات على علاقات برلين وأبوظبي.
وقالت إن هذا القرار سيؤدي لإحجام المستثمرين عن عقد أي صفقة مع الإمارات “التي لم يلتزم شيوخها حتى بالوعد الذي قطعوه للمستشارة أنجيلا ميركل”.
وتوقعت دير شبيغل أن يفضي تخلي أبوظبي بهذا الشكل الصادم عن “طيران برلين” وتركها تنهار إلى تداعيات شديدة السلبية على الاستثمار الدولي في الإمارات.