تشرع البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة والمدرجة في بورصة قطر الى جانب شركات التأمين واعادة التأمين والتكافل واعادة التكافل بداية من اليوم في الإعلان عن نتائجها المالية، الخاصة بالربع الثالث من العام الجاري، وسط توقعات بان تكون نتائج الاعمال مواكبة لتطلعات المراقبين وكبار المستثمرين من صناديق ومحافظ استثمارية وافراد.
وستكون مجموعة بنك قطر الوطني “مجموعة QNB ” اول المفصحين عن البيانات المالية والتي يتوقع ان تتجاوز المستويات المسجلة بنهاية التسعة اشهر من العام الماضي والتي سجلت حينها نموا بنسبة 11%، حيث قفزت من نحو 8.7 مليار ريال في نهاية التسعة اشهر من العام 2015 الى نحو 9.6 مليار ريال بنهاية التسعة اشهر من العام الماضي، مدفوعا بارتفاع صافي ايرادات الفوائد بنسبة 43% التي وصلت الى نحو 13.62 مليار ريال بنهاية سبتمبر 2016 مقارنة بنحو 9.5 مليار ريال بنهاية سبتمبر من العام 2015، الى جانب ارتفاع صافي ايرادات عمولات ورسوم بنسبة 62% لتصل الى مستوى 2.72 مليار ريال بنهاية نفس الفترة من العام الماضي مقارنة بنحو 1.68 مليار ريال بنهاية نفس الفترة من العام 2015.
وتشير توقعات “لوسيل” استنادا الى حسابات اجرتها الى ان صافي ارباح البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة سيبلغ سقف 16 مليار ريال ليتجاوزها بقليل محققا نسبة نمو تتراوح بين 1% و2%. اما شركات التأمين واعادة التأمين والتكافل وإعادة التكافل، فيتوقع ان يصل صافي ارباحها الى مستوى يتراوح بين 850 مليونا و900 مليون ريال بنهاية التسعة اشهر من العام الجاري.
وستكون نتائج الاعمال والاداء المتوقعة للبنوك والمصارف الاسلامية والمؤسسات المالية العاملة في الدولة خير تحد للحصار الذي فرضته كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بل انها ستعكس قدرة الشركات القطرية على مواجهة التحديات والتقلبات التي قد تفرضها المتغيرات، خاصة بعد ان نجحت في امتصاص صدمة النفط العالمية خلال العامين 2015 و2016 والتي كانت نتيجة التراجع الحاد في اسعار النفط بنسبة تجاوز 60%، حيث تراجعت الاسعار في السواق العالمية من مستويات 120 دولارا للبرميل الواحد الى مستوى 27 دولارا للبرميل الواحد في فبراير 2016.
وجاء نجاح البنوك والمصارف الاسلامية وباقي المؤسسات المالية والاستثمارية القطرية، في مواجهة ذلك التحدي الى عدة اسباب رئيسة، اولها هو وجود خطط استراتيجية للتعامل مع التقلبات والمتغيرات الاقتصادية ضمن ما تعرف بخطط ادارة المخاطر، اما السبب الثاني فيرتكز بالاساس الى تمكن تلك الشركات من انشاء مخصصات قوية في زمن الطفرة وتنويع الاستثمارات في عديد القطاعات بما يؤمن تغطية المطلبات، بعد ان استفادت من التجارب السابقة وخاصة اثر الازمة المالية العالمية في العام 2008، حيث قامت البنوك والمؤسسات المالية في الدولة طيلة التسع سنوات الماضية على اكتساب الخبرة وتركيز مخصصات تتماشي والمتطلبات والمعايير الدولية اضافة الضوابط الجهات الرقابية في الدولة وفي مقدمتهم وزارة المالية ووزارة الاقتصاد والتجارة ومصرف قطر المركزي.
وساهمت تلك الاجراءات في تدعيم اداء البنوك والشركات الوطنية وجعلها تحظى بتصنيفات ائتمانية عالية الجودة والاشادة والتنويه من قبل المؤسسات المالية المرموقة كمعهد بازل وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
أداء مالي قوي
في انتظار ان تستكمل البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة الاعلان عن نتائجها للتسعة اشهر الماضية، فان ابرز ما يلاحظ عن نتائج اعمال النصف الاول من العام الجاري هو مواصلة الاداء بشكل مطرد، سجل قطاع البنوك والخدمات المالية نموا بنهاية شهر يونيو من العام الجاري يساوي 1.88% بعد ان قفز صافي الارباح المجمعة لهذا القطاع من نحو 10.6 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي الى نحو 10.8 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري .
وقاد مصرف قطر الاسلامي المعروف اختصارا بـ”المصرف” مستويات النمو في قطاع البنوك والمصارف الاسلامية بنهاية النصف الاول من العام الجاري، حيث حاز على المركز الاول بعد ان حقق مصرف قطر الاسلامي نموا بنسبة 10.40%، تليه في المركز الثاني مجموعة بنك قطر الوطني “QNB” بعد ان حققت نموا يساوي 7%، اما في المركز الثالث فقد جاء بنك قطر الدولي الاسلامي في المركز الثالث بنسبة 3%.
في المقابل، حازت مجموعة بنك قطر الوطني QNB على المركز الاول من حيث صافي الارباح التي بلغت بنهاية شهر يونيو 2017 نحو 6.6 مليار ريال بنهاية النصف الاول من شهر يونيو من العام الجاري مقارنة بنحو 6.2 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي، يليها مصرف قطر الاسلامي بصافي ارباح يساوي 1.16 مليار ريال بنهاية شهر يونيو 2017 مقارنة بنحو 1.05 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي. كما حقق مصرف الريان ارباحا بلغت نحو 1.02 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري مقارنة بنحو 1.05 مليار ريال بنهاية نفس الفترة من العام الماضي.
وفي ذات السياق ارتفعت ارباح بنك قطر الدولي الاسلامي من نحو 443 مليون ريال بنهاية يونيو من العام الماضي الى مستوى 465.2 مليون ريال بنهاية نفس الفترة من العام الجاري، وحافظت ارباح البنك الخليجي على شبه استقرار حيث ظلت عند مستوى يقارب 320 مليون ريال، وبلغت ارباح بنك الدوحة 715.5 مليون ريال بنهاية يونيو من العام الجاري بنسبة نمو تساوي 1% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وارباح البنك الاهلي فقد بلغت 342.2 مليون ريال بنسبة نمو تساوي 2.85% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقد بلغت ارباح البنك التجاري نحو 179.5 مليون ريال.
وكنتيجة حتمية لنمو اراباح واعمال البنوك، فقد انعكست ارباح البنوك والمصارف الاسلامية المدرجة في البورصة على العائد على السهم، فكان افضل عائد مقدم من مجموعة بنك قطر الوطني QNB، حيث ارتفع العائد من 6.76 ريال للسهم الواحد بنهاية النصف الاول من العام الماضي، ليرتفع الى 7.20 ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري، يليه مصرف قطر الاسلامي الذي حقق عائدا على السهم ارتفاعا بـ 25 درهما مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث قفز من 4.25 ريال بنهاية يونيو 2016 ليصل الى 4.50 ريال بنهاية يونيو من العام الجاري. كما ارتفع العائد على السهم بالنسبة للدول الاسلامي خلال نفس الفترة من 2.93 ريال بنهاية يونيو 2016 ليصل الى 3.07 ريال بنهاية يونيو 2017.
الموجودات تدعم المراكز
دعمت البنوك والمصارف الاسلامية من موجوداتها خلال النصف الاول من العام الجاري، حيث بلغ اجمالي موجودات البنوك التسعة المدرجة ضمن البورصة نحو 1.380 تريليون ريال مقارنة بنحو 1.272 تريليون ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي اي بنسبة نمو تساوي 8.49%، حازت منها مجموعة بنك قطر الوطني على نحو 55.65% باجمالي موجودات يساوي 768.1 مليار ريال، يليه مصرف قطر الاسلامي الذي استحوذ على ما نسبته 10.64% بعد ان بلغت موجوداته 146.9 مليار ريال والتي سجلت نموا بنحو 9.21%، يليهم البنك التجاري بنسبة تساوي 10%، حيث نمت موجوداته من نحو 127.3 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الماضي الى نحو 133.4 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري.
الى ذلك فقد ارتفعت موجودات بنك الدوحة من 87.3 مليار ريال بنهاية يونيو 2016 لتصل الى نحو 91.8 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري، مسجلة نسبة نمو تساوي 5.15% كما ارتفعت موجودات الاهلي من نحو 34.3 مليار ريال في يونيو 2016 لتصل الى نحو 37.8 مليار ريال في نهاية يونيو من العام الجاري. اما بنك قطر الدولي الاسلامي فقد بلغت موجوداته 45.9 مليار ريال بنهاية يونيو 2017 مرتفعة من نحو 42.3 مليار ريال، مسجلة نسبة نمو تساوي 8.51%. وبلغت موجودات البنك الخليجي بنهاية نفس الفترة 58.2 مليار ريال اما موجودات مصرف الريان فقد قفزت من نحو 88.4 مليار ريال بنهاية يونيو 2016 لتصل الى نحو 93.2 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري.
الودائع تعزز السيولة
حققت البنوك التسعة المدرجة ضمن بورصة قطر بنهاية النصف الاول من العام الجاري حجم الودائع المعلن عنها، حيث قفزت من 848.2 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الى نحو 936.5 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري، مسجلة نسبة نمو تساوي 10.41%. وقدرت الودائع لدى مجموعة بنك قطر الوطني QNB بنحو 562.1 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري بما يمثل نحو 60.02%، وقدرت ودائع مصرف قطر الاسلامي بنحو 96.9 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري، مقارنة بنحو 95.3 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي، كما ارتفعت ودائع لدى البنك التجاري من نحو 72.1 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي الى نحو 74.4 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري. اما ودائع بنك قطر الدولي الاسلامي فقد بلغت نحو 28.8 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري مقارنة بنحو 28.3 مليار ريال في نهاية يونية من العام الماضي، اما ودائع البنك الاهلي فقد بلغت 22.1 مليار ريال بنهاية يونيو 2017، مسجلة نموا يساوي 6.25%. وقفزت ودائع بنك الدوحة من 52.4 مليار ريال بنهاية يونيو 2016 لتصل الى مستوى 56 مليار ريال بنهاية يونيو 2017 بنسبة نمو تساوي 6.87%، كما ارتفعت ودائع مصرف الريان من 57.8 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الماضي لتصل الى 61.2 مليار ريال بنهاية النصف الاول من العام الجاري.. وشهدت ودائع البنك الخليجي نموا بنسبة 5.57% حيث نمت من نحو 30.5 مليار ريال في يونيو 2016 الى نحو 32.2 مليار ريال في نهاية يونيو 2017. وبلغت ودائع بنك قطر الاول نحو 2.8 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري.
توسع في الإقراض لدعم النمو
واصلت البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة توسعها في تقديم التسهيلات الائتمانية والتمويل لمختلف القطاعات والانشطة بما يدعم مستويات النمو الاقتصادي بدرجة اولى ويعود بالنفع على الانشطة التشغيلية للجهاز المصرفي بشكل عام، حيث ارتفعت القروض البنكية والانشطة التمويلية للمصارف الاسلامية بنهاية النصف الاول من العام الجاري من نحو 938.3 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الماضي لتصل الى نحو 965 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الجاري بنسبة نمو تساوي 1.88%. وتصدرت مجموعة QNB المرتبة الاول من حيث القروض بنسبة تساوي 57.22% بعد أن بلغت نحو 552.2 مليار ريال، تليها الأنشطة التمويلية لمصرف قطر الاسلامي التي بلغت 109.7 مليار ريال بنهاية النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنحو 96.6 مليار ريال بنهاية يونيو من العام الماضي.