دبي – الإمارات
سجل القطاع الفندقي في الربع الأول من العام الجاري معدلات إشغال في الفنادق والشقق الفندقية بدبي بلغت نحو 87 %، كما وصلت إلى طاقتها القصوى 100% في العديد من المناسبات. وارجعت مصادر في القطاع السبب إلى الجهود التي تقوم بها المؤسسات الحكومية لتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية، بالإضافة إلى تعدد الفعاليات والمعارض التي نظمتها الإمارة خلال هذه الفترة والتي دفعت الكثير للقدوم إلى الإمارة، خصوصاً السياح من بلدان مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت المصادر إلى أن أسعار الغرف شهدت انخفاضاً طفيفاً خلال الربع الأول من العام الحالي وبنسبة تراوحت ما بين 5 إلى 10%، وأن هذا راجع بالأساس إلى ارتفاع مخزون الغرف في الإمارة حيث يبلغ عدد الغرف الفندقية في الإمارة حالياً ما يقارب 93 ألف غرفة فندقية مقارنة بـ82 ألف غرفة في 2014 بنمو 13%، كما أكدوا على أن العام الحالي شهد أداءً قوياً في جميع القطاعات الحيوية التي تشكل اقتصاد إمارة دبي، وطبعاً قطاع السياحة كان في مقدمتها.
حيث أجمع كل المهتمين بهذا القطاع على أن العام الحالي سيتفوق على العام الماضي الذي حققت فيه الإمارة رقماً قياسياً باستقبالها 11.6 مليون سائح، وأن دبي في الطريق الصحيح لتحقيق رؤية 2020 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تهدف إلى استقبال 20 مليون سائح بحلول العام 2020.
وأضافت المصادر أن أكثر القطاعات استفادة خلال الفترة ما بين يناير إلى مارس من العام الحالي كان قطاع سياحة الأعمال، حيث شكلت مساهمته من إجمالي نزلاء الفنادق خلال هذه الفترة ما يفوق 35%، مرجعين السبب وراء ذلك إلى كثرة الفعاليات الاقتصادية كالمؤتمرات والمعارض، وعلى رأسها أكبر معرضين في الشرق الأوسط وهما معرض الصحة العربي ومعرض الخليج للأغذية، كما شهدت الفترة دورة ناجحة جداً للقمة الحكومية التي أقيمت في منطقة الجميرا واستفادت منها كثير من فنادق المنطقة وفنادق النخلة.
هذا بالإضافة إلى الزخم الاقتصادي المتواصل للإمارة الذي انعكس إيجاباً على القطاع.
وأكدت المصادر بأن حصة السعوديين من إشغال الفنادق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، فاقت 30% بنسبة نمو بلغت 5% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي من حيث العدد، بالرغم من نمو عدد الغرف الفندقية بالمقارنة بين نفس الفترتين.
وحافظت الأسواق المصدرة على مراكزها كالصين والهند وألمانيا وأميركا والمملكة المتحدة وعمان والكويت، في حين شهدت بعض الأسواق تراجعاً خصوصاً روسيا بسبب العقوبات وبعض الأسواق الأوروبية بسبب انخفاض سعر صرف اليورو مقابل الدولار والدرهم.
فعاليات
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إن الربع الأول من العام الحالي شهد استمرارية في الأداء المميز لقطاع السياحة في إمارة دبي، حيث شهد العديد من الفعاليات التي رسخت مكانة دبي السياحية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وعلى رأسها مهرجان دبي للتسوق والمعارض كمعرض الصحة وجلفود والقمة الحكومية واختتم بعطلة الربيع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي أسهمت وبشكل كبير في رفد القطاع السياحي بدبي بالمزيد من السياح الخليجيين، وخاصة من الأسواق الرئيسية للإمارة وعلى رأسها السوق السعودي.
كما رفع موسم العطلات من أعداد نزلاء المنشآت الفندقية وتحديداً الشقق الفندقية التي تعد غالباً خياراً مفضلاً للعائلات وهي أهم الفئات الزائرة لدبي خلال عطلة الربيع حيث يفضل الكثيرون منهم قضاء عطلاتهم في الإمارة بسبب تنوع المنتج السياحي فيها وتوفر العروض الفندقية والفعاليات الترفيهية وفرص التسوق المتنوعة، وكلها عوامل تلبي متطلبات السياحة العائلية التي تتصدر زوار دبي خلال عطلة الربيع.
وتابع كاظم: تتمتع دبي بالكثير من المقومات التي تجعل منها الوجهة المفضلة للعائلات حيث توفر العديد من النشاطات الداخلية والخارجية من الشواطئ الذهبية، الى مرافق التسوق والأطعمة، الى الفعاليات المثيرة والبطولات الرياضية، الى النشاطات التي تتميز بالجرأة والمغامرة، الى العروض التراثية والثقافية الغنية مما يجعل منها الوجهة المثالية التي تستجيب لمتطلبات كل فرد من أفراد العائلة.
السياحة السعودية
وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق والشقق الفندقية، إن كل فنادقه سجلت معدلات إشغال قاربت 90% خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة نمو قاربت 5% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2013، مشيراً إلى أن دبي ماضية في تعزيز مكانتها ضمن الخارطة السياحية العالمية بفضل المشاريع العملاقة التي تطلقها في الفترة الأخيرة في القطاع.
وأشار إلى أن تعدد الفعاليات المختلفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وعلى رأسها مهرجان دبي للتسوق في دبي ساهم في جذب عدد أكبر من السياح من مختلف الفئات، سواء الترفيهية أو العائلية أو سياحة الأعمال والمؤتمرات.
وأشار إلى أن السياح من السعودية استحوذوا على أكثر من 30% من مجمل فنادق دبي وخصوصاً تلك القريبة من مراكز التسوق الكبرى، بينما تم ملاحظة زيادة كبيرة في عدد السياح القادمين من مصر.
موضحاً أن تعدد الجنسيات التي تتوافد على الإمارة خلال هذه الفترة يظهر بشكل واضح أن هذه الفعاليات أخذت طابع العالمية، وهو ما يرسخ اسم دبي عالياً كواحدة من أهم عواصم الفعاليات في العالم، معرباً عن أمله في أن تستمر الإمارة في استقطاب الأحداث العالمية من هذا الحجم لكونها تشكل دفعة قوية لقطاع الضيافة.
أداء غير متوقع
من جانبه قال أندرياس جيرسابيك، مدير عام فندق كونراد دبي: شهدت دبي خلال الربع الأول موسماً سياحياً مزدهراً بعدد كبير من السياح، وأنا شخصياً لم أكن أتوقع هذا النمو نظراً لأن أرقام الربع الأول من العام 2014 كانت قياسية فكان من الصعب تحطيمها، إلا أن دبي أثبتت أنها قادرة على ذلك، وهي في الطريق الصحيح لاستقبال 20 مليون سائح بحلول العام 2020.
وتوقع أن يحقق قطاع الفنادق في دبي نمواً قوياً خلال النصف الأول والفترة الممتدة حتى نهاية العام الجاري بشكل عام، في ظل الأداء الجيد الذي تحقق خلال الربع الأول وتعدد الفعاليات وتنامي مكانة دبي على خارطة السياحة العالمية، وقال أصحبت دبي اليوم واحدا من المقاصد التي يرغب معظم الناس في زيارتها وهي تنتمي لنفس الفئة مع لندن وباريس ونيويورك وبرشلونة.
إيرادات
وقال نعيم دركزللي، نائب الرئيس لفنادق الميلينيوم والكوبثورن بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الربع الأول من العام الحالي شهد مستويات إشغال عالية خصوصاً في شهري يناير وفبراير والذي حققت فيه فنادق المجموعة في الإمارة معدلات الإشغال قاربت 90% كما نمت إيرادات الإشغال بنسبة 12% مقارنة مع إيرادات نفس الفترة من العام الماضي.
وأشار إلى أن تعدد الفعاليات الكبيرة في هذه الفترة دائماً ما يشكل الدافع الأول لتحقيق أداءٍ قوي، لافتاً إلى أن مهرجان دبي للتسوق ومعرض الصحة العربي معرض الأغذية (جلفود) بالإضافة إلى العطل المدرسية في دول الخليج شكلت أهم محطات السياحة في دبي.
العام السابع
من جانبه قال حسين هاشم، المدير العام لفندقي البستان والمروج من روتانا، إن قطاع الفنادق في دبي يواصل للعام السابع على التوالي تحقيق نسب نمو قوية في جميع مؤشراته سواء معدلات الإشغال أو الزوار أو العوائد، وذلك بالرغم من النمو السريع الذي يشهده عدد الفنادق بالإمارة، وقال «كان عدد الغرف الفندقية يشير إلى أقل من 50 ألفا في منتصف العقد الماضي.
واليوم قاربنا على تخطي حاجز الـ100 ألف غرفة، وهو ما يعني أن دبي ضاعفت بنيتها الفندقية في حين أن المعدلات حافظت على مستوياتها فوق الـ85% على مدار العام سنوياً، وهذا رقم عالٍ جداً إذا ما قارناه بباقي الوجهات السياحية الرئيسية حول العالم».
وأضاف أن أهم الأحداث التي شهدتها الإمارة خلال الربع الأول كانت مهرجان التسوق ومعرضي الصحة وغلفود وعطلة الربيع، مشيراً الفندقان رفعا علامة «كامل العدد» خلال هذه الأحداث، مشيراً إلى أن فنادق الإمارة اتجهت نحو رفع الأسعار لتواكب الزيادة الكبيرة في الطلب على الغرف، مشيراً إلى أن كل فئات الفنادق استفادت من الزخم الكبير الذي حققته الفعاليات، سواء الفنادق الفخمة من فئة الخمس نجوم او الفنادق الاقتصادية من فئتي 3 و4 نجوم.
سياحة أعمال ومؤتمرات
من جانبه قال لوثر كوارتز، المدير العام لفندق الريتز كارلتون – المركز المالي العالمي، بأن قطاع سياحة الأعمال والمؤتمرات كان الأكثر حضوراً على الساحة السياحية في دبي خلال الربع الاول وشهدت نمواً فاق 50% مقارنة مع الربع الأول للعام الماضي، كما بلغت مساهمته في نزلاء الفنادق ما يقارب 35%، خصوصاً مع تنظيم عدد كبير من الفعاليات والمؤتمرات في مركز دبي التجاري.
مشيراً إلى أن فندقه استفاد كثيراً من انتعاش هذا القطاع خلال الربع الأول، بحكم موقعه في قلب المدينة وبالقرب من مركز دبي التجاري العالمي، وذلك بالنظر إلى عدد وحجم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي أقامتها أو استضافتها دبي خلال هذه الفترة.